جملة نسمعها كثيراً “الجيل تغيّر” ويتداولها الكثير في المجالس والمناسبات والأماكن الاجتماعية والعامة، وفي برامج التواصل الاجتماعي للتعليق على مقطع أو سلوك معين. هذه العبارة ليست وليدة اللحظة بل هي نسخة محدثة من عبارة “الجيل التالي”، “جيل النيدو” … الخ، فكل زمان طبيعي أن يطرأ عليه الكثير من التغيرات الاجتماعية والثقافية والفكرية والرؤية المستقبلية والسلوك والطموح والرغبات والاهتمامات وغيره، الجيل من حقه أن يتغير ويتطور على مر العصور والأزمان، ولكن السؤال: هل التغيّر نحو الأفضل؟ نحو التقدم والازدهار؟ نحو العلم والمثابرة والرقي؟ أم أنه التأثر بالعادات الدخيلة على مجتمعنا، وعلى عاداتنا وتقاليدنا، وانتماءنا لوطننا وموروثنا، وهذا ما يقصده البعض في إطلاق هذه العبارة “الجيل تغيّر”، فالحقيقة؛ نعم البعض تغير لغياب القدوة والمربي الملازم لهذا الجيل، والمشجع لهم نحو الأمام، نعم البعض تغير لوجود الفجوة بين الجيلين وعدم التقارب بينهم وتلمس حاجاتهم واهتماماتهم، نعم البعض تغير لعدم تواضع الكبير للصغير، وتصدير سياسة الاكتفاء، مما أدى إلى صناعة العزلة الاجتماعية بين أفراد الأسرة والعائلة والمجتمع، كلن ينظر أن له الحق بالتواصل واللقاء. الجدير بالاهتمام هو أن لا نحبط أبناءنا والجيل القادم بإطلاق النظرة التشاؤمية عنهم، ونساهم بدون أن نشعر في تكسير المجاديف، وطمس الطموح والعزيمة، وتشتيت ثقتهم بأنفسهم، فهم عماد المستقبل، وركائز المجتمع، وعليهم نعول نحو مستقبلٍ أفضل، فإعطائهم المساحة الكافية، للتعلم والتدرب والإتقان حق مكتسب لهم، ولنتحلى نحن بالصبر والحلم، ونوجد النظرة المتفائلة عنهم للنهوض بهم ليكونوا جيلًا صالحًا نافعًا لوطنهم ومجتمعهم وولاة أمرهم.