العبادي: لن أجازف بمصالح العراق إرضاءً لطهران أو غيرها
يلتئم البرلمان العراقي الجديد اليوم على وقع خلافات سياسية عميقة، وصراع على تشكيل الكتلة الكبرى المخوّلة تسمية رئيس الوزراء. وفي سياق متصل، أكد حيدر العبادي أنه سيحضر جلسة البرلمان الاولى بصفته رئيساً للوزراء وفائزا في الانتخابات، ولكنه لن يؤدي اليمين؛ لأن ذلك سيمنعه من أداء مهامه التنفيذية.
وقال العبادي خلال لقاء صحافي مع اعلاميين في بغداد ان حكومته لن تجازف بمصالح الشعب لارضاء ايران التي تتعرّض لعقوبات اقتصادية أميركية. وشدّد بالقول «لن نجازف بمصالح شعبنا إرضاءً لإيران أو أي دولة أخرى». وتساءل قائلا: «ليس من حق أي دولة جارة أن تقطع مياه نهر الكارون عن شط العرب، وسنتحدث معهم بخصوص ذلك»، في اشارة الى ايران.
وحول مطالب الاكراد بعودة قواتهم البشمركة الى محافظة كركوك المتنازع عليها بين بغداد واربيل اشار العبادي الى انه لم يرفض التفاوض حولها. لكنه اتهم اطرافا عراقية لم يسمّها بالتوقيع على وثيقة تتنازل فيها للأكراد عن هذه المناطق. واوضح العبادي ان هناك مطالب للسُّنة والاكراد قابلة للتطبيق ومقبولة، وسيكون الامر بعد تشكيل الحكومة الجديدة، مؤكداً ان ائتلاف النصر مستعد للتفاوض مع الاكراد بشأن ادارة ملفات الامن والنفط، لكن بعد تشكيل الحكومة. واضاف إنه لا يوجد «فيتو» على ترشيحه لرئاسة الحكومة مجددا من قبل الاكراد.
وحول إقالته مستشار الامن الوطني رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض من جميع مناصبه، فقد تعهّد العبادي بمقاضاته اذا تكلم باسم ائتلاف النصر، مؤكداً انه لا يمثّل الائتلاف.
من جهته، أكد نائب الرئيس العراقي زعيم «دولة القانون»، نوري المالكي أنه لن يرشّح نفسه مجدداً لمنصب رئيس الوزراء لنفس الأسباب والرؤية التي كانت قبل سنوات».
بدوره، أعلن النائب عن محافظة نينوى أحمد الجبوري ترشيح نفسه لرئاسة مجلس النواب وتعهّد بأن يكون حياديا.
الكتلة الكبرى
ويواصل القطبان الرئيسان «سائرون والنصر» من جهة، و«دولة القانون والفتح» من جهة اخرى، مساعيهما لتشكيل الكتلة الكبرى، ولم يستطع أي فريق بعد جذب السنّة والأكراد إلى ملعبه، ويبدو أن السنّة والأكراد لم يتوصلوا إلى قرار نهائي بشأن الانضمام إلى أي طرف.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر أن الأطراف السياسية الشيعية أمام مأزق حقيقي بعد أن رفضت المرجعية تولي كل من العبادي والفياض، وهادي العامري، رئاسة الحكومة المقبلة، واعتبرتهم «غير مرضيّ عنهم». وحذّر المصدر من عواقب صعود محور «الفتح ــــ دولة القانون» الذي تجده الولايات المتحدة تحديا إيرانيا لها ولقراراتها، الأمر الذي سيؤثر سلبا في العراق وفي علاقاته الدولية والإقليمية. ولفت المصدر إلى ما أشيع عن تهديدات طالت بعض قادة الكتل السنّية، مردفا إن «الصراع بين إيران وأميركا كبير جدا، وبدأ يأخذ منحى خطيراً».
البصرة تصعِّد
ميدانياً، قطع متظاهرون في شط العرب شرقي محافظة البصرة جنوبي العراق، أمس، الطريق المؤدي إلى منفذ الشلامجة الحدودي مع إيران، كما قطعوا طريقا رئيسا في منطقة كرمة علي، وتجمّعوا عند المدخل الرئيس لحقل نهر بن عمر النفطي.
وقالت مصادر إن الجيش وقوات سوات (قوات التدخّل السريع)، استخدمت الرصاص الحي وقنابل غاز مسيّل للدموع بصورة مباشرة على المحتجين، ما أدى إلى إصابات عدة في صفوفهم.
ووفق مصدر أمني، فإن عشائر البصرة بعثت برسالة لقائد عمليات المحافظة، أفادت بحمل السلاح والمقاومة إذا استمرت القوات الأمنية في استعمال القوة المفرطة مع المتظاهرين.
ورفع أهالي ناحية كرمة علي والحيانية وخمس ميل، شمالي المحافظة، السلاح، ما أدى إلى انسحاب الجيش من هذه المناطق.
وتشهد البصرة منذ نحو 4 أيام حرق إطارات السيارات في الشوارع ونصب خيم الاعتصام في مناطق مختلفة، بعد ان شهدت، الأسبوع الماضي، تسمّم أكثر من 20 ألف شخص، إثر تلوّث المياه وارتفاع الملوحة لمياه الإسالة.