الصليب الأحمر: فوضى فى مستشفيات غزة مع الحصار ونقص الوقود واستمرار القصف
وصفت بعثة الصليب الأحمر لتقييم حالة مستشفيات غزة ، مشاهد الإرهاق في مواجهة الحصار الشامل والنقص الحاد في الوقود والقصف الإسرائيلي المستمر بالفوضى.
وركز خبراء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر زيارتهم، الثلاثاء، على اثنين من المراكز الطبية الرئيسية في غزة، وهما مستشفى القدس والشفاء، وشهدوا بشكل مباشر القصف المكثف للمناطق السكنية، وفقا لصحيفة “الجارديان” البريطانية.
وقال ويليام شومبورج، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، إن كلا المستشفيين “ينفد منهما الوقود والإمدادات الطبية بسرعة.“
وقال شومبورج: “هناك عاملون في المستشفى تأثروا شخصياً بالنزاع وكان الكثير منهم يعملون على مدار الساعة. لم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم لعدة أيام، ويعملون حقًا في ظل أصعب الظروف التي لا يمكن تصورها في مشاهد من الفوضى العارمة، بصراحة. رأينا أفراداً مصابين بحروق شديدة، وأطفالاً فقدوا حياتهم، وعدداً كبيراً من النساء، وكبار السن، والأشخاص ذوي الإعاقة“.
وقال شومبورج إنه بالإضافة إلى اكتظاظ المستشفيات بالمرضى الذين يعانون من إصابات خطيرة بسبب القصف، فإنها تعمل كملاجئ لآلاف النازحين من منازلهم، الذين “يشعرون أنه ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه“.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 1.4 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أصبحوا الآن نازحين داخليا. وقد لجأ ما يقرب من نصفهم إلى ملاجئ الأمم المتحدة، بينما وجد النصف الآخر بعض المساحة الأرضية في منازل الآخرين أو المستشفيات أو المرافق العامة. ولكن هذا لا يضمن السلامة.
وقال شومبورج: “أثناء زيارتنا لمستشفى القدس، كانت هناك غارات جوية شديدة من حولنا واهتز المستشفى بأكمله”. “يجب أن تكون المستشفيات ملاذاً للجرحى والمرضى، وفي الوقت الحاضر هذه أماكن لا تشعر بالحماية للأشخاص الموجودين فيها”.
وأكدت زيارة اللجنة الدولية مدى خطورة ندرة الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية التي تزود المعدات الطبية المنقذة للحياة بالكهرباء وتبقي الأضواء مضاءة، فضلاً عن شبكة المياه في غزة. ويزيد نقص المياه والصرف الصحي من خطر تفشي الكوليرا والأمراض المعدية الأخرى، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة على رأس حالة الطوارئ التي يخشى العديد من العاملين في مجال الصحة أنها وشيكة.