المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتة

السفير السعودي: لم ولن نلاحق المغردين الكويتيين

وصف السفير السعودي د. عبدالعزيز الفايز العلاقات الكويتية السعودية بالمتميزة والفريدة في المنطقة، لما يربط البلدين من تاريخ مشترك ورابط أسرية ومصير واحد.
وقال الفايز في مؤتمر صحافي بمناسبة احتفال المملكة العربية السعودية باليوم الوطني الذي يوافق 23 سبتمبر، إنه محظوظ كسفير بوجوده في الكويت، «نظرا للحفاوة والمحبة التي تبرز بشكل يومي، خاصة عند الاحتفال باليوم الوطني السعودي، حيث نرى الجموع الحاشدة من المهنئين من أشقائنا في الكويت في الاحتفال الذي تقيمه السفارة، فضلا عما نقرؤه في وسائل الإعلام، وفيض المحبة الذي نغمر به».
وأكد أن علاقات البلدين وثيقة على كل المستويات، بفضل دعم مسؤولي البلدين، وعلى رأسهم سمو أمير البلاد وخادم الحرمين الشريفين.

الإساءة والتشهير
وسئل الفايز عن الاساءات التي تخرج عبر التواصل الاجتماعي بين البلدين، فرد قائلا: «علينا التفريق بين حرية الرأي التي لا يختلف عليها أحد، فنحن لا نحجر على رأي أي شخص، وبين الاساءة والتشهير، وأي فرد يتعرض للاساءة من حقه اللجوء إلى القضاء الذي يقرر ويصدر أحكامه، وعادة عندما تكون الاساءة من مغردين داخل دولة إلى دولة أخرى، فإن الدولة التي أسيء إليها لا تلجأ إلى القضاء وتترك للدولة التي جرى فيها هذا الأمر اتخاذ ما تراه مناسبا».
وأوضح الفايز ان الاعتقاد الساذج بأن المملكة تلاحق المغردين غير صحيح، واؤكد ان لا سفارة المملكة ولا حكومتها ترفع دعاوى على أي شخص من الكويت، ولكن من يتطاول ويسب ويشتم، فإن السلطات المختصة في الكويت هي التي تتعامل معه ولسنا نحن، والعكس صحيح.
وأكد ان بيان وزارة الخارجية الكويتية في هذا الصدد يتسم بالحكمة والموضوعية، فكما لا تقبل الكويت الاساءه من أي مواطن كويتي لدولة شقيقة، لا تقبل المملكة كذلك الاساءة من أي مواطن سعودي لأي دولة شقيقة وتتخذ الإجراءات بحقه.

ملف الإرهاب
وردا على سؤال عن جهود السعودية في مكافحة الفكر الإرهابي، قال الفايز: إن المملكة من أكثر الدول تعرضا للارهاب، حيث استشهد العديد من المواطنين سواء رجال امن او مدنيين بعمليات ارهابية خلال العقدين الماضيين، ولكن بفضل كفاءة اجهزة الأمن وتمكنها من استباق العديد من العمليات الارهابية جرى التعامل مع هذه الجماعات بحرفية عالية واحباط العديد من المخططات الارهابية، مشيرا الى ان المشكلة مع الارهاب هي الفكر المتطرف الذي يدفع الإنسان إلى القيام بعمليات ارهابية، ولكن المملكة ماضية في جهودها لمكافحة الفكر المغذي للإرهاب.
وبخصوص تعاون بلاده مع الدول العربية في مكافحة الإرهاب، بين الفايز ان هناك تعاونا وثيقا بين الدول العربية، والجميع يعمل تحت مظلة الأمم المتحدة، التي تولي أهمية كبيرة لموضوع مكافحة الإرهاب، وهناك أيضا تعاون ثنائي بين المملكة والعديد من الدول، وبالنسبة للدول العربية هناك مجلس وزراء الداخلية العرب الذي يركز على مجال التعاون الوثيق في مكافحة الإرهاب.

التدخلات والتجاوزات
وحول تطورات المنطقة، ذهب الفايز إلى أن الأخطار في هذا الوقت ليست عسكرية مباشرة، بل تشمل التطرف الفكري، وهجمات تستهدف قيم المجتمع السعودي وثقافته، وهناك جهود وسعي لبعض القوى الأجنبية والإقليمية للهيمنة على المنطقة، عبر تغيير أنظمتها وتفكيكها، مؤكدا أن المملكة يقظة لذلك، وتسعى إلى الحد من هذه التدخلات والتجاوزات.
وتابع: «إن السعوديين يقفون صفا واحدا وراء القيادة الرشيدة، وعدم إعطاء الفرصة للمتربصين والقوى الأجنبية والأفكار، التي تروجها الحركات المتطرفة بهدف غزو المملكة، مؤكدا أن الشعب والأجهزة الأمنية يقظون، لافتا إلى أن السعودية تعمل مع الأشقاء للحيلولة دون وصول مثل هذه الأفكار الهدامة إلى المنطقة.
وحول إصدار تأشيرات العمرة بعد انتهاء موسم الحج، أوضح الفايز أن السفارة تصدرها من غرة شهر محرم 1439 هجرية الموافق 22 سبتمبر 2017.

موسم الحج
وتطرق الفايز إلى موسم الحج، فوصفه بأنجح المواسم بكل المقاييس والمعايير، بتوجيهات من خادم الحرمين وأمير منطقة مكة ووزير الداخلية، وجهود المخلصين من أبناء الوطن في جميع الأجهزة الحكومية، من أمنية وصحية وإعلامية وخدماتية، حيث تمكنت المملكة من تنظيم هذا الموسم، ويكفينا فخرا ما سمعناه ممن أدوا الفريضة هذا العام، ووصفهم هذا الموسم بالمثالي، نظرا إلى أن المملكة تستعد لموسم الحج كل عام، بعد انتهاء الموسم السابق، مع الاستفادة من تجاربها الماضية للوصول إلى الأهداف المنشودة.
وعن التعاون بين السعودية ووزارة الأوقاف بشأن حج المقيمين من غير محددي الجنسية، أشار الفايز إلى اهتمام السفارة والسلطات في المملكة بهذا الموضوع، الذي اتخذ للأسف زخما إعلاميا كبيرا وضخما، وظهرت أصوات نشاز تحدثت عن أن المملكة تمنع بعض المسلمين من أداء فريضة الحج، وفي الواقع لا نمنع أي مسلم من أداء الفريضة، لكننا نمنح التأشيرة بعد اكتمال الشروط من جواز سفر إلكتروني صالح.
وذكر أن فئة غير محددي الجنسية حالة خاصة في الكويت، ولها تنظيمها الخاص الذي أقرته السلطات الكويتية، ولتتمكن من الحصول على تأشيرة لأداء الفريضة لا بد أن تنطبق على أفرادها شروط، أبلغت الجهات الكويتية المختصة بها العام الماضي، وهي شروط هدفها ضمان سهولة وتيسير الحصول على التأشيرة، وضمان عودة من أدى المناسك من هذه الفئة إلى الكويت، مشددا على أن تأشيرة الحج لا يمكن استخدامها سواء من فئة غير محددي الجنسية أو غيرها لغير الغرض الذي منحت من أجله.

الشرعية اليمنية
وحول تطورات الوضع في اليمن، قال الفايز إن التحالف العربي لبى نداء الشرعية اليمنية لمكافحة الجماعات الحوثية المتحالفة مع قوى أجنبية تريد الإضرار بالمنطقة، وليس فقط السعودية التي بدأت مع شقيقاتها عملية «عاصفة الحزم»، وبعد أن حققت أهدافها انتقلت إلى مرحلة «إعادة الأمل»، ونحن متفائلون من الأوضاع في اليمن حاليا، فهي أفضل مما كانت عليه، حيث تم إضعاف النفوذ الأجنبي في اليمن، والتعامل مع المخازن الضخمة للأسلحة بكل أنواعها من صواريخ إلى آليات، حيث كشفت العمليات العسكرية حجمها المخيف.

رؤية 2030
وتطرق الفايز إلى الحديث حول رؤية المملكة 2030 قائلاً «إنها تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في الاقتصاد السعودي من حيث تقليل الاعتماد على النفط كمصدر للدخل، وإعداد وتأهيل جيل جديد من الشباب، وتطوير الجهاز الإداري، إضافة إلى مواكبة المملكة للتحولات التقنية والاقتصادية».
وأشار إلى أن العالم أصبح متسارعاً ومتغيراً والمملكة تسعى إلى مواكبة هذه التغيرات التي تطرأ عليه مع الحفاظ على الثوابت الدينية والقيم الاجتماعية السعودية.
وبيّن أن برنامج التحولات الذي تسعى إليه المملكة يشكل أهمية كبيرة للسعوديين، ويشمل عدة مجالات ومبادرات اقتصادية مالية، بدأت بعملية الخصخصة لعدة قطاعات وجذب للاستثمارات الأجنبية، مما يدل على الدور المهم والحيوي للقطاع الخاص في هذه المرحلة، مشيراً إلى أن هذه الرؤية الكبيرة تعكس تصور واضعيها من القيادة السعودية الحكيمة ورؤيتهم.

آراء شاذة
رداً على سؤال عن المغردين من البلدين الذين يحاولون الإساءة إلى العلاقات، قال السفير الفايز إن بعض المتعاملين في وسائل التواصل الاجتماعي يأتون بأمور مسيئة للجميع من حيث التطاول على المملكة والكويت أو أي دولة عربية، مما قد يؤدي إلى إثارة الحساسية وإغضاب شريحة كبيرة من أبناء المجتمع.
وقال: كل ما نشر أو تم تداوله في وسائل التواصل، سواء في المملكة أو الكويت، فإنه لم ولن يؤثر في العلاقات بين البلدين، لكونها متينة ووثيقة وراسخة ولا تتأثر بترهات يبديها زيد أو عبيد من الناس، وهذه آراء شاذة قد يكون وراءها من يسعى إلى إحداث إضرار أو إساءة للعلاقات الأخوية، ونحن جميعاً في المنطقة، وتحديداً في المملكة والكويت، نعرف الأهداف وراء مثل هذه التجاوزات ونتعامل معها ولا يتم التعامل معها عبثاً.

الإضرار بالأشقاء
أعرب السفير عبد العزيز الفايز عن أسفه من وجود بعض الجهات التي قال إنها تمول وتحرك الجماعات الإرهابية بهدف الإضرار بشقيقاتها، وهذا أمر لا تقبل به أي دولة ذات سيادة، ومن حقها اتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة للتعامل معها، مشدداً على أن جهود الدول العربية في مكافحة الإرهاب واضحة.

مشاريع اقتصادية
أوضح عبد العزيز الفايز أن المملكة تعيش في مرحلة نشاط اقتصادي غير مسبوقة، كإنشاء الجامعات ومشروع مترو الرياض وشبكة الطرق الجديدة المتطورة التي تربط المدن بعضها ببعض وتسهل عملية التنقل.
ولفت إلى المشاريع الواعدة في الساحل الشرقي في الجبيل أو الساحل الشمالي الغربي ومشروع الجزر والاهتمام في الجانب السياحي.
وحول مشروع الجسر الرابط بين السعودية ومصر الذي أعلن عنه خادم الحرمين بعد زيارته للقاهرة، أكد الفايز أن أي تقارب مع الدول العربية مفيد، ومصر بالذات لها مكانتها في قلوب السعوديين، شعباً وقيادة، ودائماً ما يؤكد المسؤولون في المملكة على متانة هذه العلاقة بين البلدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى