المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتة

الحوار الإستراتيجي المصري – الروسي «مكانك سر»

الخطوات المنتظرة على صعيد استعادة العلاقات المصرية الروسية، مثل عودة الرحلات الجوية المباشرة وعودة السياحة الروسية لمصر والانتهاء من توقيع اتفاق إنشاء مفاعل الضبعة النووي وإمداد حاملتي الطائرات المصريتين ميسترال بمروحيات روسية، لم تتم كما كان مأمولاً، حيث قالت روسيا إن المفاوضات حول الضبعة مستمرة، وإن لا شروط جديدة لها في ملف عودة الطيران الروسي إلى القاهرة، لكنها تنتظر انتهاء التحقيقات والقيام بخطوات عملية ستسمح تحقيقها باستئناف الرحلات.
وبإضافة ملفات أخرى يعتريها الغموض حول مدى التوافق بين البلدين لا سيما في سوريا وليبيا على ضوء التحركات المصرية الأخيرة، دون تنسيق كاف مع موسكو ومشاركة القاهرة في قمة الرياض الإسلامية الأميركية التي انتجت اتفاق نوايا لتشكيل تحالف عسكري يعمل بالتنسيق مع واشنطن ضد الإرهاب، ستزيد الأمور تعقيداً، حيث يبدو أن عقد اجتماعات مصرية روسية رفيعة المستوى بصيغة (٢ + ٢) بمشاركة وزيري خارجية ودفاع البلدين في القاهرة، ليس كافياً للتوصل إلى خطوات عملية تحرك الملفات المعطلة، ولذلك جاءت تصريحات وزيري الخارجية سامح شكري ونظيره سيرغي  لافروف دبلوماسية للغاية لا تشير إلى أي تطورات جديدة لحلحلة الملفات المعلقة.
ملف مكافحة الإرهاب هيمن على الحوار الإستراتيجي، حيث كشفت المباحثات عن توافق بين القاهرة موسكو على إعطاء هذا الملف الأولوية في ملف العلاقات المشتركة، مع تأكيد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن الجماعات المتطرفة تُمثل تهديدا للمنطقة بصفة عامة، وأن التنظيمات الإرهابية في ليبيا تُشكل خطرا على مصر، ومن حق مصر الدفاع عن نفسها وفقًا للقانون الدولي مع استمرار دعمها للمسار السياسي في ليبيا لتعزيز مؤسسات الدولة.
في المقابل، قال الوزير الروسي سيرغي لافروف أن موسكو والقاهرة ستتعاونان فى إطار مجلس الأمن لمواجهة الإرهاب، منتقداً بشكل ضمني نتائج القمة العربية الإسلامية الأميركية الأخيرة في الرياض، حيث أكد تأييد روسيا لكل الجهود التي تؤدي إلى وقف التمويل واجتثاث إيديولوجيا الإرهاب من المنطقة، لكنه اعتبر أن المبادرات التي تجرى في هذا الصدد يجب ألا تؤدي إلى عزل بعض الأطراف.
ويبدو أيضاً أن الموقف ذاته طغى على مباحثات لافروف في الجامعة العربية مع أمينها العام أحمد أبو الغيط، حيث الهوة واسعة إزاء الملف السوري بعد استبعاد الجامعة والدول العربية عن أي دور في المفاوضات التي تقودها روسيا مع تركيا وإيران في مدينة أستانة الكازاخستانية.
وفي هذا المجال تتجه الأنظار إلى نتائج زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى موسكو، وما إذا كانت ستؤدي إلى جسر الهوة بين المواقف العربية، والخليجية خصوصا، والموقف الروسي، في الوقت نفسه الذي تنتظر فيه العلاقات المصرية الروسية لقاء قمة سادس بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وبوتين لإعطاء دفعة قوية للعلاقات بين البلدين التي لم ينجح الحوار الاستراتيجي وفقا لصيغة ٢ + ٢ في إحداثها، بل مكنت العلاقات المصرية الروسية في التحرك بمكانها وفقا للأسلوب العسكري «مكانك سر».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى