المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتةاقتصاد

«البيانات البديلة».. سلاح غير قواعد اللعبة

بسؤال أي مجموعة من المستثمرين عن أداة واحدة لا يستطيعون العمل من دونها، من المرجح أن يشير الجميع إلى حساباتهم على «بلومبيرغ» أو «رويترز»، والتي تجعل من السهل على المحللين الاطلاع على البيانات المالية التي تخص آلاف الشركات.
ولكن حقيقة أن خدمة البيانات الخاصة بـ«بلومبيرغ» ووكالات شبيهة تعتبر متاحة للجميع تقريباً، جعلت من الصعب على محبي المخاطرة العثور على أي ميزة تنافسية. وفي ظل البحث المضني للمستثمرين عن أي وسيلة تمكنهم من التفوق على السوق ظهر للوجود ما تسمى «البيانات البديلة».

تحليل كل شيء وتقدير أي شيء
«البيانات البديلة» هو المصطلح الذي لم يكن له وجود قبل سنوات، أحدث ثورة في صناعات مثل الرعاية الصحية والإعلانات والتمويل، وذلك لأن هذا النوع من البيانات يزوّد المستثمرين بمعلومات غير موجودة لا على «بلومبيرغ»، أو غيرها، وفق «الإيكونوميست» و«بزنس إنسيدر».
هذه البيانات هي وسيلة لقياس أداء أي شركة بطريقة لا تعتمد فقط على البيانات المالية والتقارير الدورية، ولكنها تشمل مجموعة من المدخلات تبدو للجميع من الخارج متباينة ولا علاقة لها ببعضها، وربما غير مفيدة.
باختصار، «البيانات البديلة» عبارة عن قواعد بيانات تحلل صوراً ملتقطة بالأقمار الصناعية ومحتوى مشاركات المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعات أخرى من البيانات الغامضة وتحولها إلى معلومات قابلة للتداول.
مكّنت التطورات الحديثة في مجال التعلم الآلي الشركات من إجراء تحليل فعال لملايين الصور الملتقطة من قبل الأقمار الصناعية يومياً، وتحليل معاملات بطاقات الائتمان وحركة المرور.
على سبيل المثال، يقوم عدد من مزودي «البيانات البديلة» بدراسة صور التقطتها الأقمار الصناعية لمواقف السيارات بساحات متاجر التجزئة الكبرى بغرض تقدير حجم المبيعات، في حين يقوم آخرون بمسح صور للأراضي الزراعية لتقدير حجم محصول الذرة.

 الحصول عليها من أي مكان
في بعض الأحيان من الممكن أن يحصل المستثمر على أكثر البيانات المثيرة لاهتمامه من شركات، هي ليست في الأساس «مزود بيانات» ونشاطها الأصلي بعيد عن ذلك تماماً.
أبرز مثال على ذلك هو «فورسكوير»، وهو تطبيق على الجوال يتتبع مواقع المستخدمين ويرشح لهم مطاعم قريبة، وفي حين إن نشاط الشركة المالكة لذلك التطبيق موجه بشكل رئيسي ناحية المستهلكين، إلا أن ما تمتلكه من بيانات يمثل قيمة هائلة بالنسبة إلى المستثمرين، من خلال مساعدتهم في تقدير حركة المستهلكين داخل محال التجزئة والمطاعم.
في مقال نشرته في وقت سابق من عام 20166 وفي استعراض لقدراتها التحليلية توقّعت «فورسكوير» ــــ شبكة اجتماعية تعتمد على تحديد المواقع عن طريق الهواتف المحمولة ــــ انخفاض مبيعات فروع سلسلة مطاعم الوجبات السريعة (تشيبوتل) بنسبة %30، بعد تعرّضها لفضيحة غذائية، وهو ما ثبت صوابه لاحقا.

ثروة هائلة بالنسبة إلى المستثمرين
«البيانات البديلة» لديها القدرة على توفير المعلومات التي قد يحصل عليها أي مستثمر من العاملين بداخل الشركات (Insiders)، ولكن بصورة قانونية.
فبمساعدة هذا النوع من البيانات يمكن للمحللين الذين لطالما اعتمدوا على بيانات مالية غالباً ما تكون إما مصدرة بأثر رجعي، وإما على نحو متقطع، الوصول الآن إلى تقديرات يومية لإيرادات أي شركة.
بالنسبة إلى أصحاب رأس المال المغامر الذين يطوفون في الأسواق، بحثاً عن أي فرصة استثمارية، يمكن أن توفّر لهم «البيانات البديلة» كمّاً هائلاً من المعلومات عن أداء الشركات.
إجراء بحث بالاستعانة بالبيانات البديلة هو في الحقيقة عملية غير سهلة، لأنها غالباً ما ترتبط بمنهجية فوضوية (إن جاز التعبير)، ولذلك يصعب جدّاً على المحللين الذين يفتقرون إلى مهارات متطورة في ما يخص تكنولوجيا المعلومات التعامل معها.
حالياً يتم استخدام البيانات البديلة بشكل رئيسي من قبل صناديق التحوّط التي تدفع ملايين الدولارات لمزودي هذا النوع من البيانات مقابل معلومات عن أشياء مثل حالة الطقس وعمليات البحث على الإنترنت، ولكن مع انتشار هذا الكم الهائل من البيانات وأدوات التحليل فإن «البيانات البديلة» لن تستمر طويلاً تحت هذا المسمى. (أرقام)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى