المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار عربية

العيد في فلسطين على وقع أزمة مالية وغلاء فاحش

المصدر:اليوم السابع 

من بين الظروف الحالكة، تطل مظاهر العيد في فلسطين برأسها، خائفة متوجسة، حيث يحاول الناس القبض على شيء من الفرح لهم ولصغارهم، فعيد الأضحى لهذا العام، يأتي على وقع أزمة مالية، مصحوبة بغلاء فاحش للأسعار.

في شوارع المدن الفلسطينية، بالونات تعيد الطفولة إلى مسارها الطبيعي، وألعاب للصغار علّهم ينسون «العيدية».. ملابس على قارعة الطريق، وحلويات للأيام المرّة، نشاط محدود في محال البقالة، أزمة سير في يوم مكتظ بالمارّة، ومحلات لمستلزمات العيد تشرع أبوابها بانتظار المشترين، فالأزمة المالية التي تعصف بالفلسطينيين، ضربت العيد بقوة، وسيل الفلسطينيين الذي يوحي للوهلة الأولى بأن الأمور طبيعية، سرعان ما يكشف عن بضائع وسلع بالجملة، فشل عارضوها في بيعها، أمام المواطنين الخاوية جيوبهم.

للعيد في فلسطين فرحته وبهجته، ورغم الظروف الصعبة، إلا أن له طقوسه وعاداته التي تكسبه خصوصية، تجعل الأطفال تحديداً يلتقطون المدهش والجديد فيه، والمختلف عن عاديّة الأيام.. الطقوس هي ذات الطقوس، والعادات هي نفسها، وإن اختلفت أشكالها بما تقتضيه الحالة، فلا خوف على العيد في فلسطين، طالما أن هناك من يتقن رسم بهجته، إذ اعتاد الفلسطينيون على مواجهة كل الظروف والمتغيرات، دون أن ينال ذلك من رغبتهم في الفرح والإصرار على عيش اللحظة.

لا يحلو العيد في فلسطين، دون مرور فرق الكشافة لتجوب شوارع المدن الرئيسية وهي تقرع طبولها، إيذاناً ببدء الاحتفال بالعيد، الذي رغم كل ما يرافقه من أحوال صعبة، يبقى له فرحته ونكهته.

في المنازل، تنهمك الأمهات في إعداد حلوى العيد، بينما يتكلف الآباء الإعداد لهذه المناسبة، قاصدين أطفالهم بالدرجة الأولى، فيندلقون إلى الأسواق بحثاً عمّا يسرّ خاطرهم، من ملابس وحلوى، ومما تيسر، مع التركيز على المستلزمات الأساسية.

أماني حمدان، موظفة حكومية، أكدت لـ«البيان» أنها تحرص على شراء ملابس العيد لأطفالها، وصبيحة يوم العيد تصحبهم إلى المتنزهات وأماكن الترفيه، كي يعيشوا بهجة العيد، مبينة أن هذه المناسبة، من أهم المناسبات السنوية التي ينتظر الفلسطينيون قدومها كي تمسح عنهم الآلام وقسوة العيش، وتبقيهم «على قيد الحياة»، وفق قولها. وكعادتها في العيد، وتشهد مدينة رام الله، إقبالاً كبيراً على المطاعم والمقاهي بوجه عام، لكونها تتوسط مدن الضفة الغربية، وبالنسبة للفلسطيني سامر نعالوة، فالعيد فيها «غير» إذ يجد القادمون إليها متنفساً من الوقت، لفنجان قهوة، أو وجبة سريعة في المطاعم.

وتتشارك المدن الفلسطينية كافة، في طقوس وعادات عيد الأضحى المبارك، والتي عادة ما تبدأ بالتكبير وصلاة العيد في المساجد أو الساحات العامة، ومن ثم ذبح الأضاحي، وتوزيع جزء منها على الأقارب والأصدقاء والمحتاجين، وبإمكان المتجول في أي من هذه المدن أن يشتم عبق رائحة القهوة العربية مع الهال الخاص بها، وكعك العيد، الذي لا يفارق هذه المناسبة.

وبما أن لحوم الأضاحي هي سيّدة الموقف في هذا العيد، فلا بد من وجبة دسمة على الغداء، بعد يوم شاق في معايدة الأقارب والجيران، ويبقى طبق المنسف هو المحبب والمفضل للكثير من العائلات، بينما لا تخلو قائمة الحلويات المعدّة للمهنئين من الكعك والكنافة النابلسية الشهية. ويحرص الفلسطينيون على تبادل التهاني بهذه المناسبة فيما بينهم، وألسنتهم تلهج بعبارة واحدة تتكرر مع كل مصافحة أو عناق «كل عام وأنتم بخير».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى