الحذر من الإساءة يا مقيم
يخطئ بعض المقيمين في بلدان غير بلدانهم خطأً فادحاً، يتمثل بالإساءة للبلد الذي إحتضنه، ووفر له سُبل العيش، ومنحه حياةً كريمة، ومعاملة حسنة، فيقوم بالإساءة له، بسبب بعض الإجراءات التي تراها الدولة التي يعيش بها، ظنا منه أنه الوحيد المقصود من تلك الإجراءات.
ومن الطبيعي أن لكل بلد سياسته، وخصوصيته، وقوانينه التي يضعها، وهو حق مشروع له، بهدف تنظيم إدارة وشؤون البلد، سواء كانت تلك القوانين والقرارات على ابناء البلد او الوافدين، فالهدف كما قلت آنفا في سبيل تنظيم البلد.
فبعض المقيمين ” هداهم الله ” لا تعجبهم تلك القرارت، ويراها مقصودة عليهم، متناسيا أن المسؤولين في البلد يضعون مصلحة وأمن وأمان بلدهم فوق كل إعتبار، حتى لو كانت قرارتها تمس المواطنين، فهي أعلم بحيثيات قراراتها، وترى به المصلحة العليا للبلد، فضلا عن أنها تراعي حقوق الجميع، وتطبق القوانين على الجميع، ولا يوجد هناك تمايز.
ثم أنت يا أيها المسيء، مالذي ستجنيه من وراء إساءتك؟ وما هي الثمرة المرجوة من ذلك؟ .. صدقني أنك لن تجني سوى ” الخيبة ” ، لأنك أسأت لنفسك، وبينّت أن فعل الطيب فيك في غير محله، علاوة للأضرار التي ستلحقك جراء ما قرفه لسانك، لان البلدان محكومة، وتطبق قوانينها، ولن تسمح لكائن من يكون أن يتعدى أو يتطاول عليها.
لذلك يجب التحلي بالصمت، حتى وإن لم تعجبك القرارات، فمن المؤكد أنه سيطبق على الجميع، وليس عليك وحدك، وبما أنك قَدِمت للبلد، فيجب عليك التقيد بقوانينه، لا أن تتهكم وتأخذه من باب السخرية، أو تحاول أن تؤجج بني جنسك، ظنا منك أن الضغط سيجعل المسؤولين يتراجعون.
فنصيحتي للجميع، أن يحذروا من تلك الأمور، التي تجعل المجتمع الذي تعيش فيه يمقتك، ويزداد غضبا وحنقاً عليك، إزاء تلك المقاطع المليئة بالإساءة، بل من المفروض إستبدالها بمقاطع تُبيّن فضل البلد الذي تعيش فيه، أو على أقل تقدير أن تلتزم الصمت أفضل، فلست مجبرا على الحديث.
وإن كنت تعتقد أنك تدافع عن بني جنسك، فأعلم أنك تضرهم، ولا نفع لك في ذلك إطلاقا، لذا يجب توخي الحذر، وعدم الحديث في مثل تلك الأمور، وعود لسانك دائما أن يقول .. ( الله يحفظ البلد اللي إحتضني وكثر الله خيرهم).
احمد هاني القحص
رئيس الإتحاد الدولي للإعلاميين العرب
رئيس تحرير جريدة الشعلة الإلكترونية