المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

غرائب و منوعات

التستوستيرون يحسّن حياة مرضى السرطان؟

 

الدنف المعروف بتسمية علمية هي الـCachexia عبارة عن فقدانٍ حاد لكتلة الجسم يشمل ضمور العضلات ويصاحبه شعور بالضعف الشديد والتعب، ما يُلحق ضرراً كبيراً بنوعية الحياة. وتشير الدراسات إلى أن “ما يقارب نصف مرضى داء السرطان يعانون الدنف” وأنه “مسؤول عن وفاة %22 من المصابين”.

ما زال المسبّب الحقيقي لحالة الدنف (التي تظهر لدى بعض المرضى دون سواهم) غير واضح، ما يجعل خيارات إدارة المشكلة هذه ومعالجتها محدودة.
ولكن في الآونة الأخيرة، تحرّى باحثون من فرع جامعة تكساس الطبي في غالفستون بقيادة الدكتورة ميليندا شيفيلد مور من قسم الصحة وعلم الحركة عن إمكان إعطاء مرضى السرطان الذين يخضعون لعلاج كيميائي هرمون التستوستيرون لتخفيف تأثير الدنف.
وتقول الدكتورة ميليندا شيفيلد مور: “أردنا أن نبرهن أنّ مرضى السرطان الذين تناولوا التستوستيرون سينتقلون من حالة التعب الشديد والعجز عن الخروج من السرير إلى القدرة على القيام ببعض المهام الحياتية الأساسية التي تسمح لهم برعاية أنفسهم مع الاستمرار بتلقي العلاج”. وتؤكد استنتاجات الباحثين المنشورة حالياً في مجلة الدنف وضمور اللحم والعضلات أن هرمون التستوستيرون يحسّن إلى حد ما نوعية حياة المصابين بالدنف عبر مساعدتهم على استعادة شيء من استقلالية الحركة.

علاجٌ واعد

أكثر نهج استخداماً لمعالجة الدنف هو إخضاع المريض لعلاجات تغذوية خاصة، ولكن بيّنت التجارب السابقة أن العلاجات هذه غالباً ما تفشل في منع فقدان كتلة الجسم أو التعويض عنها.
لذا، قررت الدكتورة مور وفريقها التحقيق في إمكانات هرمون التستوستيرون المعروف بقدرته على المساعدة في بناء كتلة العضلات.

وتشرح مور: “نحن نعلم بالفعل أن هرمون التستوستيرون يبني العضلات الهيكلية للأفراد الأصحاء. لذا، حاولنا استخدامه لمساعدة المعرّضين لخطر فقدان العضلات، بهدف تمكينهم من الحفاظ على قوتهم ومستوى أدائهم اليومي خلال تلقيهم علاجات السرطان المتعارف عليها”.
لاختبار هذه النظرية، عمل العلماء لمدّة 5 سنوات مع متطوّعين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الخلايا الحرشفية، وهو نوع من سرطان الجلد.
تلقّى المرضى العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، أو كليهما، بهدف علاج السرطان. خلال فترة العلاج التي استغرقت 7 أسابيع، أُعطي بعضهم (مجموعة المقارنة) علاجاً وهمياً، في حين حصل آخرون على التستوستيرون.
ولاحظت مور وزملاؤها أن من أُعطيوا هرمون التستوستيرون حافظوا على كتلة الجسم الكلية وارتفعت كتلة الجسم النحيل (كتلة الجسم ناقص الدهون في الجسم) الخاصة بهم بنسبة %3.2.
وتابعت قائلة: “كما أظهر المرضى الذين تم اختيارهم عشوائياً لتلقّي التستوستيرون إلى جانب العلاج الكيميائي و/أو العلاج الإشعاعي تحسّناً في مستوى نشاطهم الجسدي… فقد شعروا بأنهم في حال أفضل، وتمكّنوا من النهوض من فراشهم والقيام ببعض أنشطة الحياة اليومية الأساسية مثل الطهي والتنظيف والاستحمام”.
للتأثير الإيجابي الناتج عن تناول التستوستيرون قيمة كبرى لدى المصابين بالسرطان، لأنه يسمح لهم بالحفاظ على شيء من الاستقلالية.
في الوقت الحاضر، تتطلّع الدكتور مور وفريقها إلى دراسة البروتينات العضلية لمرضى السرطان (مجموع البروتينات الموجودة في العضلات الهيكلية) لفهم التأثير الذي يحدثه السرطان بشكل عام، والدنف بشكل خاص، في تركيبها.

وصرّحت مور: “تسمح لنا دراسة البروتيوم بمعرفة أي من البروتينات الموجودة في العضلات الهيكلية تأثّرت إيجاباً أو سلباً بالتستوستيرون أو بالسرطان… ما يمنحنا بدوره القدرة على اكتشاف الآليات المحتملة وراء الإصابة بالدنف المرافق للسرطان”.
ويبقى الهدف النهائي للعلماء هو دعم الأفراد الذين قد يصابون بالدنف أثناء خضوعهم لعلاجات السرطان ومساعدتهم على تحمّل العلاج والحفاظ على نوعية حياتهم قدر الإمكان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى