العمل التطوعي وكورونا.. استعداد مبكر وإنجازات ضخمة وأرقام فارقة
أكثر من 9 ملايين ساعة و95 ألف متطوع.. أنشطة ومبادرات متنوعة ونوعية
العمل التطوعي سمة المجتمعات الحيوية؛ لدوره في تفعيل طاقات المجتمع، وإثراء الوطن بمنجزات أبنائه وسواعدهم، وبرزت أهمية العمل التطوعي بصورة ملحّة مؤخرًا مع انتشار وباء كورونا في العالم، والاحتياج الكبير لتضافر كافة الجهود الحكومية والمجتمعية في مواجهته.
كانت المملكة سبّاقة في هذا المجال، فأطلقت في وقت مبكر مشروع “المليون متطوع” كأحد أهداف رؤية السعودية 2030، وساهمت منصة العمل التطوعي التي أطلقت بالتزامن مع بدء جهود مواجهة الجائحة في استقطاب المتطوعين حسب خبراتهم ومهاراتهم وتخصصاتهم المهنية، وأتاحت لهم توثيق ساعاتهم التطوعية وإصدار شهادة بها، فكانت البنية التحتية جاهزة لتنظيم العمل بأسرع وقت واستقطاب المزيد من المتطوعين.
قفزة هائلة
شهد العام الحالي قفزة كبيرة في أعداد المتطوعين والمتطوعات بالمملكة، متأثرة بدعم الدولة الكبير للعمل التطوعي والفرص التطوعية التي وفّرتها مختلف الجهات تزامنًا مع جهود القطاع الصحي والقطاعات الأخرى في مواجهة وباء كورونا المستجد.
الأرقام الرسمية الواردة من الإدارة العامة للتطوع التابعة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية؛ كشفت عن وصول أعداد المتطوعين منذ بداية العام وحتى (9 مايو) إلى 95 ألفًا و592 متطوعًا ومتطوعة.
استعداد مبكّر
في الوقت الذي بدأت فيه الدول والحكومات حول العالم البحث عن سبل تنظيم وإشراك الجهود التطوعية في مواجهة الوباء، كانت منصة العمل التطوعي التي أطلقتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية جاهزة لتنظيم وتنسيق الجهود، وأحدثت نقلة نوعية في الأداء وأسفرت عن مضاعفة أعداد المنخرطين في الأعمال التطوعية.
حيث بلغ عدد المسجلين في منصة العمل التطوعي 145 ألفًا و440 متطوعًا، فيما بلغ عدد الفرص التطوعية المطروحة 283 ألفًا و317 فرصة، وتجاوز عدد الساعات التطوعية 9 ملايين ساعة، وشاركت 603 جهات في جهود التطوّع، وعُقدت 15 دورة تدريبية “عن بعد” استفاد منها 7,558 مستفيدًا، وقُدمت 1,010 استشارات لجهات مختلفة.
أنشطة ميدانية
وقد تعدّدت إسهامات المتطوعين وتنوّعت أنشطتهم في العمل الميداني من خلال: المشاركة في توصيل المواد الغذائية لرجال الأمن والأطباء والمحاجر وللمتأثرين من جائحة كورونا، وكذلك تقديم الخدمات الصحية والنفسية والاجتماعية لدُور المسنّين والأيتام ودور الإيواء خلال أزمة كورونا من قبل ممارسين صحيين.
وساهموا كذلك في توزيع السلال الغذائية والحقائب الوقائية ووجبات إفطار الصائم والسحور للمحتاجين، وتعقيم الأماكن العامة، وفحص المباني الجاهزة لوزارة الإسكان من قبل مهندسين معتمدين متطوعين، وبرمجة نظام إلكتروني للمبادرات والمشاريع للأسر المتضررة من الجائحة.
وشارك المتطوعون أيضًا في تجهيز احتياجات المستهلكين، وتوصيل الأدوية والمستلزمات الطبية والصحية للمستفيدين، وتنفيذ حملات توعوية ومواد إعلانية وأمسيات عن “فيروس كورونا” عن بعد، والإشراف على الإجراءات الاحترازية في المرافق العامة.
مبادرات نوعية
كما كان للمبادرات النوعية نصيب كبير من مساهمات المتطوعين عبر تخطيط مشاريع ومبادرات لمساعدة المتضررين من أزمة كورونا، وإعداد الخطط الاستراتيجية والتشغيلية وتصميم مواقع إلكترونية وتطبيقات للجهات غير الربحية، إضافة إلى تقديم الدعم والاستشارات في المجالات التطوعية والطبية والمالية والقانونية والتقنية والتسويق الرقمي وإجراء الدراسات الاجتماعية والميدانية لهذه الجهات، وامتدت هذه المبادرات لتشمل تصميم وتنفيذ مشاريع نوعية وعامة.
وأسهم المشاركون في البرامج التطوعية بتقديم برامج تدريبية لتعليم قراءة القرآن الكريم، واللغة العربية والإنجليزية عن بعد، والترجمة بلغة الإشارة للصم والبكم، كما شارك المتطوعون في تقديم التوعية القانونية والإرشادية لأصحاب الأعمال المتضررين من الأزمة، وتقديم الرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة في المجالات النفسية والصحية والغذائية، وغير ذلك من المجالات العديدة التي شهدت بصمات أصحاب الأيادي البيضاء وفرسان البذل والعطاء.
فرصتك جات
وبينما أسهمت هذه الجهود في دعم الجهود الرسمية للدولة في مواجهة الوباء، ودعم الفئات المتضررة منه، وتخفيف آثاره عن الجميع؛ ما زالت منصة العمل التطوعي مستمرة في استقطاب الكفاءات المناسبة في تخصصات مختلفة عبر حملة “فرصتك جات” التي أثبتت نجاحًا كبيرًا في وضع كل متطوع في المكان الذي يناسبه وأوصلت الرسالة لكافة أفراد المجتمع أن التطوع فرصة حقيقية لكل فرد وهذا هو الوقت المناسب لتنمية قدراته واكتساب مهارات جديدة وإفادة غيره.