المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار عربية

السودان رسائل متعددة لاقتحام القصر

المصدر /البيان

ثلاثة أعوام مرت ولا يزال السودانيون في الشوارع بحثاً عن تحقيق أهداف ثورتهم، وتطلعاتهم نحو الحرية والسلام والعدالة، إذ خاضوا في سبيل ذلك معارك ضارية حتى تحقق لهم النصر بعد اعتصامهم على أسوار القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم وقيادات الفرق في الولايات، ما دفع الجيش إلى الانحياز لمطالبهم بإسقاط نظام الإخوان الذي ظل جاثماً على صدر البلاد لثلاثة عقود بقيادة عمر البشير.

ولعل الجموع الغفيرة التي تدفقت نحو القصر الرئاسي الأحد، بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة للثورة التي أطاحت البشير، وبالتزامن مع ذكرى استقلال البلاد من المستعمر الإنجليزي، تبعث بالكثير من الرسائل في بريد جهات عدة فاعلة في المشهد السياسي السوداني، سواء كانت تلك الرسائل للعسكريين في مجلس السيادة أو السياسيين بتحالفاتهم المتناحرة، بجانب أنها تضع برقيات أخرى في صندوق المجتمع الدولي والإقليمي، مفادها أن الشعب السوداني هو وحده صانع التغيير الذي يريد.

وصلت الرسالة للعسكريين بمجلس السيادة، وهذا يستشف من التصريحات التي أدلى بها المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة العميد الطاهر أبو هاجة، الذي أكد أن القوات المسلحة دائماً منحازة لخيار الشعب وتطلعاته نحو الديمقراطية، مشيراً إلى ضرورة أن يسعى الجميع للحفاظ على المصالح العليا بعيداً عن هوى النفس والمصالح الحزبية الضيقة.

إشارة الجيش

ويبدو أن المؤسسة العسكرية أرادت أن توضح أن الرسالة وصلت من خلال سماحها للمتظاهرين بعبور كل التعزيزات والحواجز الأمنية على الجسور والطرقات حتى لامست أياديهم القصر الرئاسي .

وكذلك يمكن قراءة ما جرى من تسهيل وصول المتظاهرين إلى وجهتهم من قبل أفراد الجيش وضباطه، بل والتقاط الصور التذكارية معهم، وهم على بوابات القصر الرئاسي، بأنه محاولة من جانب المؤسسة العسكرية لإصلاح ما فسد من علاقة بين الجيش كمؤسسة والشارع، لا سيما وأن مصادر عدة تحدثت لـ «البيان» بأن هناك استياء داخل المؤسسة بسبب ما طرأ من اهتزاز للثقة بين المؤسسة العسكرية والشارع الذي دائماً ما يلجأ إلى الجيش في ثوراته طلباً للانحياز.

كما أن قوى الحرية والتغيير المنقسمة على نفسها التقطت هي الأخرى رسالة الشارع، بعد أن حاول متظاهرون الاعتداء على بعض قادتها الذين شاركوا في التظاهرات، إذ يحمل الكثير من المتظاهرين التحالف الذي شارك العسكريين في إدارة الفترة الانتقالية منذ أغسطس 2019 وحتى الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي تاريخ إبعاده عن السلطة بقرار القائد العام للجيش، مسؤولية الأزمة التي أعاقت إنجاز مهام الثورة وتحقيق الانتقال الديمقراطي.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى