
في الأيام الماضية سمعنا عن عمليات قتل تمت لأنفس بريئة ، لم تكن حوادث ولكن عمليات تم التخطيط والتدرب عليها والتحفز لتنفيذها ، وأشهرها جريمة قتل الطالبة ( نيرة ) في مصر الذي كان متصدر جميع وسائل الأعلام لأنه جمع بين جريمة القتل وبراءة المغدورة .
وقد قال الله تعالى (وماكان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطئا ) فالقاتل يخرج من دائرة الإيمان حين يتعمد القتل وهو السبب الرئيسي للجريمة ألا وهو قلة الإيمان و ضعف الوازع الديني ، يليه الأمان من العقوبة فان كان الخوف من حكم الآخرة قد تلاشى فالأولى تقوية الخوف من حكم الدنيا ، أمّا تعطيل حكم القصاص فهو جريمة بحد ذاته وقد قال عز من قال ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ) فهوة حياة للغير وأمان وتحصين للأرواح وإبقاء على أمن المجتمع .
و من سماحة شريعتنا أنها سنَّت العفو عند المقدرة ، وتشريع الفدية بما يطلبه أهل الميت هي رحمات من الله وتقدير منه تعالى ، وحين سن العفو ربطه بكلمة عند المقدرة وهي ترجع لأهل القتيل ومن لم يستطع فلا لوم عليه ، فهو خيار وليس إجبار من الله.
لكن ماشهدته الأيام التالية لحادثة ( نيرة ) كان أبشع من قتلها، فكأن القتل يتوالى على الضحية، بداية من بحث مبررات لقتلها والتعليق على عدم لبسها للحجاب وكأنهم يتعلقون بشعرة للدفاع عن المجرم !! وأن اظهارها لشعرها هو سبب لانفلات أعصابه!على أساس أنه سلطان الله في الأرض ويقيم حدوده!! و كونها غير محجبة يعطيه الحق أن يزهق روحها ؟
المصيبة الثانية الدفاع عن القاتل و الإلحاح على أهلها بقبول الدية ، وفتح باب التسول له لتجميع الفدية في الوسائل المختلفة ، أنا افهم أن تجمع الفدية لمن أُبتليَ بالقتل دون أن يتعمده كمن لكز رجل فمات أو طاش منه حجر فقتل دون تعمد .
أما من تعمد وتربص وروّع المارة من كبار وصغار و أخذ يطعن وينحر بإصرار وبوحشية دون أن يرف له جفن أمام دموع الضحية وتوسلاتها ،ولا حتى توقف عن فعله أمام صيحات الناس ولا حين سحبوه بالقوة ،هو تعدى مرحلة القتل الى ترويع الماره والإفساد في الأرض لم يعد الحق لأهل القتيله فقط لكنه تعدى الى كل من تروع من الحادثه سواء عيان العين أو بالفيديوهات ، أي رحمة يريدونها لقاتل لم يرحم ولم يتردد ؟ التعاطف معه بحد ذاته هو جريمة وخيانة لدمها ، دفع الفدية حق شرعي لا يمكن إنكاره لكن ليس بإجبار الأهل على القبول ولا لمن قام بجريمته بهذا المستوى من القسوة.
، تعاطفت مع أسرة نيرة جدا وأدعوا الله يصبرهم في ابتلائهم فهم فوق مصيبتهم يعانون من مصيبة مرضى المجتمع مدعين الرحمة.