الصبيح: تعزيز رأس المال البشري والاهتمام بذوي الإعاقة لتحقيق التنمية المنشودة
تحت رعاية وحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية هند الصبيح، افتتحت مساء أمس الأول فعاليات الملتقى الخليجي السابع عشر لذوي الإعاقة تحت عنوان «الاستقرار النفسي والاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة.. بلوغ – مراهقة – زواج.. المشاكل والحلول»، خلال الفترة بين 28 و30 مارس، وذلك بحضور الأمين العام لمجلس الدولة بسلطنة عمان خالد السعيدي، والرئيس الفخري للجمعية الخليجية للإعاقة الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة، ومدير عام الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة د.شفيقة العوضي، والرئيس الفخري للنادي الرياضي الكويتي للمعاقين الشيخة شيخة العبدالله، ورئيس الجمعية الخليجية للإعاقة منى المنصوري، ولفيف من الشخصيات الاجتماعية والمعنية بمجال الإعاقة من الخليج والدول العربية، بالإضافة إلى عدد من الأكاديميين المختصين.
وشدد ممثلو الوفود المشاركة والأكاديميون والمختصون في مجال الإعاقة على ضرورة تكاتف الجهود الخليجية لكسر التابوهات وتعزيز الاستقرار النفسي والاجتماعي للمعاقين، مشددين على أهمية التوعية الاجتماعية لتقبل فكرة حق المعاق في تكوين أسرة في ظل جانب ديني وتشريعي.
وفي البداية، أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية هند الصبيح على ضرورة تضافر الجهود الخليجية في القطاعين العام والخاص جنبا إلى جنب مع المجتمع المدني لتحقيق التنمية المنشودة لمجتمعاتنا الخليجية والتي لن تكتمل إلا بتعزيز رأس المال البشري والاهتمام بالموطنين سواء كانوا من ذوي الإعاقة أو غيرهم، مشيرة إلى أن هذه الفئة لها الأولوية في قلوب الجميع قبل عقولهم، موضحة أن هذا الملتقى يمثل فرصة جيدة للتعرف على التجارب والخبرات في دول مجلس التعاون، متمنية أن يتم رفع جميع المقترحات والتوصيات التي سيخرج بها المؤتمر إلى المجلس الأعلى للمعاقين حتى تتم مناقشتها وتفعيلها على أرض الواقع ووضع الخطط المناسبة لتنفيذها.
وأشادت الصبيح بالجهود الحكومية في مجال رعاية ذوي الإعاقة وتقديم جميع الخدمات الإيوائية والتأهيلية والاجتماعية والنفسية والتعليمية، مشيرة إلى أن المشرع الكويتي حرص على إقرار القوانين التي من شأنها أن تنظم وتحمي حقوق هذه الفئة، كما أنشأت الكويت الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة بهدف تعزيز الاهتمام بهذه الفئة والارتقاء بالانظمة والخدمات المقدمة لها، إضافة إلى تضمين حزمة من مشاريع تطوير سبل رعاية وتأهيل هذه الفئة ضمن خطة الكويت التنموية.
من جانبه، أشار الرئيس الفخري للجمعية الخليجية للإعاقة الشيخ دعيج آل خليفة إلى أن الجمعية أنشأت من مبدأ التعاون بين دول الخليج لتؤكد عن معان سامية في خدمة الإنسان الخليجي من الأشخاص ذوي الإعاقة، لافتا إلى أن الجمعية منذ نشأتها عام 1999 ملتزمة بعقد اللقاء العلمي السنوي ليكون خير ملتقى لجميع الأطراف المرتبطة بعالم الإعاقة، مشيرا إلى أن ذلك التجمع بمنزلة لقاء علمي ينقل لهم الخبرات من المختصين من دول المجلس وفرصة لتبادل الخبرات بينهم والتعرف على تجارب زملائهم.
بدورها، أكدت رئيسة الجمعية الخليجية للإعاقة منى المنصوري على سعي الجمعية إلى تشجيع البحث العلمي في مجالات الإعاقة المختلفة وتحفيزها للمزيد من الدراسات والأبحاث التي تعود على المجتمعات الخليجية بالنفع والفائدة، مشيرة إلى أن الملتقيات التي تنظمها الجمعية أصبحت تشكل جزءا من منظومة العمل في مجالات الإعاقة في دول مجلس التعاون الخليجي، ومحفزا علميا مهما يتوق إليه أبناء الخليجي، من أجل الارتقاء بمستوى كم ونوع البرامج والخدمات المقدمة للأشخاص من ذوي الإعاقة.
من ناحيتها، أكدت نائب رئيس الجمعية الخليجية للإعاقة ورئيس الجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين رحاب بورسلي أن الملتقى يأتي ملبيا للتطلعات بحكم تناوله موضوعا على قدر كبير من الأهمية في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، إلا أنه قل أن يتم طرحه أو مناقشته في ظل ثقافة مجتمعاتنا الشرقية المحافظة ضمن إطار ما يمكن تسميته «المنطقة المحظورة» ليغلف بطابع من التحفظ أو الممنوع والعيب.
وأضافت بورسلي أن الجمعية إن لم توفق في إيجاد حلول أو إجابات عن استفسارات أبنائنا وإخواننا من ذوي الإعاقة في مجال الاستقرار النفسي والاجتماعي، ستكون نالت شرف المحاولة عبر الجرأة في طرح الموضوع ووضعه في دائرة المناقشة وتبادل الآراء والبحث عن التجارب الناجحة وتسليط الضوء وترك المجال مفتوحا للتحاور بكل شفافية وصراحة من مختلف الأطراف وعلى كل المستويات.
وانطلاقا من دورهم الاجتماعي والإنساني تطوع عدد من ذوي الإعاقة في الإشراف على تنظيم الملتقى في نسخته السابعة عشرة، وهو ما يؤكد قدرة تلك الفئة العزيزة على قلوبنا على كسر الحواجز لتحقيق الاندماج المجتمعي مع أقرانهم.
العضوية الفخرية للصبيح والسليم
منحت الجمــعية الخلــيجية للإعـاقة عضويتها الفخرية لكل من وزيرة الشــؤون الاجتماعية وزيرة الدولة للشؤون الاقتــصادية هند الصــبيح ورئيس جمعية عنيزة فهد السليم من المملكة العربية السعودية، وذلك تقديرا لجهودهما الحثيثة في دعم الأشخاص ذوي الإعاقة.
معرض للمنتجات والخدمات
على هامش الملتقى الخليجي السابع عشر، افتتحت وزيرة الشؤون الاجتماعية المعرض المصاحب للملتقى، حيث تضمنت البوثات المشاركة به عددا من المعروضات الفنية والحرفية بأيدي ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى الخدمات المتنوعة التي تقدمها الجهات المعنية بذوي الإعاقة في الكويت ودول الخليج، كما شهد حفل الافتتاح فيلما قصيرا تحت عنوان «المنطقة المحظورة» يوثق معاناة ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم فيما يتعلق بالاستقرار النفسي والاجتماعي ومعاناتهم في اتخاذ قرارات الزواج.