الطائرات الروسية والنظام تقتل 8 مدنيين بقصف حلب .. وبوتين يلغي زيارته إلى فرنسا
أعلن الكرملين الروسي اليوم الثلاثاء أن الرئيس فلاديمير بوتين ألغى زيارته التي كانت مقررة لفرنسا في 29 من أكتوبر، فيما قتل ثمانية مدنيين على الأقل جراء غارات روسية تعد هي الأعنف منذ أيام على الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين اليوم الثلاثاء إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يزور باريس الأسبوع المقبل أو يجري محادثات منفصلة بشأن سوريا مع الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية.
وقال بيسكوف للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف “اتخذ الرئيس قرار إلغاء الزيارة”.
وأضاف أن “الرئيس أشار إلى استعداده لزيارة باريس في وقت يناسب (الرئيس الفرنسي فرانسوا) أولوند. وسننتظر حتى يأتي ذلك الوقت المناسب”.
ويمثل إلغاء الزيارة أحدث مؤشر على تدهور العلاقات بين موسكو والغرب بعد استخدام روسيا لحق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بشأن سوريا كانت أعدته فرنسا. وأدى غضب باريس
المتصاعد من التطورات في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب السورية إلى إعادة النظر في الزيارة التي كانت مقررة لبوتين يوم 19 أكتوبر.
إلى ذلك، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “قتل ثمانية مدنيين على الأقل جراء غارات روسية كثيفة على حيي بستان القصر والفردوس في شرق حلب”، موضحا أن “الغارات اليوم هي الأعنف على الأحياء السكنية منذ نحو أسبوع”.
وأفاد موقع قناة “أورينت نت” بمقتل 12 مدنياً وجرح آخرون في حصيلة أوليّة جراء استهداف الطائرات الروسية وطائرات الأسد عدة أحياء في مدينة حلب المحاصرة.
وأوضح أن الغارات استهدفت بالقنابل الارتجاجية معهداً للأطفال ومركزاً طبياً في الحي المذكور الذي تعرض في وقت سابق لمئات الغارات، ما أسفر عن مقتل 8 مدنيين بينهم أطفال ونساء.
وذكر موقع “أورينت نت” أن نشطاء في حلب المحاصرة نشروا صوراً وتسجيلات مصورة للقتلى من بينهم أطفال في عامهم السادس أو السابع، كما استهدف الطيران الحربي أحياء الفردوس، والقاطرجي، ما أسفر عن مقتل ستة مدنيين وجرح آخرين، أربعة في الفردوس، واثنان في القاطرجي.
وأشار إلى أن المصادر رجحت أن تكون هذه الحصيلة أولية، وهي قابلة للارتفاع خلال الساعات المقبلة، نظراً لخطورة الإصابات التي خلفتها الغارات.
في المقابل، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند، اليوم الثلاثاء، أنه من المهم مواصلة المحادثات مع روسيا رغم الخلافات الكبيرة مع موسكو بشأن سوريا ولكن لا جدوى من المباحثات إذا لم تكن “صريحة وحازمة”.
وقال أولوند في كلمة أمام مجلس أوروبا في ستراسبورج: “إن فرنسا لديها خلاف كبير مع روسيا بشأن سوريا والفيتو الذي استخدمته روسيا ضد مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن الدولي حال دون وقف القصف وتمكين سريان هدنة”.
وأضاف: “أرى أن من الضروري إجراء حوار مع روسيا ولكن يجب أن يكون حازما وصريحا وإلا لن يكون له مكان وسيكون تمثيلية. إنني على استعداد للقاء الرئيس بوتين إذا استطعنا إحراز تقدم بشأن السلام”.