المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار المملكة

“الجميع خائفون.. يحتجزوننا مثل الحيوانات في حظيرة”.. سجناء قطريون يستغيثون من “كورونا”

قالوا إنهم لا يحصلون إلا على القليل من الماء والصابون

“الناس ينامون على الأرض، في مسجد ]السجن[، في المكتبة، والجميع خائفون من بعضهم البعض، ولا نعرف من يمكنه أن يعدينا. في وقت ينبغي أن نكون فيه معزولين عن بعضنا البعض، يحتجزوننا مثل الحيوانات في حظيرة”.. تلك كانت كلمات أحد سجناء السجن المركزي في العاصمة القطرية الدوحة. في ظل ظروف غير آدمية واكتظاظ لا مثيل له في السجن القطري، وسط أنباء عن تفشي فيروس كورونا المستجد بين السجناء، وبدون أدنى اهتمام من السلطات القطرية التي تركتهم يواجهون الموت الحتمي بمفردهم.

فيما طالبت منظمة “هيومان رايتس ووتش” السلطات القطرية باتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير حماية أفضل للسجناء وموظفي السجون وسط تفشي فيروس “كورونا” في السجن المركزي في الدوحة، وسط أنباء عن تسجيل أكثر من 47 حالة بين السجناء.

وقالت المنظمة إنه على السلطات القطرية أن تخفف عدد السجناء للسماح بالتباعد الاجتماعي وضمان أن يتمكن كل شخص في السجن من الحصول على المعلومات وعلى الرعاية الطبية المناسبة. كما طالبتهم أيضاً بوضع بروتوكولات مناسبة للنظافة الشخصية والتنظيف، بما في ذلك توفير التدريب واللوازم مثل الكمامات والمطهّرات والقفازات، للحد من خطر الإصابة بالعدوى.

الجميع خائفون

يقول أحد السجناء الذين التقتهم المنظمة: “لا أحد يعرف من يمكن أن يكون مريضاً. هذا الشخص في عنبرنا [على ما يبدو] لديه الإنفلونزا، لكن هل هي إنفلونزا، هل هو الفيروس، من يدري؟ لا أحد يتحقق. حتى مايو، اعتاد الممرضون أن يأتوا لتفقدّنا، وإذا كنا مرضى وأردنا الذهاب إلى المستشفى فيمكننا الذهاب، والآن لا يوجد ممرضين ولا زيارات للمستشفى”.

وأغلقت السلطات القطرية وعزلت العنبر الذي حدث فيه التفشي المحتمل للفيروس، لكن ليس قبل نقل بعض المحتجزين من ذلك العنبر إلى أقسام أخرى مكتظة أصلاً، وغير صحية في السجن. كما سلطات السجن قيوداً إضافية على حصول السجناء المحدود على الرعاية الطبية الأساسية، مما جعل السجناء الأكبر سناً والسجناء الذين لديهم حالات مرضية، أكثر عرضة لخطر العواقب الوخيمة إذا أصيبوا.

وبدأ الحراس وموظفو السجن الأسبوع الماضي بارتداء كمامات وقفازات، فيما توقف الطاقم الطبي عن زيارة عنبرهم. يقول سجين بكل أسى مؤكداً ذلك: “لم يعد يأتي الممرضون الذين يعطون حقن الأنسولين لمرضى السكري، يقوم الحراس بتوزيع حقن الأنسولين ويحقن المرضى أنفسهم”.

قلة النظافة والرعاية الطبية

ويصف أحد السجناء الحالة المزرية داخل السجن بقوله: “إن عنبرهم فيه ثمانية حمامات فقط لـ150 سجيناً”. وأضاف آخرون أنهم لا يحصلون إلا على القليل من الماء والصابون، ولم يحصلوا على مطهر لليدين، وأن تدابير التباعد الاجتماعي مستحيلة، بالنظر إلى الازدحام.

قال اثنان من السجناء إنه حتى 7 مايو، تم تسليم كمامتين فقط لكل منهم. قال أحد السجناء إن سلطات السجن لم تقم بعد بتعقيم المكان ولا تزال تقدم فقط لوح صابون واحد في الشهر لكل سجين رغم الحاجة إلى بروتوكولات تنظيف ونظافة شخصية أفضل أثناء الوباء، بحسب ما أوردته “هيومان رايتس ووتش”.

ويعبر سجين آخر عن حالة القلق التي يعيشونها، بقوله: “أمس أعطاني الحراس كمامتين للمرة الأولى. قالوا لي ارتديها، لكن لا أحد يرتدها. معظم السجناء وضعوها بعيداً ولا يهتم الحراس لذلك، ولا يطلبون من أحد ارتداءها”. مشيراً إلى أن الإدارة لم تؤكد لهم رسمياً وجود الفيروس في السجن، أو تتحدث معهم عن التغييرات الأخيرة بطريقة واضحة وشفافة، مما تسبب في زيادة الخوف والقلق بين السجناء.

وحول ذلك، قال مايكل بَيْج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في “هيومن رايتس ووتش”: “على السلطات القطرية أن تتحرك بسرعة لتجنب انتشار أوسع لفيروس كورونا الذي يعرّض السجناء وموظفي السجون وسكان الدوحة لخطر العدوى. يمكن أن تبدأ قطر بإطلاق سراح السجناء المعرضين للخطر مثل كبار السن والمحتجزين بتهم ارتكاب جنح أو جرائم غير عنيفة، وضمان حصول السجناء الباقين على الرعاية الطبية الكافية”.

وأظهر مقطع فيديو سرب قبل أسبوع حالة الازدحام التي يعاني منها السجن المركزي، وكتبت صفحة “سجناء قطر”: “تجلب الحكومة القطرية المزيد من الأشخاص إلى سجن قطر المركزي، مما أسفر عن زيادة الاكتظاظ.. ينام السجناء الآن في المكتبة”. مضيفة: “نحن لا نريد الموت في السجن، نحن أيضاً بشر، لدينا حقوق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى