صدر حديثا للدكتور القبطان عبد الأمير الفرج كتاب بعنوان «التحكيم في المنازعات البحرية،» يلقي الضوء من خلاله على التحكيم بوصفه نظاما لتسوية المنازعات في مجال التجارة البحرية، كما يهدف الكتاب الى بيان ماهية المنازعات البحرية، والحالات التي يمكن خضوعها للتحكيم، وكذلك التطرق الى اتفاق التحكيم البحري من حيث مفهومه، وشروط صحته وأنواعه ومدى استقلاله، والآثار المترببة عليه وامتدادها للغير.
كما يسعى المؤلف في كتابه الى معرفة الطبيعة التي يتميز بها التحكيم البحري ومعرفة إجراءات التحكيم البحري.
وقال المؤلف في مقدمة الكتاب إن موضوع التحكيم البحري يكتسب أهمية خاصة، نتيجة لازدهار نشاط التحكيم في الدول العربية سواء من حيث اختيار بعض دول العالم العربي كمكان لاجراء التحكيم، أم من حيث نشأة العديد من منظمات التحكيم الدائمة المتعلقة بالعلاقات التجارية التي يكون أحد أطرافها عربيا.
ويختتم مؤلف الكتاب الدكتور القبطان عبد الأمير الفرج دراسته بنتائج منها أولا:أن التحكيم البحري فرع من فروع التحكيم التجاري الدولي بصفة عامة يتمتع بالصفة التجارية غالبا وفقا للمعايير الضيقة لتجارية الاعمال البحرية المستمدة من طبيعة النشاط البحري، وصفة القائمين بممارسته وكونهم تجارا، ويتمتع دائما وفقا للمعيار الاقتصادي الواسع لتجارية الأعمال البحرية المستمدة من الصفة الاقتصادية لموضوع العلاقة البحرية وكونها تتعلق بعملية تجارة دولية .
ثانيا: التحكيم البحري تحكيم دولي غالبا، وذلك وفقا لمعايير دولية الواردة في المعاهدات التحكيمية الدولية والقوانين التحكيمية الوطنية.
ثالثا: يتميز التحكيم البحري بنوع النشاط الذي يتولى حل منازعاته وكونه نشاطا بحريا تعاقديا، واذا كانت معظم التحكيمات البحرية تتم بصدد تسوية منازعات النقل البحري بسند شحن أو بمشارطة ايجار، فان التحكيم البحري يفصل في كافة المنازعات البحرية الناشئة عن كافة العلاقات البحرية الدولية الخاصة، تعاقدية او غير تعاقدية الناشئة بين الاشخاص الخاصة او بينهم وبين كافة الاشخاص المعنوية العامة.
رابعا: التحكيم البحري يتمركز في بعض البلدان البحرية الكبرى نتيجة لعوامل جغرافية وتاريخية واقتصادية، ولذلك فان لندن تعد المركز العالمي الأول للتحكيم البحري تليها نيويورك ثم باريس، في تغيب المشاركة العالمية المؤثرة في أعمال التحكيم البحري عن باقي أنحاء العالم البحري.
يذكر أن المؤلف عبد الأمير الفرج يحمل شهادة الدكتوراه في المنازعات البحرية وعضو المحكمة الأوروبية ومستشار في الأمم المتحدة .
