«الجمعة البيضاء» في الكويت.. خصومات حصرية وهوس بالشراء

- المتاجر تواكب الأسواق الأميركية والأوروبية في خصومات عيد الشكر
- نهاية أسبوع حافل بالخصومات على السلع وصلت إلى أكثر من 70%
- 50 % زيادة في حركة البيع بفضل العروض الكبرى على المنتجات
- «التجارة» تحكم سيطرتها: فرق الطوارئ تعمل على مدار الساعة
- لا توجد تنزيلات وهمية.. وأي شركة أو متجر مخالف يحول إلى النيابة
- كل الأسواق تحت مجهر المراقبة.. وشكاوى العملاء يتم التعامل معها بجدية
يراهن أصحاب المتاجر في الكويت على موسم «الجمعة البيضاء» لتعزيز المبيعات، إذ تشهد الأسواق حاليا أكبر موجة تخفيضات تجاوزت 70% في بعض السلع والمنتجات، منها الهواتف الذكية والملابس والأزياء ومستحضرات التجميل وجميع الأجهزة الكهربائية.
وانطلق سباق التخفيضات في موسم «الجمعة البيضاء» (الجمعة السوداء التقليدية في الولايات المتحدة)، من يوم الخميس الماضي ويستمر حتى اليوم (السبت)، واستعدت المتاجر للحدث المنتظر بعرض المنتجات بأسعار وخصومات حصرية لم تحدث في تلك الفترة من مواسم الشراء خاصة في الكويت والتي ترتفع فيها المبيعات خاصة على الازياء الشتوية.
وتلجأ شريحة كبيرة من المستهلكين إلى تجميد قرارات شراء بعض البضائع والسلع على مدار الأسابيع الماضية مترقبين انطلاق فعاليات الجمعة البيضاء لشراء بضائعهم بالأسعار المخفضة التي وعد بها البائعون والتي تطرح بحسومات وصلت إلى 50% وقد تصل في بعض الاحيان الى 70 و80% مقارنة بالسعر الأصلي للسلعة.
وفي جولة على بعض المتاجر والاسواق فإن آراء المستهلكين والباعة حول المعروضات والاسعار تباينت حيث قالوا لـ«الأنباء» ان هناك اختلافا في أسعار المهرجانات «فبعض الاسواق قدمت عروضا ملموسة وعرضت السلع بسعر التكلفة وبأحيان أخرى دون سعر التكلفة وأدت هذه المنافسة الشديدة في العروض الى استفادة شريحة كبيرة من المستهلكين.
وأوضحوا ان بعض الاسواق يتم فيها وضع سعر السلعة بعد التنزيلات وبجواره السعر القديم مع رفع قيمة السعر القديم بهدف اجتذاب المتسوقين، كما ان بعضها الآخر لا يتم فيها رفع نسبة التخفيضات من 50% الى 70% بدعوى أن اسعار السلع والمنتجات ارتفعت قبل العروض.
وأكدوا على أن عروض «التخفيضات الكبرى» من المتوقع أن تسهم في زيادة المبيعات 60% مقارنة مع الفترات السابقة.
عروض على مدار السنة
وفي مقابل ذلك، أكد مسؤولون بمواقع إلكترونية ومتاجر لـ«الأنباء»، عدم مشاركتهم بفعاليات الجمعة البيضاء، مؤكدين تفضيلهم لطرح التخفيضات على السلع بشكل دوري وعدم الاكتفاء بيوم واحد على مدار السنة لاسيما مع تأكيد الدراسات أن المتسوق في دول الخليج أقل استعدادا لإرجاء قرار شراء السلعة التي يحتاجها أملا في أي تخفيضات موعودة.
وقالوا إن الاستعدادات المسبقة لإنجاح موسم التخفيضات الحالي بدأت منذ عدة اسابيع بهدف توفير بعض العروض القوية والمثيرة للاهتمام، والاستعداد لمواكبة مستوى الطلب الكبير المتوقع من أجل ضمان رحلة تسوق ممتعة وسلسة للعملاء.
وذكر ان كل متاجر الغذاء والطعام في الكويت اعتادت على تقديم عروض حصرية كل اسبوع بداية من يوم الاربعاء الى السبت، وذلك للاستفادة من العطلة الاسبوعية للموظفين والتي ترتفع فيها معدلات الشراء بالإضافة الى ان بعض المتاجر تقوم بعمل عروض ترويجية اخرى منتصف الاسبوع.
«التجارة» تحكم سيطرتها
وفي اتصال هاتفي مع احد المسؤولين عن حماية المستهلك في وزارة التجارة والصناعة، قال لـ«الأنباء» ان كل التنزيلات والعروض الموجودة حاليا في المتاجر مراقبة بشكل دقيق من قبل فرق الطوارئ في الوزارة والتي تعمل على مدار الساعة يوميا، حيث تعمل فرق الطوارئ بنظام الشفتات على مدار اليوم بمعدل 3 شفتات.
وأكد انه لا توجد أي تنزيلات وهمية في الكويت، كما ان أي متجر يخالف تلك التعليمات يتم تحويله الى النيابة العامة بتهمة الغش.
تخفيضات تلائم المناسبة
إلا ان هناك دراسات نشرت من قبل شركات استشارية متخصصة في عمليات البيع والشراء أفادت بأن العروض المصممة على حسب كل فرد هي الأكثر فعالية مقارنة بمواسم التخفيضات الثابتة، موضحة أن النوع الأول من التخفيضات يقدم لكل متسوق تخفيضات خاصة بالتزامن مع مناسبات قريبة له مثل عيد ميلاده وعيد الام وذكرى الزواج وغيرها من المناسبات الدينية التي تجعل المتسوق أقرب إلى الموقع الإلكتروني للحصول على بضاعته.
ورأت أن هذا النوع من التخفيضات التي تقدم لمرة واحدة في العام مثل الجمعة البيضاء مناسب أكثر للسلع الكمالية التي يمكن للعميل إرجاء شرائها لشهور، مشيرا إلى أن هذا النوع من السلع ومنها الأجهزة الإلكترونية على سبيل المثال تمثل 3% من إجمالي قيمة المبيعات في المتاجر، بينما النسبة الكبرى تعود لمبيعات السلع الغذائية والبضائع الضرورية التي يتم طرح العروض عليها أسبوعيا.
تجدر الاشارة الى ان الكويت أطلقت فعالية «الجمعة البيضاء» للمرة الأولى قبل عامين، والتي تتزامن مع موسم التخفيضات الكبرى في الأسواق الأميركية وعيد الشكر ليكون بمنزلة نهاية أسبوع حافل بالخصومات على السلع والبضائع، وخلال الأعوام الثلاثة التالية لبدء الفعالية تتزايد تدريجيا أعداد مواقع التسوق الإلكترونية والمحال التجارية التي تطلق تخفيضات متزامنة فيما لاتزال مواقع ومتاجر أخرى محجمة عن المشاركة بهذه المناسبة.
أصل «الجمعة السوداء»
هذا، ويصادف «الجمعة السوداء» في اليوم الذي يلي عيد الشكر في شهر نوفمبر، حيث تتنافس المتاجر على إجراء التخفيضات، ويعتبر هذا اليوم بداية موسم شراء هدايا عيد الميلاد، حيث تقدم أغلب المتاجر عروضا وخصومات كبيرة.
واستخدم مصطلح «الجمعة السوداء» لأول مرة في 24 سبتمبر من عام 1869، تزامنا مع الأزمة الاقتصادية في أميركا، حيث قام المستثمران جاي غولد وجيم فيسك برفع أسعار الذهب ما أدى إلى انهيار بنسبة 20% في سوق البيع، كما توقفت التجارة الخارجية.