المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتةمقالات

السيد عادل عبد المهدي ” بس لا أبو بلي” مع الجميع

بقلم: إياد الإمارة

للآن لم يُكشف النقاب عن الجهة التي رشحت السيد عادل عبد المهدي لمنصب رئيس الوزراء في بلادنا غريبة الأطوار، أو أن الجهة التي رشحته لا تريد الكشفَ عن نفسها لحاجةٍ في نفس أخوة يوسف وليس يعقوب، كما لم يُكشف النقاب عن كثير من الأحداث التي اعقبت تسنم هذا الرجل السبعيني المنصب الأهم في الدولة العراقية، على الرغم من إن هناك إشارات بعيدة وأخرى قريبة تشي بأسماء الجهة أو الجهات الداعمة له لكنها تبقى غير معلنة وغير مُتيقنة كالاشارات التي كانت من السيد نصار الربيعي القيادي في التيار الصدري التي أوقفت السيد عبد المهدي ولم يستمر بالإعلان عن باقي الكابينة الوزارية ايام التشكيل الأولى!

السيد عادل عبد المهدي القيادي البارز “السابق” في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق “السابق” الذي تغير اسمه إلى المجلس الاعلى الاسلامي بعد رفع كلمة الثورة عنه، استطاع التنقل بين ثلاثة أحزاب عراقية متنافرة و متناحرة في ما بينها حد إراقة الدماء “الحزب الشيوعي العراقي، حزب البعث العراقي، المجلس الأعلى الإسلامي بالثورة وبدونها” هذا التنقل الذي لا أدري بالضبط إن كان يُحسب له أو عليه يعطي انطباعاً واضحاً عن مستوى المرونة في شخصية الرجل الذي بدأ ماركسياً يسارياً ليتحول إلى بعثيٍ يميني ومنه إلى إسلاميٍ ثوري، المرونة التي لمسناها في حركته وهو رئيس لوزراء العراق متنقلا بين هذه الجهة وتلك لا بمعنى الانتماء وإنما بمعنى الاحتماء والإرضاء لكي تسير العملية السياسية في العراق وإن كانت بطريقة متعثرة ويبقى هو في منصب الرئيس الذي حلم به منذ العام ٢٠٠٣ ولم يتحقق له هذا الحُلم الا بعد مضى عقد ونصف من الزمن وهي فترة طويلة تعكس لنا أيضا قوة صبر الرجل ومدى تحمله، الصبر والتحمل الذي لم نره في منصبين سابقين تولاهما قبل العام ٢٠١٨.

عودة إلى موضوع المرونة في شخصية السيد عبد المهدي وقدرتها على المطاوعة للعمل مع جهات مختلفة كل الاختلاف في ما بينها وزيارته الأخيرة إلى العاصمة المصرية القاهرة التي شهدت عقد قمة ثلاثية لم تكن فأل خير على العرب والمسلمين بعد أن أعلن الرئيس الامريكي عن “إسرائيلية” الجولان السوري المحتل.. انا لا اريد ان اثبت أي علاقة بين هذه القمة وإعلان ترامب الاخير إذ لا أملك دليلا عليها كما اني لا أنفيها بقدر ما اريد التحدث عن طريقة التوازنات التي يعمل عليها السيد عادل عبد المهدي على الصعيدين الداخلي والخارجي معتمدا على ما يمتلك من مرونة عالية وعالية جدا والدعم الذي تقدمه له جهات لا ترغب بأن يكون العراق منفتحا على علاقة واحدة مع الإيرانيين الذين استقبلوا بحفاوة عالية لم يستقبل بها أي مسؤول عراقي سابقا!

لكن السيد عادل عبد المهدي بكل ما لديه من مرونة لم يتمكن حتى الآن من إحداث توازنات الداخل وهناك جدل واسع وحالة من عدم الرضا لدى بعض أطراف الداخل عن أداء السيد عبد المهدي، فهل سيمنى بنفس النتيجة وهو يحاول مع توازنات الخارج الأكثر تعقيدا؟ هذا ما ستكشفه الايام القريبة القادمة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى