رغم التطور التكنولوجي، وانشغال أيدي الكثيرين لساعات طويلة، خصوصاً الشباب، في استخدام الهواتف النقالة الذكية، فلا يزال لـ«السبحة» أو «المسباح» عشّاقها الكثر من الكويتيين، سواءً كبار السن أو الشباب، فهي تعتبر جزءاً جمالياً لا يتجزأ من هيئتهم، وأداةً يستخدمونها في التسبيح، وموروثاً لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة إلى الكثيرين، بل إنها باتت للبعض استثماراً آمناً!
تعتبر المسابيح المصنعة من الأحجار الطبيعية، وخصوصاً من الكهرب والسندلوس، الأكثر طلبا للاستخدام اليومي، وسبب الإقبال وتفضيل الأحجار الطبيعية عن المصنعة أنها أشبه بقطعة الذهب، إذ يمكن بيعها مرة أخرى بقيمة أعلى من قيمة الشراء، وكلما قدمت السبحة ذات الأحجار الطبيعية زادت قيمتها المادية.
وهناك من يعتبر اقتناء السبحة كامتلاك أسهم في البورصة أو قطعة مجوهرات، لان قيمة بعض المسابيح تتجاوز الـ 1000 دينار، كتلك المصنوعة من الياقوت الأحمر، والتي يقبل على شرائها التجار ورجال الأعمال أكثر من غيرهم.
كما أن هناك السبحة المصنعة من الذهب، والتي يتراوح سعرها من 300 الى 600 دينار، ويكون ذهبا ايطاليا عيار 18، علماً أنه لا توجد موديلات أو أحجام كثيرة من هذا النوع من المسابيح، ومن الممكن ان يتم مزج الذهب مع الأحجار الطبيعية.
القدرة المادية
وتتحكم القدرة المادية للفرد في حجم ونوع وشكل السبحة التي يقتنيها، فمنها المصنوع من مواد كيميائية ألمانية، ومنها المكون من الأحجار الطبيعية كالفيروز والعقيق وغيره. ويعتبر الخرز الألماني هو الأفضل، من ناحية الجودة وطريقة معالجة المادة الخام للخرز. وإذا كانت السبحة مكونة من خرز مصنّع فسعرها يكون بالقطعة، أما إذا كان مصنعا من الأحجار الطبيعية فسعرها يحدد بوزن الغرام للخرز، علما بأن أقل تقدير لوزن السبحة يكون 18 غراماً ويصل إلى 200 غرام.
ولبعض السبح المصنعة رائحة جميلة كالسندلوس الفواح، الذي تفوح منه رائحة الزعفران.
الألوان وحجم الخرز
ويميل الشباب إلى السبح ذات الألوان الفاتحة وحبات الخرز الكبيرة التي تأخذ شكلاً «برميلياً»، أما كبار السن فيفضلون السبح ذات الألوان الغامقة وحجم الخرز الصغير، فيما يفضل الوافدون السبح المصنعة من الكهرب والبكلايت والبلاستيك الصيني.
وهناك مسابيح تستهوي الشباب يطلق عليها «الماكنتوش»، إذ تتميز بأكثر من لون واحد، كما أن هناك مسابيح تغير لونها بنفسها، وسعرها يبدأ من 10 دنانير ويصل إلى 300 دينار لتلك المصنعة من مواد طبيعية معتقة ونادرة.
ولا يقتصر صنع السبحة على اختيار لون ونوع الحجر الطبيعي أو الخرز المصنع فقط، فلحبات الخرز أشكال مختلفة، كالخرز البرميلي والزيتوني والبيضاوي والمربع والذروي (أي نفس حبة الذرة).
الكركوش.. فضة وحديد تركي
«الكركوش» أو «الطرابزون» أو «الشرابات»، كلها أسماء تطلق على القطعة التي تتدلى من السبحة، وتكون من الحديد التركي أو الفضة، وتباع بالغرام، علما بأن سعر «الكركوش» الفضة يتراوح ما بين 4 دنانير إلى 20 ديناراً على حسب وزنها.
وإذا كان استخدام السبحة للتسبيح، فيفضل الكويتيون شراء السبحة بعدد خرز 33 – 99 خرزة، كما يهتم الكويتيون بالطول «الجمالي» للسبحة، فيكون عدد خرزها 45ــ54ــ66ــ43ـــ51ـــ57ـــ35 خرزة.
