الطاقم الأمريكي يبدأ محادثاته مع الفلسطينيين

كشفت مصادر فلسطينية مسؤولة، أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد بدء المحادثات بين الفريقين الفلسطيني برئاسة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، والأميركي برئاسة جيسون غرينبلات، حيث سيعرض الفريق الفلسطيني موقفه بشأن سائر ملفات مفاوضات الوضع الدائم وهي: «الحدود، القدس، الاستيطان، اللاجئين، الأمن، الأسرى، والعلاقات المستقبلية».
وأضافت المصادر لـ القبس، أن اجتماعات الفريقين تم الاتفاق عليها بين الرئيسين دونالد ترامب ومحمود عباس أثناء زيارة الأخير لواشنطن في 3 مايو الماضي، على أن يقوم الفريق الأميركي بإجراء مباحثات مماثلة مع الجانب الإسرائيلي.
ووفق المصادر، فقد لفت الرئيس عباس خلال اجتماعه بترامب في مدينة بيت لحم في 233 مايو، إلى أن الفريق الأميركي المكلف ببدء المحادثات لم يجر أي اتصال بالجانب الفلسطيني، وهو ما ينطوي على سوء نية، خاصة أن المكلفين بالملف وهم صهر الرئيس غاريد كوشنير، وغرينبلات والسفير دافيد فريدمان، وثلاثتهم يهود، ومن أشد المؤيدين لإسرائيل والاستيطان، ونقل السفارة من تل أبيب إلى القدس.
وأشارت المصادر إلى أن الرئيس ترامب فهم إشارة الرئيس عباس، وقرر إضافة وزير الخارجية ريكس تيلرسون مشرفاً على الطاقم الأميركي، وأصدر تعليماته له أن ينهي عمله مع الجانبين في غضون شهر، وأن يرفع له تقريراً يحدد جميع نقاط الخلاف بين الجانبين، وفي جميع الملفات، ووعد أن يقوم ومساعدوه ببلورة اقتراحات لجسر الهوة بين الجانبين وعرضها عليهما كأساس لاستئناف المفاوضات.
نتانياهو: لا تنازلات
وأوضحت المصادر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو يعمل كل ما في وسعه ويوظف نفوذه في واشنطن ليعرقل استحقاق استئناف المفاوضات بأي طريقة، لسبب بسيط أنه ليس مستعداً لتقديم أي تنازل مهما كان صغيراً، وتصريحاته الأخيرة عن أنه لن ينسحب من الضفة الغربية حتى في إطار اتفاق سلام نهائي، برهان على نواياه، وبالتالي فإنه يريد أن يحصر المفاوضات في الجانب الاقتصادي وبعض التسهيلات التي تتصل بحياة الناس فقط، حيث أعلن أمس الخميس عن فتح معبر «الكرامة»، الواصل بين الضفة الغربية والأردن على مدار الساعة، خلال فصل الصيف.
.. ولا تطبيع قبل الحل
إلى ذلك، أشارت المصادر إلى أن ثمة اقتراحاً أميركياً بتدرج عملية التطبيع العربي الإسرائيلي يبدأ بما يشبه إعلان نوايا متبادلا. إسرائيل تعلن استعدادها التوصل لاتفاق دائم مع الفلسطينيين، وتلجم الاستيطان (لا يعني وقفه) وتقدم تسهيلات مختلفة في الضفة وتفك الحصار عن غزة، مقابل بدء فتح أسواقها للمستثمرين والبضائع الإسرائيلية وتبادل السياحة، والسماح للطيران المدني الإسرائيلي باستخدام أجوائها في رحلاتها صوب شرق وجنوب آسيا.
وقالت المصادر إن الرئيس عباس كان واضحاً مع الرئيس ترامب، حيث جدد رفضه لأي تطبيع عربي مع إسرائيل من أي نوع أو درجة قبل التوصل لاتفاق نهائي وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
ولفتت المصادر إلى الحملة التي يشنها نتانياهو على الرئيس عباس، وكان أحد تجلياتها تلفيق شريط فيديو يظهر فيه الأخير وهو يقول: «الإسرائيليون يحرضون ونحن نحرض»، وقد سلم للرئيس ترامب خلال زيارته لإسرائيل الذي قام بدوره بمراجعة الرئيس عباس بمضمونه، فرد الأخير أن الشريط ملفق ومزور، وهو مستعد لتفعيل لجنة «منع التحريض» التي أوقفتها إسرائيل منذ اندلاع الانتفاضة أواخر عام 2000.
كما أن نتانياهو سلم ترامب وثيقة تتضمن قائمة برواتب الأسرى التي تتصاعد كلما كان حكم الأسير أعلى، وهي تشكل %7 من موازنة السلطة، و%20 من قيمة أموال المانحين، باعتبارها مكافآت تزداد طردياً كلما ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين، بحسب ما جاء في الوثيقة الإسرائيلية.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن الرئيس ترامب استمع لتوضيحات عباس، ولم يغير من قناعته بضرورة استئناف المفاوضات، وقد أبلغ الجانب الإسرائيلي عبر غرينبلات أن الرئيس ترامب يرغب في بدء عملية سياسية جادة، ولن يقبل بحصر المفاوضات بتسهيلات اقتصادية فقط.