دائماً أسمع ” دوام الحال من المحال ” فبقيتْ هذه الجملة ذات العنفوان المهيب عالقة كالقرط بأذني يتوشحها صدى يتلجلج تارة بالزئير وأخرى بلحن استثنائي، حقيقة الحال لا يدوم كما نرغب ونشاء، فمن سنة الله في خلقه تقلب الأيام، بين ثناياها الكثير والجم لمن أراد أن يحلق بفكره الرصين وقلبه السليم لتلك الرسالة الكونية من الرحمن، فحياتنا كبحر لجيّ نسبح في تلك الأمواج المتلاطمة والأفواج الهائلة المتدفقة بين مد مريح وجزر جريح، كأننا نسير في منعطفات الإخفاق ومنحنيات التألق ويبقى كأس الصبر، آنية الرضا، ميزان الحلم والأناة يطوقنا يحفنا ويمدنا بالطاقة والتسليم ..
السعودية أصبحت أمام عدو خطير يحدها من جميع الجهات، يهدد البعض بالهلاك والفناء والآخر بالدنف، يترصد قاطنيها في كل ثانية متى ما أراد الخالق، ورغم كل ذلك ما زال وطني وطن العز والصمود يستبسل بالدفاع عن تلك الأرواح وما زال يناضل في ميدان الفداء، لذلك اتاحت ووفرت أرجوحة الراحة، الإرشاد والإحتراز، ليترف الجميع برداء الصحة المخملي وتاج العافية المزركش ..
فلم تشرق شمس الإثيل ويأفل نورها الجميل، إلا وبلاد الحرمين ذات الأيادي البيضاء الحانية أدت مهامها وواجباتها على أكمل وجه مع من يقطن بين دفء وحنان أحضانها، يتلحف بصفاء سمائها، ويترنم بين وديانها وبحرها وجبالها، ويتعطر بنسيمها، فلم تُصعب أمراً، لم تغفل سبباً، ولم تبخل برأي، بل أوجدت البديل لكل شيئ وتحدت المصاعب في ظل هذه الجائحة ..
فالحاجة أم الإختراع كما يقال، خوف بلادي على هؤلاء البراعم الصغيرة، وأزهار وعماد المستقبل وركائزه، قررت التعليم عن بعد عبر استخدام الأجهزة حديثة التقنية تعمل على تحقيق تعلم إلكتروني يسير بطريقة فعالة وناجحة وهادفة بأحدث التطبيقات, أفضل البرامج، رغم حداثة استخدام الوسائل التقنية في مجال العلم إلا أنها تسعى جاهدة لتحقيق أهداف التعليم عن بُعد، وتيسير عمليات الإتصال بين الطالب والمعلم صوتاً وصورةً لتغذية تلك العقول، مع أن هناك فئة معارضة وأخرى مؤيدة، يخشون من بعض النتائج السلبية، فلا يوجد شيء إلا وله ايجابيات وسلبيات، لكن سنواكب الأحداث ونتخطى العقبات، لأن العلم سلاح المستقبل وحضارة الأمة بها نرتقي، ويبقى القرار لقيادتنا الحكيمة وحكومتنا الرشيدة لما يصب في مصلحة البلاد والعباد، فكم أنتِ عظيمة يا بلادي أدام الله عز المملكة العربية السعودية, وحفظ الله ولاة أمرنا الكرام ..
همسة :
قريباً سيزول الوباء والبلاء وتنكشف هذه الغمة .. وتشرق علينا أهازيج الفرح وثياب الصحة والعافية فترفل بها الأمة ..