المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الرياضة

«الاتحاد الآسيوي»… يُدشّن «عهد ما بعد الفهد»

لا شك في أن «كونغرس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم»، الذي عقد قبل ايام في العاصمة البحرينية المنامة، أسس لعهد جديد، ثمة من اعتبره «عهد ما بعد الشيخ أحمد الفهد» الذي استقال قبل ايام من مناصبه المتعلقة باللعبة الأكثر شعبية في العالم وانسحب من الترشح على مقعد في «مجلس الفيفا» عن آسيا، على خلفية اعترافات رئيس اتحاد غوام، ريتشادر لاي، الذي تم ضبطه في الولايات المتحدة الأميركية بعد تحريات قام بها مكتب المدعي العام حول تورطه في قضايا فساد ورشاوى.

وتركزت الأنظار خصوصاً على الود الذي عاد ليحكم العلاقة ما بين رئيس الاتحاد الآسيوي البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم، ورئيس الاتحادين الأردني وغرب آسيا، الأمير علي بن الحسين، على إثر ما أشيع من مصالحة عقدت بين الرجلين بعد فترة من التوتر والانقطاع التام منذ مطلع 2015.

ففي ذلك العام، أعلن علي الترشح ضد السويسري جوزيف بلاتر على رئاسة الاتحاد الدولي، وقد وقف سلمان في حينها ضده.

وتكرر الصراع عندما أعلن علي خوض الانتخابات الأخيرة مجدداً بعد استقالة بلاتر، لكن هذه المرة أمام الشيخ سلمان، والسويسري جاني إنفانتينو الذي فاز بها.

وشوهد سلمان قبل دقائق من بدء «كونغرس الاتحاد الآسيوي» متوجهاً نحو المكان المخصص لوفد الأردن وجالساً إلى جوار علي.

وعُلم أيضاً بأن إنفانتينو حرص على حضور «كونغرس آسيا» الذي يسبق «كونغرس الاتحاد الدولي» المقرر غدا الخميس، وعقد اجتماعا مغلقا بسلمان لمناقشة عدد من الملفات، يأتي في مقدمها توطيد العلاقة بين الاتحادين الدولي والقاري بعد طيّ صفحة الفهد الذي يدرك الجميع بأنه وقف ضد السويسري في انتخابات «الفيفا».

ويبدو أن الاتحاد الآسيوي عمد أخيراً الى التركيز على مسألة النزاهة ومحاربة الفساد، بعد أن باتت هذه المسألة الشغل الشاغل للمنظمة.

وقد جرى في البحرين اختيار محمد الكمالي رئيساً للجنة النزاهة في الاتحاد القاري بالإجماع، علما انه يعتبر من القيادات الرياضية البارزة في دولة الامارات العربية المتحدة.

وتستضيف المنامة اليوم اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحادين الأوروبي والاميركي الجنوبي لكرة القدم، كما تقام مباراة استعراضية تجمع بين عدد من النجوم اللامعين أبرزهم الارجنتيني دييغو مارادونا والبرازيلي رونالدينيو والكولومبي كارلوس فالديراما.

ولا شك في ان «الحرارة» ستبلغ مستواها الأعلى غداً في «كونغرس الفيفا» حيث سيلقي الفساد بظلاله مجدداً على الأجواء.

بيد ان الفساد لن يكون البند الوحيد على جدول الأعمال بل ان بطولة كأس العالم 2026 ستعود إلى بؤرة الاهتمام، خصوصاً لجهة توزيع المقاعد عقب إقرار زيادة عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات من 32 إلى 48 منتخباً.

ويرتفع نصيب القارة الأوروبية من 13 إلى 16 مقعداً فيما ستكون القارة الأفريقية المستفيد الأكبر إذ سيرتفع نصيبها من 5 إلى 9 مقاعد.

وللمرة الأولى، تقام دورة فاصلة في البلد المضيف للمونديال لحسم المقعدين الأخيرين علماً بأنها لن تشهد أي منتخبات أوروبية.

وصرح رئيس الاتحاد الألماني راينهارد غريندل: «قد تصبح (هذه الدورة) بديلاً لبطولة كأس القارات لتتحول الى بروفة لكأس العالم لكن موعد إقامتها لم يتحدد بعد».

ولم يجر تحديد هوية البلد المضيف لمونديال 2026، ولكن الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، والتي دشنت ملفاً عاماً مشتركاً، ترغب بالإسراع في هذه العملية من أجل إحراز أفضلية.

وبعيداً عن كأس العالم، قد يلجأ «الكونغرس» إلى إجراء تغييرات على لجنة القيم في «الفيفا»، إذ قد يستبدل كبير المحققين في غرفة التحقيقات في لجنة القيم السويسري كورنيل بوربيلي ورئيس الغرفة القضائية في لجنة القيم الألماني هانز يواخيم إيكرت رغم معارضة أمين عام الاتحاد الدولي السنغالية فاطمة سامورا لهذه الخطوة.

وقد يفقد «مجلس الفيفا» الذي يضم 37 عضواً، بعضاً من قوته إذا وافق «الكونغرس» على هذه التغييرات بغية تعزيز قوة ما يسمى بـ «لجنة المجلس» التي يترأسها إنفانتينو وتضم أبرز مسؤولي الاتحاد الدولي ورؤساء الاتحادات القارية الستة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى