الرياض وبغداد … إذابة جليد العلاقات

يبدو أن الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الخارجية عادل الجبير لعاصمة بلاد الرافدين، نجحت في إذابة جليد العلاقات بين الرياض وبغداد، في صمت تحركت الدبلوماسية السعودية تجاه ملفات ظلت ترقب تطوراتها عن كثب رغم حالة التوتر التي سادت ملف العلاقة بين الرياض وبغداد لأكثر من عقدين من الزمان
الاسرار التي حملها الجبير في حقيبته الدبلوماسية خلال زيارته الأخيرة لبغداد قبل نحو أسبوعين يبدو أن واحدا منها ضرورة استمرار التواصل والحوار بين البلدين لإعادة بغداد للحضن الخليجي بعد أن تخطفها مصائب السياسة وذئاب التدخلات الخارجية، فاليوم الأحد ينخرط وفد وزارة الخارجية العراقية في اجتماعات مشتركة مع المسؤولين بالرياض، لبحث جملة من الملفات أبرزها تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين
إعادة ترتيب البيت الخليجي في ظل التحديات الأمنية التي تعيشها المنطقة وسد الباب أمام التحركات الإيرانية ومساعيها المستمرة في إيجاد حلفاء لها وفرض وصاياها الغير معلنه على بغداد تُعد هموما مشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي تسعى لترتيبها من جديد.
الخارجية العراقية استبقت الزيارة بتصريحات قالت إنها تريد أن تبرهن للرياض حرص العراق وجديته في تحسين العلاقات والقفز بها نحو تعاون سياسي واقتصادي وتجارى وأمني في ملف مكافحة الإرهاب. مراقبون في الرياض يرون أن الزيارة خطوة في الاتجاه الصحيح وهي أيضا استجابة لتحركات سعودية تجاه قضايا المنطقة.
التقارب بين بغداد والرياض حال أفلح الجانبين في احراز تقدم في ملفات المباحثات بينهما سيفتح بابا لدعم والمساندة من قبل دول المنطقة، تحتاجه بغداد لمواجهة تحديات تنتظرها في مرحلة إعادة الإعمار في أعقاب ضرب التنظيم الإرهابي في مدنها.
التحركات السعودية العراقية قابلها في الاتجاه الاخر قلق إيراني من هذه الخطوات ويرى مراقبون أن طهران التي تسعى لبث الفرقة والخلاف بين الاشقاء العرب لن تقف مكتوفة الايدي تجاه هذه الخطوات وأشاروا إلى أنها تعمل الأن على إعادة ترتيب أوراقها من الجديد لكن الدبلوماسية السعودية هذه المرة أعادت قراءة الخارطة وفق سند دولي وأمريكي يعزز من فرصها في أحراز تقدم في ملف العلاقات الثنائية مع بغداد
فالرياض التي انتزعت الخرطوم من المعسكر الإيراني وتحولها من خانة الضد إلى المساندة قادرة أيضا على إعادة الثقة لعلاقات الاشقاء ومحاصرة طهران في المنطقة.