في محاولة لمواكبة فترات حظر التجول الطويل والتأقلم، بادر عدد من المواطنين بفتح أبواب ديوانياتهم الافتراضية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفتح حوارات ونقاشات كل ليلة بعد دخول وقت الحظر، حيث ينشط اللايف وتنشط متابعاته وتنشط عمليات المشاركة وإجراء الحوارات بين الأصدقاء الذين يفتحون الشاشات فيما بينهم ويتسامرون ويتناقشون ويضحكون في أجواء مشابهة لأجواء الديوانيات الحقيقية.
الديوانية الافتراضية التي تجمع ربع الديوانية والمحبين واستقبال ضيوفها عبر (الاونلاين) تهدف إلى مد جسور التواصل في ظل الظروف الاستثناية التي يعيشها العالم إلى جانب الحوارات الثنائية بين المتابعين مع تلقي الأسئلة والردود المباشرة عليها، شهدت حضوراً لافتاً ونشاطاً ملحوظاً في زمن فيروس كورونا الذي دفع الجميع إلى العزلة الاجتماعية والتباعد.
وقال محمد العنزي، إن الديوانية جزء كبير من تاريخ الكويت، وتعقد فيها منتديات ثقافية يرتادها الأهل والأصدقاء لتبادل الأحاديث والنقاشات والأخبار، وفيها متنفس لقضاء أوقات مفيدة، لافتا إلى أنه في ظل الظروف الحالية التي نعيشها وحظر التجمعات ابتكر البعض فكرة الديوانيات الافتراضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والفيديوهات لتبادل الاحاديث.
وأفاد أن فكرة الديوانيات الافتراضية فكرة جيدة ومناسبة لإبقاء جسور التواصل مفتوحة وأيضا لتطبيق تعليمات وزارة الصحة في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها، داعيا إلى ضرورة التباعد الاجتماعي حتى لا ينتشر الفيروس وتنتقل العدوى.
بدوره، قال المواطن علي الفضلي إن فكرة الديوانية الافتراضية طبقتها بعد فرض حظر التجول الجزئي وهناك برامج لعمل اللقاءات عبر الفيديو حيث يتاح لك استضافة عدد كبير من الاشخاص في غرفة افتراضية، لتبادل الأحاديث والنقاش لتعويض فقدان الديوانية الحقيقية، وربما ستواصل الديوانية الافتراضية عملها حتى بعد عودة الحياة الطبيعية لأن هذا الأمر يقضي على عناء قيادة السيارة والتوجه للديوانية والعودة مرة أخرى إلى البيت وهناك تخوف من أن يكون في بعض هذه البرامج فيها فيروسات وهاكرز.
ونصح الفضلي بضرورة الاستعانة بالبرامج الموثوق بها، مشيرا إلى أنها تجربة مثيرة وجميلة، لمقاومة التباعد الاجتماعي الذي فرض عليه بالقوة.
من جانبه، قال سعد الخالدي إن «الالتزام بالتعليمات الصادرة من وزارة الصحة دفعت الكثيرين لايجاد حلول بديلة للتجمعات، ومنها الديوانيات الافتراضية وعقد اللقاءات عبر برامج التواصل الاجتماعي التي ساهمت بكسر حاجز العزلة الاجتماعية وقربت جسور المحبة واللقاءات بين الأصدقاء وكان لها دور جيد، متوقعا أن يكون المستقبل لتلك الديوانيات في عقد اللقاءات والاجتماعات حتى المناسبات الاجتماعية، بدلاً من التواصل الحقيقي الذي كلفته عالية وله مضار صحية».
وأفاد أن العالم مقبل على ثورة اجتماعية جديدة في عالم شبكات التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن فيروس كورونا ساهم بتعجيل تطبيق الأنظمة الإلكترونية وهذا الامر سيستمر حتى ما بعد كورونا، وسيكون المستقبل لشبكات التواصل الاجتماعي في عقد اللقاءات والاجتماعات، والدليل أنها انتشرت بشكل كبير في زمن فيروس كورونا.