المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

«الرعاية النهارية» تؤهِّل ذوي الإعاقة لحياة طبيعية

تلعب مراكز الرعاية النهارية والإيوائية دوراً مهمّاً في تأمين حياة طبيعية للأطفال من ذوي الإعاقة، لا سيما الإعاقات الشديدة ممن يرفضهم كثير من المدارس والمراكز، وذلك من خلال توفير خدمات تدريبية وتأهيلية وتربوية ونفسية، وفق خطط متنوعة ومدروسة، تتمثل في برامج التدريب والعلاج الطبيعي والوظيفي والعلاج باللعب.
ويُجمع باحثون نفسيون واجتماعيون على أهمية هذه المراكز في تعديل السلوك وتطوير المهارات الحياتية لأبناء هذه الفئة للوصول إلى أفضل مستوى ممكن، فضلا عن تمكينهم من الاندماج في المجتمع وتقديم الإرشاد الأسري لأولياء الأمور.
بينما طالب أولياء أمور وناشطون في مجال الإعاقة بتوفير مراكز رعاية نهارية حكومية في جميع المحافظات لتأهيل ذوي الإعاقات الشديدة وإيواء من لا تستطيع أسرته التعامل معه، سلّطت القبس الضوء على أهمية هذه المراكز والتقت عددا من ممثليها والناشطين العاملين في مجال الإعاقة لرصد آرائهم والتعرّف على دور هذه المراكز في تأمين حياة طبيعية لذوي الإعاقة.

يقول عضو مجلس إدارة الجمعية الكويتية لرعاية المعوقين بدر بن ناجي ان الجمعية، وهي أهلية خيرية، تقوم برعاية الأطفال ذوي الإعاقة بلا مقابل، وتقدم خدماتها لـ500 طفل من ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة الذين لا تقبلهم المؤسسات الأخرى.
ويضيف بن ناجي إن هؤلاء الأطفال موزعون على مراكز الرعاية النهارية التابعة للجمعية في محافظات حولي والجهراء والأحمدي، إضافة إلى قسم الرعاية الإيوائية في المقر الرئيس، حيث تقدم لهم الخدمات الطبية والنفسية والاجتماعية والتعليمية والتأهيلية والعلاج الطبيعي والعلاج بالعمل.

جميع الإعاقات
ووفق بن ناجي، فإن مراكز الجمعية تستقبل جميع أنواع الإعاقات من جميع الجنسيات، بشرط أن تكون العائلة مقيمة في الكويت، على أن يكون عمر الحالة بين 5 و11 سنة، بعد دراستها اجتماعيا ونفسيا واجتياز لجنة القبول، ويستمر الطفل في المركز حتى يتم برنامجه التعليمي في سن الثامنة عشرة ليتخرج بعدها.
وأضاف إن مركز الأحمدي يستقبل أبناء التأهيل المهني من سن 14 سنة إلى 26 سنة في صفوف خاصة بكل فئة عمرية، وفق الإعاقة والقدرات، مردفا بالقول: «أما بالنسبة إلى أبناء الرعاية الايوائية، فترعى الجمعية 31 حالة هذا العام، علما بأن عدد الأبناء كان تقريبا 70 حالة، ويقل باستمرار بسبب وقف القيد أو الوفاة أو الانتقال لمؤسسة أخرى وحضور حالات جديدة».
وذكر أن مراكز الرعاية النهارية التابعة للجمعية تعتمد على منهج تعليمي مقنّن وموحّد بين المراكز الثلاثة.

أول مركز
ولفت إلى أن مركز الرعاية النهارية في حولي يعد أول مركز نهاري، إذ بدأ العمل فيه عام 1987، ويهدف إلى تقديم الخدمات المتنوعة للأفراد المعاقين الذين لا يسنح لهم الالتحاق بمدارس أخرى، بسبب عدم انطباق الشروط، لافتا إلى أن المركز بدأ بخدمة أكثر من 30 طالبا، ووصل إلى خدمة 150 طالبا حاليا، تتراوح أعمارهم ما بين 5 و12 سنة.
وتابع قائلا: استقبل مركز الرعاية النهارية بالجهراء سنة 1994 نحو 100 مسجل مستمر، بمعدل 20 حالة سنويا، وهذا العام (2018) بلغ العدد 150 طفلا.

عدم تعاون
تحدّث بن ناجي عن المشاكل التي تواجه مراكز الجمعية، وتكون غالبا بشأن عدم تعاون بعض أولياء الأمور، وما يصاحب ذلك من عدم تفهمهم احتياجات الابن المعاق وكيفية التعامل معه.
وقال: بعض الأسر ترفض التعاون مع إدارة المركز بسبب عدم تقبلها واقع إعاقة طفلها، وتتوقع قدرات أعلى مما تسمح به حالته، وهناك بعض المشاكل جراء عدم توافر وسائل مواصلات، واخيرا غياب الأطفال بصورة متكررة لظروفهم الصحية أو لأسباب أخرى، مما يُعيق تطبيق البرنامج التربوي والبرامج والخدمات الأخرى، ويؤثر في مستوى التلميذ سلباً.

مراكز المحافظات
بدوره، شدد الناشط في مجال الإعاقة علي الثويني على أهمية تلك المراكز لجميع ذوي الإعاقة، خاصة الإيوائية منهم للإعاقات العقلية الشديدة، حيث تسهم في تعديل بعض السلوكيات وإكساب المهارات الحياتية وصقل الهوايات، وإعداد الأسر لمواجهة إعاقة ابنها وتأهيله وتخفيف الضغط النفسي والاجتماعي عليها.
وقال الثويني انه رغم أن المادة 12 من قانون الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 8 لعام 2010 ألزمت الحكومة توفير مراكز التأهيل والتدريب ومراكز إعادة التأهيل والورش التدريبية للأشخاص ذوي الإعاقة، ودور الرعاية الإيوائية للحالات الضرورية في جميع المحافظات وتزويدها بذوي الخبرة والكفاءة من الكوادر الفنية المتخصّصة، على أن يكون ذلك خلال ثماني سنوات من تاريخ العمل بهذا القانون، إلا أننا لم نر شيئا يذكر بعد، بل سبقتها جمعيات النفع العام كجمعية المعوقين بإنشاء عدة مراكز ايوائية تأهيلية.
وكشف أن هناك مشروعاً إيوائيا متطورا لكبار السن، ويفترض أيضا أن تكون هناك مراكز للإعاقات في جميع المحافظات لتأهيل ذوي الاعاقات الشديدة وإيواء من لا تستطيع أسرته التعامل معه، على أن يكون هناك نظام تواصل مع الأسر وشروط تيسيرية للإيواء من دون حرمان الشخص ذي الإعاقة من أسرته.

نادي السلام
ومن جانبها، أكدت المستشارة التربوية والاجتماعية والأسرية، مديرة مؤسسة مركز نادي السلام التربوي لذوي الإعاقة ازدهار العنجري أن مراكز الرعاية النهارية تلعب دورا مهما في رفع قدرات الأبناء من ذوي الإعاقة في جميع المجالات.
وأوضحت أن المركز يستقبل جميع الحالات والإعاقات من مختلف الفئات العمرية، باستثناء الحالات التي فيها خطورة على النفس وعلى العاملين في المركز، وتستدعي أخذ علاج أو حقن مهدئة ووجوب الحجر في مستشفى الطب النفسي أو تلك التي تعاني أمراضاً مُعدية.

مركز تأهيل جديد في غرناطة

كشف بن ناجي عن عزم الجمعية الكويتية لرعاية المعوقين على إنشاء مركز جديد متخصص لتأهيل الأشخاص ذوي الاعاقة في منطقة غرناطة لاستيعاب الطلبة من خريجي مراكز الرعاية النهارية، والعمل على توسيع مبنى مركز الجهراء لاستيعاب الأعداد المسجلة على قائمة الانتظار، آملا في تطبيق سياسة الدمج بشكل شامل مع المجتمع الخارجي وتطوير جميع الخدمات والإمكانيات في ما يَصُبّ في مصلحة أبناء هذه الفئة.

برنامج ماكتون

تحدث بن ناجي عن الخدمات التي تقدمها مراكز الرعاية النهارية الثلاثة؛ من نفسية واجتماعية وعلاجية وترفيهية وأنشطة إثرائية، فضلا عن برنامج ماكتون للتواصل اللغوي، وهو احد برامج التواصل مع الأطفال والبالغين، ويستخدم الكلام والإشارة اليدوية والرموز، كطرق مختلفة لتحسين قدرة الفرد على التعبير عن نفسه وفهم المعلومات التي يتلاقاها؛ لتساعده على التفاعل مع الآخرين.

مشروع الرعاية الإيوائية

ذكرت ازدهار العنجري أن مشروع الرعاية الإيوائية الذي يختص به مركز نادي السلام التربوي، يعد الأول في الكويت والخليج العربي.
وذكرت العنجري أن حالات الإيواء تتمثل في حال السفر المفاجئ لأولياء الأمور وعدم رغبتهم في اصطحاب أبنائهم من فئة ذوي الإعاقة معهم، كما يمكن لولي الأمر ترك الطفل في المركز يوما كاملا إذا كانت لديه ظروف خاصة تمنعه من البقاء مع طفله، مبينة أن الأطفال المنتسبين للمركز يستفيدون من التأهيل والرعاية النهارية عبر برنامج خاص على حسب احتياج الحالة كجلسة تخاطب وتعديل سلوك وتنمية مهارات وعلاج طبيعي وعلاج وظيفي ورعاية صحية وغيرها، ويمكن توفير وجبات الطعام الصحية والخاصة لكل طفل وفق برنامج صحي.

كونترات للإعاقات الحركية

اقترح النائب أسامة الشاهين، تخصيص كونترات خاصة بذوي الإعاقة الحركية في مطار الكويت الدولي لعمليات تأكيد الحجز والوزن، على أن يجري الترتيب مع جميع شركات الطيران لتسهيل خدمات هذه الفئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى