الطير المسافر.. في مرمى «قنّاصة الكويت»
بعد دخول شمس الخريف إلى أفق سماء الكويت بدأت أسراب الطيور المهاجرة رحلتها إلى البلاد عابرة فوق المحميات الطبيعية والسواحل الشاطئية التي تتميز بوجود العوالق التي تتغذى عليها وتحصل من خلالها على طاقة تمكنها من الاستمرار في التحليق وصولا إلى وجهتها الأخرى، إلا أن «الطير المسافر» يواجه عمليات إبادة جماعية من صيادين يخالفون الانظمة والقوانين المتبعة.
ورصد ناشطون بيئيون أسراباً من الطيور المهاجرة التي تتعرض لعمليات قنص وصيد جائر تحصد الآلاف منها يوميا من مختلف الأنواع، مما ينذر بتعرضها للانقراض وتغير في الوجهات خلال السنوات المقبلة.
وأبلغ ناشطون القبس أن الكثير من الصيادين من غير أصحاب الخبرة أطلقوا حملات «ابشروا بالشحم» عبر منصات التواصل الاجتماعي بهدف التفاخر بجمع الطيور وصيدها وعدها بهدف المنافسة أولا بين المشاركين فيها دون الإشارة إلى أماكن تجمعهم، في حين أظهرت مقاطع مرئية نشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي وجود مركبات تحمل أرقاما كويتية وأخرى خليجية.
صيد جائر
واستغربوا غياب الأجهزة الرقابية في متابعة المقاطع المرئية ومعرفة أماكن تواجد الصيادين المتفاخرين بصيدهم عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث أظهرت آخر المقاطع قيام شاب بصيد 4 آلاف طائر من نوع «القمري» خلال يومين فقط!
إلى ذلك، نوه الفريق الكويتي لرصد الطيور التابع للجمعية الكويتية للبيئة «إلى عدم الإسراف في الصيد حتى لا يحصل خلل في التوازن البيئي، لاسيما أن الطيور لها فوائد بيئية كثيرة وتتغذى على الحشرات بكل أنواعها، اضافة إلى الديدان الموجودة داخل جذوع وأغصان الأشجار وتعتبر خادمة للبيئة بشكل مباشر».
وبين أن «انخفاض أعداد الطيور يؤدي إلى انتشار الكثير من الآفات الزراعية والحشرات والقوارض والزواحف ويؤدي إلى خلل كبير بالتوازن البيئي وتدمير الأشجار».
رحلة الهجرة
وحول أبرز أنواع الطيور الزائرة للأجواء الكويتية خلال الفترة الحالية تحدث راصدون لـ القبس أن رحلة الهجرة لديهم بدأت منذ الشهر الحالي وتستمر حتى نوفمبر المقبل بأنواع قليلة من طيور «كالابلق الرملي – أم دقي، والدخلة بيضاء الحنجرة – حميرة جناح، ودخلة الوديان – مطرق حشيش، ودخل القصب – المرادم بأنواعها».
وتابعوا أن الطيور المهاجرة تزيد وتيرة قدومها إلى الكويت تدريجيا وتظهر بوضوح في الايام العشرة الاخيرة من شهر أغسطس وتصل الهجرة في سبتمبر وأكتوبر ذروتها حتى بداية شهر نوفمبر لتبدأ بالتناقص ويتغير موعد هجرتها قليلا كل سنة تبعا لاتجاه الرياح.
الطيور تعشق الكويت
أوضح ناشطون بيئيون أن اختيار الطيور للأجواء الكويتية مكانا لهجرتها- نظرا لموقعها الجغرافي بالنسبة لخطوط الهجرة، إذ تقع شمال غرب الخليج العربي، وهي عند مفترق مسلكين مهمين جدا من مسالكها، حيث إن الكثير منها يتفادى المرور فوق الجبال العالية أو عبور المسطحات المائية الشاسعة- ما يفسر عبور الطيور المهاجرة فوق الكويت لموقعها في الزاوية الشمالية الشرقية لشبه الجزيرة العربية. وأشاروا إلى أن بعض أنواع الطيور تعشق الكويت واعتادت التمركز فيها خلال رحلاتها الموسمية.
البجع الأبيض
بدأ فريق رصد الطيور في عمليات التتبع السنوية لطائر «البجع الأبيض» والذي يبدأ بعبور الأجواء الكويتية في أشهر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر من كل عام خلال رحلته الخريفية من الشمال الى الجنوب، وتسمى الهجرة الكبيرة لضمها الجوارح والنسور.
ورصد الفريق في التاسع من شهر سبتمبر من العام الماضي سربا مكونا من نحو 60 بجعة، وهو كان من الامور النادرة لوصول مثل هذه الأنواع إلى البلاد دفعة واحدة، حيث إنها في عام 1922 قدمت إلى الأجواء الكويتية بسرب مكون من نحو مئة طائر من النوع نفسه.