المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

السداح: رسوم المدارس الأجنبية في الكويت الأقل خليجياً

 

صاحب مدرسة الكويت الإنكليزية ومديرها محمد السداح، ذو تاريخ طويل مع التعليم في الكويت منذ أن كان طالبا في الثلاثينات، ودرس في مدارس الأحمدية والقبلية والمباركية والشرقية، ثم عمل معلماً في مدرسة النجاح ووكيلا لها، وناظرا لمدرسة الفارابي وعاش تطور التعليم في تلك الفترة، وبعد ذلك التحق بوزارة الخارجية مع مجموعة مختارة من المعلمين طلبتهم الخارجية، وتنقل بين المغرب وأسبانيا والأردن سفيراً للكويت.
وبعد خدمة طويلة في الخارجية تقاعد وعاد للتعليم مرة أخرى فأنشأ مدرسة الكويت الإنكليزية.
وفي هذا الحوار مع القبس يتحدث عن شكل التعليم في كويت الماضي وأهم ملامح تلك الفترة، ثم روى تفاصيل تجربته مع التعليم الخاص، كما تطرق إلى بعض القضايا الخاصة بالتعليم في الكويت.
قال السداح: مقارنة بالدول المجاورة نجد أن أقساط المدارس في الكويت أقلها جميعاً، فالقسط السنوي لا يصل إلى 4 آلاف دينار في الكويت، بينما في الإمارات العربية يتراوح ما بين 5 آلاف وأكثر من 6 آلاف، بينما يصل في المملكة العربية السعودية إلى ما يعادل أكثر من 7 آلاف دينار. ويصل في البحرين إلى أكثر من 5 آلاف دينار. وفي قطر يعادل 6 آلاف دينار، وفي الأردن يقارب 6 آلاف دينار.
وهذا يعني أنه رغم المشاكل التي تواجه إدارة المدارس الأجنبية في الكويت إلا أنها أقل أسعار في المنطقة لنفس مستوى التعليم.
وفي ما يلي نص اللقاء:

● بداية نود إلقاء الضوء على نظام التعليم في الكويت خلال ثلاثينات القرن الماضي؟
– كان النظام التعليمي في ذلك الوقت (3 – 4 – 5) سنوات، حيث تسمى السنوات الثلاث الأولى بستانا أو روضة، وبعدها 4 سنوات للمرحلة الابتدائية، ومثلها 4 سنوات للثقافة العامة، وكانت السنة الخامسة تسمى توجيهية ولا يتقدم إليها إلا من يرغب في دخول الجامعة.
وكان المنهج في ذلك الوقت خليطاً بين العراقي والفلسطيني، وكانت الأناشيد في المدارس في تلك الفترة تعكس هذا التوجه، ففي المدرسة الأحمدية كان النشيد:
أشعب الكويت لك البشرى
ومجدك يا وطني
بعهد المفدى احمد من علا مجداً وسما فخراً
وليحيا أحمد وأسرته.
حتى ينتهي بالفقرة:
وليحيا أحمد وأسرته ولتحيا الوحدة العربية
ولتحيا الأمة العربية.
أما في المدرسة القبلية فقد كانت الأناشيد ذات طبيعة ثورية تتحدث عن الثورة والجهاد والدعوة إلى العمل، بينما في المدرسة الشرقية ظهر تأثير المعلمين السوريين من خلال نشيد:
الكويت أخت سوريا ومصر والعراق
● فلماذا تبعدوها والحياة في وفاق؟
إضافة إلى ترديد أشعار إبراهيم طوقان من فلسطين ومنها: موطني… موطني، ونشيد بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان.
واستمرت الأوضاع على هذا النمط حتى الخمسينات عندما تسلم الأستاذ عبدالعزيز حسين منصب مدير المعارف وتحول السلم التعليمي إلى 4 ابتدائي 4 متوسط 4 ثانوي، وتم تطبيق المنهج المصري، وكانت الكتب تأتي من مصر, حتى تم تأليف مناهج كويتية مع بداية الستينات.
وللعلم، ففي ذلك الوقت كانت مدارس الكويت تقبل كل من يعيش على أرضها ويتعامل الجميع بنفس المستوى.

دبلوماسية وتعليم
● هلا حدثتنا عن سبب اتجاهك إلى العمل في التعليم؟
– عندما فكرت في التقاعد بعد خدمة 30 عاما كدبلوماسي في الخارجية فكرت في العمل، حيث إنني لم أتوقف عن النشاط أو العمل منذ بداية حياتي ونشاطي المستمر في التيار القومي خلال خمسينات القرن الماضي.
وفكرت في فتح مدرسة وكان أمامي عدة اختيارات في السبعينات من القرن الماضي وكانت المدارس الخاصة محصورة في النظام العربي في مدرسة الجيل الجديد وفجر الصباح (رهبات الورود) وغيرها، والأجنبية محصورة في المدرسة الإنكليزية التي تتبع الجالية البريطانية في الكويت والإنكليزية الحديثة في الجابرية، والأميركية محصورة في مدرستين الأولى انشأتها الجالية بإشراف السفارة والثانية الأميركية العالمية، ولا توجد مدارس أخرى إلا مدارس الجاليات الهندية والباكستانية.

النظام الإنكليزي
مقارنة بين تلك الأنظمة اخترت المنهج الانكليزي فقد كان حلمي هو انشاء تعليم حديث ومتطور يتماشى مع تطورات التكنولوجيا في العالم، وكان الاختيار بين الإنكليزي والأميركي ووقع اختياري على النظام الإنكليزي، بسبب الانضباط الصارم داخل المدرسة عن الأنظمة الأخرى مع الاهتمام بالشكل العام والحزم في العمل اليومي. مع الإصرار على تحية علم الكويت كل صباح تأكيدا على الولاء والانتماء.
وساعد في هذا الاختيار شعوري كمواطن كويتي بأننا أقرب إلى أوروبا من أميركا حيث التواجد المستمر لبريطانيا في المنطقة، خاصة الخليج.

فتح المدرسة
تقدمت بطلب فتح مدرسة عام 1978 وكان مدير التعليم الخاص في وقتها عبدالله اللقمان، ونائبه عنبر مال الله، وقد كانوا من طلابي في مدرسة النجاح قديماً، وقدموا كل التسهيلات لإنشاء المدرسة، وبدأنا رحلة البحث عن الموقع والمبنى واختيار فريق الإدارة وبدأنا التجهيزات أنا والأستاذ محمود وتم التعاقد مع اليزابيث محمود وهي إنكليزية خريجة بريطانيا ولها خبرة عالية في التعليم.

اتحاد المدارس
تم الاتفاق على أحد المباني في منطقة سلوى ليكون مقراً للمدرسة، وبدأنا عملية التأسيس الفعلي في سبتمبر 1979 وفي أبريل 1983 تفرغت للعمل في المدرسة، إضافة إلى نشاطي في قيادة اتحاد المدارس الخاصة وتسلمت منصب الرئيس عدة دورات.

مشاكل التعليم
● ما أهم المشاكل التي تواجه التعليم الخاص في الكويت من واقع الخبرة والممارسة؟
– بداية لا بد أن نؤكد إيجابية الدولة التي أتاحت الفرصة لرأس المال الكويتي للمساهمة في التعليم، وكانت الدولة منذ البدايات قد هيأت المجال للإنفاق على التعليم.
وكانت البداية في عام 1957 عندما تم تشكيل مجلس الإنشاء للاشراف على التنمية وإدارة مرافق الدولة أصدر نظام التعليم الخاص، وحصلت المدرسة الإنكليزية التابعة للجالية، وكانت تقع في الشويخ الشمالي على أول ترخيص.

الحكومة والنفقات
قررت الحكومة أن تتحمل نصف الأقساط المدرسية للطلاب العرب في المدارس الخاصة العربية واستمر هذا العمل حتى حدثت بعض المخالفات في المدارس الخاصة واستمر هذا العمل حتى الغزو الغاشم وتوقف الدعم، وقامت الوزارة بمتابعة التزام المدارس العربية التي تساهم الحكومة في نفقات تعليم طلابها وانشأت وزارة التربية قسما للرقابة المالية، لمراجعة مستندات المدارس والتأكد من الالتزام بإنفاق ما تقدمه الحكومة من مساعدات على العملية التعليمية.
وبعد ذلك قامت إدارة التعليم الخاص بتحديد الرسوم لجميع المدارس العربية (التي تساهم في نفقاتها) أو الأجنبية التي لا تساهم بها الحكومة، وتسبب ذلك في مشاكل كبيرة للمدارس الأجنبية بسبب وجود فروق في تكاليف التدريس بين النظام العربي والنظام الأجنبي، إضافة إلى أن رواتب المدرسين الأجانب من الدولة الأم تكون عالية جداً. إضافة الى شراء التقنيات التربوية من منابعها الأصلية في الدول الأجنبية مرتفعة التكاليف، لكن الوزارة للأسف لم تراع هذه الفروق.

التعليم والصحة
المعروف أن الكويت دولة ذات اقتصاد حر بنص الدستور، ويحدد مقدم الخدمة تسعيرها دون تدخل من الدولة، ففي مجال الخدمات الصحية تقدم الدولة العلاج المجاني، لكنها أطلقت حرية الرسوم في الخدمات الصحية الخاصة بكل أشكالها وفق آليات السوق. لكنها للأسف تمارس قيودا على حرية تسعير التعليم الخاص، وللأسف هذه ليست سياسة ثابتة.

أسعار التعليم في أوروبا وأميركا

ذكر محمد السداح أن أسعار التعليم ارتفعت بشكل كبير في أوروبا وأميركا، وبالتالي زادت تكاليف العملية التعليمية في المدارس الأجنبية في الكويت بشكل كبير وكانت نسبتا %4، و%5 لا تكفيان لإدارة المدارس.
وأضاف: ارتفعت النسبة إلى %8 و%10، وجاءت الوزيرة د. نورية الصبيح وحددت نسبة %5 لمدة خمس سنوات، لكن أحد الوزراء أوصلها إلى %3 ومجمدة، وهذا الأمر مجحف جداً، بالنظر للمعاناة الكبيرة التي نقابلها في احضار المدرسين الأجانب من بلدانهم الأصلية برواتب عالية تزداد سنويا، وهذه إحدى المشاكل التي تقابل الإدارة المدرسية في التعليم الأجنبي.

وزراء التربية والرسوم

قال محمد السداح: نستذكر بالخير الوزير السابق د. سليمان سعدون البدر الذي تولى الوزارة عام 1991 / 1992، وعندما طرحنا معه كاتحاد مدارس خاصة موضوع الرسوم قال الأمر متروك للعلاقة بين ولي الأمر والمدرسة، لأن الحكومة ملزمة بتوفير التعليم المجاني لمن يريد، وعندما جاء المرحوم الدكتور أحمد الربعي وزيراً جمد الأقساط، وكذلك الأمر عندما جاء د. رشيد الحمد وزيراً سار على نفس منهج الدكتور سليمان البدر.

قبول أبناء المقيمين العرب

استذكر السداح مسيرة التعليم منذ بدايتها قائلاً: كانت مدارس الحكومة في مرحلة الروضة لا تقبل إلا أبناء الكويت فقط، وهنا تم انشاء روضة الكويت لقبول أبناء المقيمين العرب كبداية لرحلة المدارس الخاصة، ومع زيادة عدد السكان وكثرة عائلات المقيمين، تم التوسع في انشاء المدارس الخاصة لتقديم خدمة التعليم لأبناء الجاليات العربية والأجنبية وتوسعت المدارس في الستينات والسبعينات حتى وصلت إلى اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى