الخبر الاقتصادي يحرك الأسواق ويؤثر في المستثمرين

مع مشهد الأخبار المتغير دائماً، يجب على المطبوعات والصحافيين التكيّف باستمرار مع هذا التغيير لتزويد القراء بتقارير إخبارية تتميز بأعلى مستويات الجودة عبر مختلف منصات النشر. ويُعد التحوّل الرقمي أبرز التغييرات المؤثرة في هذا القطاع، وقد نتج عنه طلب متزايد على صعيد التفاعل، والنقل المباشر والسريع للأحداث، وتعدد المصادر، والبساطة، وعوامل أخرى عديدة. وبناءً على ذلك فقد وجد الصحافيون الكثير من الفرص إلى جانب التحديات المهنية.
في عام 2015 أطلق معهد المحللين الماليين المعتمدين الدورة التدشينية لبرنامج مسابقة جوائز الصحافة المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينا) تكريماً لإسهامات الصحافيين ومختلف الوسائل الإعلامية في تنمية معارف وحِرَفية المستثمرين في قطاع المال والاستثمار. وجاء هذا البرنامج تماشياً مع مهمة معهد المحللين الماليين المعتمدين للالتزام بأعلى معايير أخلاقيات التعليم والتميّز المهني لدعم المجتمع المهني والاستثمار في نهاية المطاف. وتكرّم الجوائز إسهامات الصحافيين والوسائل الإعلامية المختلفة في تنمية وتطوير معارف وحِرَفية المستثمرين في القطاع المالي. وصممت المسابقة لمشاركة الصحف والمجلات (بما في ذلك المواقع الإلكترونية) المُتاحة بحرية لعامة الجمهور، والمتميزة بالتزامها المستمر بالأخبار المالية وإعداد التقارير (ولديها سجل تقارير متناغم يستند على أدلة دقيقة للغاية).
من جهتهم، يتعهد أعضاء معهد المحللين الماليين المعتمدين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينا) من ممتهني وخبراء المال والاستثمار بالالتزام بالميثاق الأخلاقي وميثاق المعايير المهنية للمعهد، ويسعون دائما لمنح مصالح المستثمرين الأولوية على كل ما عداها من المصالح. ويشكلون شريحة كبيرة من مستهلكي الأخبار والتقارير المالية ويدركون التحديات التي يواجهها الصحافيون الماليون في المشهد الإعلامي الراهن، ويستعرض هذا التقرير آراء أعضاء المعهد في ما يتعلق بمصداقية المصادر كما يلي:
محتوى الأخبار المالية العالي الجودة يستحق دفع قيمته
تعتبر جودة ودقة محتوى التقارير والأخبار الإعلامية مؤشر قياس الصحافة، إلا أن معايير التقييم قد تغيرت على مر الزمن بسبب عوامل مختلفة مثل التحول إلى الإعلام الرقمي. وقد أدى هذا التطوّر بصورة خاصة إلى تعزيز وعي الصحافيين بكتابة المحتوى الذي من شأنه أن يستقطب المزيد من الاهتمام ويحقق منافع تجارية أكبر لكنه في الوقت نفسه قد يؤدي للتساؤل حول المصداقية. وفي نظر ممتهني وخبراء المال والاستثمار فإن الصحافيين الذين يقدمون تقارير تتضمن حقائق مستندة إلى بحوث وأدلة مبنية على التجربة والاختبار يوفرون خدمة ذات جودة عالية ستكون محط الاهتمام وتستحق دفع قيمتها دائماً.
خلفية الصحافيين المهنية لا تحدد المصداقية
رغم أن بعض الصحافيين لا يملكون خلفية مهنية راسخة في القطاع المالي، فإن ذلك لا يحول دون قدرتهم على صياغة وتفسير المعلومات وتقديم وجهات نظرهم بطريقة تحليلية. ورغم أنه يُعتقد في بعض الأحيان ضرورة امتلاك الصحافيين خلفية مهنية في القطاع المالي، لكن خبراء الاستثمار يُشيرون إلى أن مثل هذه الخلفية المهنية لا تشكل معياراً لمصداقيتهم. ومع ذلك، فإن الخبرة المهنية في قطاع المال والاستثمار أو المؤهلات التعليمية ذات الصلة مثل برنامج معهد المحللين الماليين المعتمدين للاستثمار الأساسي، وهو برنامج دراسة صمم لتوفير فهم واضح لقطاع الاستثمار ودوره والمسؤوليات المتعلقة به، يتيح بلا ريب توسعة معارف ومهارات الصحافيين الذين يقومون بتغطية أسواق المال والاستثمار.
3. الصحافة المالية ينبغي أن تكون مصدراً معلوماتياً أساسياً للمستثمرين حول الأسواق
تماشياً مع أهداف أعضاء معهد المحللين الماليين المعتمدين الرئيسية بمنح مصالح المستثمرين الأولوية دائماً، فإنهم يعتبرون أن الغرض الأساسي للصحافة المالية هو إعلام المستثمرين بدقة عن أوضاع الأسواق. وعلى الرغم من إمكانية توفير المقالات لمعلومات مهمة عن أي دولة أو أسواق أو شركات، من المهم الأخذ بعين الاعتبار امتلاك المستشارين والرؤساء التنفيذيين لشركات الاستثمار بالخبرة اللازمة لتقديم المشورة الاستثمارية لتمكين الصحافيين من إضافة قيمة وتسليط أضواء جديدة على تقاريرهم من خلال توجيهات ممتهني وخبراء الاستثمار لطرح الاسئلة الصحيحة وتجنب النهج التأكيدي. ويلعب الصحافيون والوسائل الإعلامية دوراً مهماً في صياغة آراء جمهورهم في ما يتعلق بالاقتصاد والشركات والأسواق بصورة عامة، مما قد يؤدي إما إلى إعادة تأكيد ثقة/اعتقاد المستثمر أو إعادة صياغة الرؤى المالية والاستثمارية الراهنة. وفي الواقع، فإن الوسائل الإعلامية تمتلك القوة اللازمة لتحريك السوق وبالتالي التأثير في آراء المستثمرين على المدى القصير، لذا فإن العناية بالتقارير الإخبارية بدقة أمر بالغ الأهمية.
المعايير المهنية الأخلاقية العالية أساسية
تواجه الصحافة المالية الكثير من المعضلات الأخلاقية في سائر أنحاء العالم، ومع ذلك هناك بعض التحديات المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينا) منها المخاوف من احتمالات الخطأ في الاقتباس من المصادر نتيجة التقارير غير الدقيقة التي قد تؤثر في بعض الصحافيين والتي تدعو إلى الافراط في التفاؤل أو الإقلال من الأهمية حسب تقييمهم. ويعتقد أعضاء معهد المحللين الماليين المعتمدين أن الصحافيين بحاجة للتأكد من إلمامهم ببعض المفاهيم مثل التداول غير القانوني بالأسهم والتأكد من عدم تسهيلها بأي حال من الأحوال، إضافة إلى تجنب التهاون والمخاطرة والحيلولة دون النظر إليهم وكأنهم متحدثون باسم الحكومات.
الإعلام الرسمي يحظى بثقة أكبر
في الوقت الذي يزداد فيه تحوّل الوسائل الإعلامية نحو القنوات الرقمية، فإن ديموقراطية المعلومات ربما تقلص عدد قراء مصادر الأخبار الرئيسية وتستقطب الاهتمام بفرادى الصحافيين الذين يتسمون بآراء عالية ومتابعة واسعة. ورغم هذا التوجه المتنامي يشير أعضاء معهد المحللين الماليين المعتمدين إلى أن وكالات الأنباء الرسمية ستحتفظ بمكانتها باعتبارها مصدر رئيسي لتدفق الأخبار. وذلك نظراً لأن شريحة كبيرة من القراء يمنحون مصداقية أكبر لمقالة منشورة تحت مظلة مؤسسة دورية محترمة مقارنة مع مصدر مستقل اذا كان الكاتب غير معروف كخبير في مجال عمله.