«السبيليات» لإسماعيل فهد إسماعيل… عودة إلى الجذور

أقام المكتب الثقافي المصري في الكويت أمسية لمناقشة رواية «السبيليات» للكاتب الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، احتفاء بوصولها للقائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية للرواية، حيث رحب الملحق الثقافي المصري الدكتور نبيل بهجت، بإسماعيل فهد إسماعيل، واصفا إياه بـ «أبي الرواية الكويتية»، وبالحضور من الكتاب والمبدعين والفنانين الكويتيين والمصريين والعرب.
من جهته، رحب السفير المصري لدى الكويت ياسر عاطف بالحضور قائلا: «سعداء بوجودكم، وكما يقول الدكتور نبيل بهجت سعداء أيضا أن يكون احتفاؤنا اليوم بالرواية الكويتية، وأشكر الأستاذ اسماعيل فهد اسماعيل، على إهدائه لي نسخة من الرواية موضع الاحتفاء، كتب في تقديمه إلى أحد أبرز رعاة الثقافة في الكويت، واشكره على هذا التقدير الذي لا أستحقه على الإطلاق، أنا فقط يسعدني أن أكون بجوار قامات ثقافية، من الكتاب الكبار. قرأت جزءا صغيرا من الرواية، وأعجبني فيها الاحتفاء بقيمة الحب بين بطلة العمل وزوجها حتى بعد رحيله، وما يتضمنه ذلك من دلالات ليس حول الوفاء كما قد يتراءى للبعض، بل بالحب كقيمة حقيقية لا تفتر لدى أم قاسم بطلة العمل، وهي ربما التي توجهها لكل ما تفعله».
وقدم عاطف تهنئة لإسماعيل الفهد لوصول روايته للقائمة القصيرة للبوكر، متمنيا أن تحصل على الجائزة مؤكدا أن أي جائزة تتشرف بأن يحصل عليها كاتب من قامة إسماعيل الفهد.
وبدأت الأمسية بورقة قدمها الكاتب محمد جواد تحت عنوان «سبيليات إسماعيل» قال فيها: «السبيليات قرية ساحرة، ومسالمة ومتسامحة كروح أهلها، وفي هذه القرية تبارى الشباب وبادروا لكسر الحاجز الثقافي آنذاك قبل خمسين عاما، ومن بينهم كان إسماعيل فهد إسماعيل الذي غرد خارج السرب وكان همه الأول الكتاب، وأول مكتبة كانت رفا خشبيا أصبح مزارا لطالبي القراءة، وما أن ارتقى سلمه الاقتصادي وأصبح معلما حتى عمرت مكتبته أكثر، وزاد روادها وجلبت عليه بلاء السلطة، وكان طه ياسين، أحد رفاق الدرب يقول قرأنا مع اسماعيل من أرسين لوبين وحتى لينين».
وأضاف جواد: «اليوم مرت عقود على مرحلة السبيليات، لكنه يعود إليها مجددا ومتجددا عهده بأن يخلدها في رواية وقد عاهدت نفسي حين عرفت أنه يكتب هذه الرواية أن يحتفى بها وأول حفل توقيع لها يكون في السبيليات وقد كان».
وقدم الكاتب حمود الشايجي ورقة نقدية عن الرواية قائلا فيها: «سعيد بوصول الرواية الكويتية مرة أخرى للقائمة القصيرة في البوكر، ولكن أيضا من خلال دار نشر كويتية هذه المرة، هي دار نوفا بلس».
وقال: «الشاب الذي أكمل أخيرا السابعة والسبعين، والذي يتواصل مع الأجيال، حتى أني أستطيع القول إنه ربما اصبح شغوفا بالأجيال الأصغر أكثر من الجيل الذي ينتمي له، وربما لذلك نرى اسماعيل مواكبا لكل ما هو مبتكر وجديد في الفن. وقد تفاجأت بصدور هذه الرواية الجديدة السبيليات بعد فترة قصيرة من صدور رائعته السابقة ابن لعبون، ولكني حين قرأتها اكتشفت أنها كتبت بعد تأمل طويل لأنها اختمرت في ذهنه منذ نهاية الحرب الإيرانية العراقية وكتبها بعد أن هدأت الانفعالات وبقي الفن. وهي وإن لم تكن أجمل أعماله في تقديري لكنها من أكثرها سحرا. وأجمل ما قرأته عنها أنها رواية تحيلك إلى مفهوم الصفاء. كما أشار إلى احتفاء الرواية بدور الأم والمرأة».
وقرأ الكاتب إبراهيم فرغلي مجتزأ من دراسة نقدية للناقد العراقي مقداد مسعود عن الرواية جاء فيها: «إذ اكانت مدام بوفاري هي غوستاف فلوبير، كما اعلن فلوبير، لماذا لاتكون سبيليات هي: اسماعيل فهد اسماعيل؟ !المتماهي فيها، تماهي اليومي والحلم في حياة أم قاسم وهي تعود للمكان الرحم… سبيليات المستثناة من الموت جفافا، والمسافة بين السؤال الاعلامي 1988 والاجابة الروائية للروائية المتأنية التي استمرت طوال هذه السنوات في نحت كتلة الجواب المتألقة بين اعمال الروائي اسماعيل الذي يجاهد دوما لتجاوز نفسه إبداعيا فهو من الذين يعتقدون»الانسان هو التجاوز»وليس»الإنسان يجب ان يتجاوز»لأن الوجوب هنا يعني التجاوز بالقوة اما الانسان هو التجاوز فتعني التسيير الذاتي المتأتي من قناعة الوعي نفسه بضرورة التجاوز.
وألقى الكاتب إسماعيل كلمة قال فيها: «سعيد جدا بحضوري هنا، وامتناني الكبير لسعادة السفير الذي لا يترك أي مناسبة للاحتفاء بكاتب كويتي إلا ويفعلها، ويصر على الحضور رغم جدول الديبلوماسيين المزدحم، والجلوس والنقاش، وهذا أمر يشرفني بشكل شخصي».
وأشار إلى ظروف كتابة الرواية بشكل عام، وعلاقته بالسبيليات، وطبيعة هذه القرية التي اكتشف أنها وحدها التي احتفظت باللون الأخضر، بعد الحرب، وكلما سألت عن شيء هناك يجيبون إن السبب فيها هي أم قاسم ومن هنا بدأت الفكرة».