المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

الحذيفي في خطبة الجمعة : حق للمسلم أن يشكر ربه على تفضله عليه بالحج وتسخير أسبابه وتوفر مرافقه وخدماته ومتطلباته

أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي  فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي في خطبة الجمعة اليوم بتقوى الله والقيام بما فرض الله عز وجل من أمره ، والبعد عما حذر الله من نهيه فتقوى
الله خير زاد ليوم المعاد وخير ما يصلح أمور العباد قال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً )، أيها المسلمون : الحج إلى بيت الله الحرام كتب على المسلم البالغ المكلف في العمر مرة واحدة وما زاد فهو تطوع ، ومن كتب الله له الحج ووفقه لأدائه فرضاً كان أو تطوعاً وقام بأعماله كاملة فقد من الله عليه بالنعمة العظيمة والمنزلة الرفيعة والمغفرة الواسعة والأجور المتنوعة ، وحق لمن تفضل الله عليه بالحج أن يفرح به أشد الفرح قال الله تعالى : (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) ، إذ قد نال فضائل الحج التي جاء بها القرآن الكريم والحديث النبوي قال تعالى في عمل بشائر الحج : (وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ )وقال سبحانه في العمل الصالح في الحج : (وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ) أي فيجازيكم به .
وفي الحديث : (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كفّارةٌ لِمَا بيْنَهُما، والحجُّ المبْرورُ لَيْسَ له جَزَاءٌ إلا الجنّةُ ) ، وقال عليه الصلاة والسلام : (من حج فلم يَرْفُثْ ولم يَفْسُقْ رجع كيومَ ولدته أمه )، وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَرَى الْجِهَادَ أَفْضَلَ الأعمال ، أَفَلَا نُجَاهِدُ ، قَالَ : لَا ، لَكِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ وأجمله حَجٌّ مَبْرُورٌ ) وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (يُغْفَرُ لِلْحَاجِّ وَلَمِنِ اسْتَغْفَرَ لَهُ الْحَاجُّ )، وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ : مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ ) .
وذكر فضيلته أن من أخلص في حجه وعمل بسنته نجا من غواية الشيطان ومن سلم له حجه سلم له عمره وحق للمسلم أن يشكر ربه سبحانه على تفضله عليه بالحج وتسخير أسبابه وتوفر مرافقه وخدماته ومتطلباته وتسهيل طرقه في البر والبحر والجو وعلى توفر أسباب الراحة والتنقل وتيسر الأرزاق وعلى استتاب الأمن والاستقرار في الحرمين الشريفين في هذا الزمن الذي تموج فيه الفتن كموج البحار المتلاطم وتثور فيه الحروب كالبراكين المدمرة .
وأوضح فضيلته أنه من وفق وكُتب له الحج فليتعلم أحكامه وأعماله وهي نية الدخول في النسك بالإحرام والوقوف بعرفة وطواف الزيارة بعد ليلة مزدلفة والسعي فمن ترك الوقوف فاته الحج ومن ترك ركناً لا يتم الحج إلا به ، وواجبات الحج الإحرام من الميقات والوقوف إلى الغروب والمبيت بمنى ومزدلفة إلى نصف الليل والرمي والحلق والوداع وليحرص على السنة وأعمال الحج يوم النحر لا حرج في تقديم بعضها على بعض ، فيا بشرى من أخلص النية لله في حجه واجتهد في أنواع القربات بكثرة الذكر والتلاوة والاحسان وبذل الخير وكف الشر .
وعلى المسلم أن يبتعد عن محظورات الإحرام ولا يعرض حجه للمبطلات وأما من جاء للحج بنية الأذية للمسلمين والإضرار بهم أو ادخال المشقة عليهم أو المكر بهم أو تدبير المكائد أو ارتكاب النشل أو جلب مخدرات أو ارتكاب موبقات ومحرمات فالله لهذا المفسد بالمرصاد قد كفى الله المسلمين شره وأراده عمله إذ هو محارب لله عز وجل ولرسوله عليه الصلاة والسلام ومن حارب الله ورسوله فهو مخذول مخزى هالك وشواهد التاريخ ظاهرة بذلك قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) ، ومن هو بهذه النية السيئة حرم من أجور الحج ومنافعه ورجع بالآثام الثقال التي لا تتحملها الجبال والله عليهم بما في القلوب يعاقب بالهم بالمعصية في البلد الحرام فكيف بفعلها قال الله تعالى : (وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) .
وفي الخطبة الثانية ذكر فضيلته : أن الله تعالى برحمته شرع طرق الخير الكثيرة وأبواب الأعمال الصالحات فمن لم يكتب له الحج في وقت ما فقد من الله عليه بالتقرب إليه بجميع سبل الخير والفضائل التي ينال بها مثل ثواب الحج والعمرة قال الله تعالى : (فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ) ، واختتم فضيلته الخطبة بالصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، ودعا فضيلته أن يصلح الله أحوال  المسلمين ويقوي عزائم المستضعفين  في كل مكان  وأن ينصرهم بنصره، ويتقبّل شهداءهم، ويشفي مرضاهم، ويجبر كسيرهم، ويحفظهم في أهليهم وأموالهم وذرياتهم ، وتابع فضيلته : اللهم فرج كربهم وارفع ضرهم وتولى أمرهم وعجل فرجهم واجمع كلمتهم يا رب العالمين ، اللهم وفق خادم الحرمين الشريفين واحفظ ولاة أمور المسلمين  وأعز بهم الدين  ووفقهم لما فيه خير للإسلام والمسلمين ، ولما فيه صلاح البلاد والعباد يا رب العالمين اللهم تُب علينا إنك أنت التواب  الرحيم واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى