المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

التسول مظهر غير حضاري نهي عنه الاسلام

رغم وجود قانون لتجريم التسول إلا أن الظاهرة مستمرة وخاصة مع قدوم شهر رمضان الكريم، فنجد من يجلس أمام المساجد ومن يطرق ابواب المنازل ومن يقف عند اشارات المرور بحجة بيع ألعاب يقوم بها اطفال نيابة عن آبائهم مما يعطي صورة غير حضارية عن المجتمع الكويتي، فما موقف الإسلام من التسول؟ وما واجب الاغنياء تجاه الفقراء؟

اليد العليا والسفلى

يؤكد د.عمر الشايجي أن عمل اليد فريضة على المسلمين ولتضييق فرص التسول حدد القرآن الكريم والسنة النبوية الطوائف المستحقة للزكاة والصدقات لكي تسد حاجة المحتاج احتياجا حقيقيا وليس لمن يتظاهرن بالفقر، كما ان المشرع الحكيم حدد الشخص المحتاج الى المساعدة بأنه غير القادر على العمل، وقد حدد الشرع عدة ضوابط للتعامل مع المتسول، فعلى مستوى الحاكم أو ولي الأمر يجيز له الشارع ان يمنع التسول إذا رأى أن المتسولين قادرون على العمل، وعلى مستوى المتسول فإن هناك حالة واحدة فقط يجوز له ان يتسول فيها، وهي ان يكون الشخص غير قادر على الكسب بسبب ظروفه الصحية او ظروف قهرية اخرى، وفي هذه الحالة فإنه يجوز له ان يتسول بقدر ما يسد حاجته فقط والا يهدف من وراء ذلك الأمر الى تكوين الثروات أو الكسب السهل غير المشروع فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: «من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقلل أو ليستكثر» وقال «اليد العليا خير من اليد السفلى» واليد العليا هي اليد المنفقة وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يأكل الصدقة وحرمها على اهله، وفي هذا توجيه قوي للمسلمين على ان يأكلوا مما يكسبون وقد قال صلى الله عليه وسلم «ما أكل امرؤ طعاما قط خير من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داوود كان يأكل من عمل يده» وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ان يروضوا انفسهم على الاستعفاف فيعنهم الله على الاستغناء عن الغير فيغنيهم الله، وعلمهم أن من مبادئ الإسلام ان العمل هو أساس الكسب وان على المسلم ان يمشي في مناكب الارض ويبتغي من فضل الله.

ونوه د.الشايجي إلى ان دولة الكويت غير مقصرة مع أي محتاج، فهناك بيت الزكاة والجمعيات الخيرية واللجان في كل انحاء الكويت يلجأ إليها المحتاج فلا داعي للتسول الذي يشوه منظر الكويت الحضاري، ولابد من ابعاد هؤلاء المتسولين.

المطلوب العفاف

يقول الداعية عبدالرحمن السماوي: الإسلام حث على ان يكون المسلم عفيفا قويا، وذلك بإتاحة فرصة العلم والكسب الحلال والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف» وعلى ذلك فإن ظاهرة التسول غير مقبولة على الإطلاق الا في حالة الضعف الجسماني الذي قد يلحق بالمسلم، ولكن حتى هذا الضعف ليس المرر الأساسي لهذا الأمر، ومن المفترض الا يسأل الناس إلحافا، فلا يستغل ضعفه الجسماني للكسب والاتجار واستعطاف الناس أو سلب أموالهم، واعتبر أن النقود التي يجمعها هؤلاء المتسولون سحت وحرام، لأنها جاءت نتيجة غش وخداع للناس والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من غشنا فليس منا»، ولذلك فإن هذه الأموال حرام وغير مقبولة شرعا، لأن التسول في حد ذاته حرام ويحرم على المسلم ان يتخذ من هذا الفعل وسيلة للإكثار من المال، بل ان الفقير يدعوه الإسلام إلى ترك هذا الباب فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم : «من يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله» وقال: «أفضل ما أكل العبد من كسب يده» ولذلك يجب على الفقير ان يستعفف ما استطاع ولا يمد يده وان يكون من الواضعين نصب اعينهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم «من لقي الله وفي كيسه شيء من المسألة لقيه وليس في وجهه مزعة لحم» أي يتقطع لحم وجه حياء من الله.

العقوبة

ويزيد الداعية السماوي: الاسلام يدعو الى الكسب والعمل، كما ان هؤلاء الناس الذين يقومون بالتسول او احترافه لا يستحقون الصدقة لأنهم غير محتاجين بالفعل ولأنهم يجسدون مظهرا غير حضاري يسيء للإسلام، ولذلك فإنه لابد من مقاومة هذه الظاهرة وهو واجب شرعي يجب القيام به حتى لا يساء فهم الإسلام ويظن البعض من مرضى القلوب ان المسلمين ما هم الا مجموعة من المتسولين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى