«الإيكونوميست»: تنويع اقتصاديات الخليج فكرة طرحت منذ «السبعينيات»!
قالت مجلة الإيكونوميست البريطانية إن العديد من البلدان المنتجة للنفط في العالم تسعى لتنويع اقتصاداتها بعيدا عن موارد الطاقة التقليدية من النفط والغاز، وعلى رأسها السعودية التي وضعت خطة معروفة باسم «رؤية 2030»، والتي ترمي الى تعزيز مكانتها وتنويع اقتصادها والابتعاد عن النفط.
وأضافت المجلة ان كلا من الكويت وإيران ونيجيريا وعمان لديها جميعا خطط واستراتيجيات مماثلة خاصة بها لتنويع مصادر الطاقة، بالإضافة الى البحرين وقطر والإمارات، وترمي هذه الخطط لتقليل اعتماد هذه الدول على النفط والغاز.
وفي حين تقول الإيكونوميست إن الفكرة كانت قد طرحت منذ سبعينيات القرن الماضي بهدف تقليص الاعتماد على النفط والغاز، بالتالي فإنها ليست جديدة في غمرة المساعي المتكررة خلال العقود الماضية لإعادة هيكلة اقتصاداتها، إلا أن الأوضاع الراهنة التي يمر بها العالم اليوم تجعل تنفيذ هذه المهمة من الأمور الأكثر إلحاحا.
ومضت الإيكونوميست الى القول بأن عائدات النفط والغاز الطبيعي شهدت في السنوات الأخيرة، تراجعا على خلفية انخفاض الأسعار في الأسواق العالمية.
وقد انعكس هذا الوضع في التقرير الحديث الذي أصدرته وكالة الطاقة الدولية واظهر حجم هذا التحدي بوضوح شديد، حيث قالت إن الدخل الصافي للعراق، ونيجيريا، وروسيا، والسعودية، والإمارات، وفنزويلا، من النفط والغاز الطبيعي في عام 2016 كان أقل من ثلث مستواه في عام 2012، مبينة أن مثل هذا الانخفاض الهائل أمر ضار من الناحية الاقتصادية.
ولفتت المجلة الى أن استجابة الدول المختلفة لهبوط أسعار النفط تتباين بدرجة كبيرة.
فالكثير من البلدان عانت من عجوزات في ميزانياتها حرصا على عدم تخفيض برامجها المحلية السخية المتعلقة بالإنفاق الرأسمالي.
وساقت المجلة البحرين مثالا على ذلك، فقالت إنها تحتاج من اجل موازنة ميزانيتها، إلى أن يرتفع سعر النفط الى 113 دولارا للبرميل، وفقا لبنك MUFG الياباني.
لكن معظم البلدان بدأت تتحدث بشكل أكثر جدية عن التنويع.
الكويت ضمن الأعلى عالمياً في الإنفاق على تطوير البتروكيماوياتمحمود عيسى
بعد أن أعلنت الحكومة النرويجية تغيير اسم شركتها النفطية الحكومية ستيت أويل الى ايكوينور، والتي تحتل المرتبة 11 بين أكبر شركات النفط والغاز العالمية، أنجزت الأخيرة مهمة كبيرة تمثلت في تنويع نشاطاتها المتعلقة بالاستكشاف والإنتاج على المستوى الدولي وأصبحت تستفيد الآن من خبراتها الخارجية في تطوير أصول مصادر إنتاج الطاقة من الرياح.
وقالت شركة غلوبل داتا انيرجي التي تناولت هذا الموضوع إن شركات النفط الوطنية حول العالم أخذت تسير على خطى شركة ايكوينور وتعمل على تنويع مصادرها بعيدا عن النفط والغاز أكثر من أي وقت مضى.
ولكن نطاق واتجاه هذا التنويع يختلف اختلافا كبيرا تبعا لطبيعة الشركة الوطنية واحتياجات الدولة التي تنتمي إليها.
ومن المؤكد أن التحول في مجال الطاقة آخذ في التغير على نحو يدفع المزيد من شركات النفط الوطنية إلى توسيع عملياتها بما يتجاوز عمليات التنقيب والإنتاج، وحتى عن النفط والغاز بشكل كامل.
وأضافت الشركة أن نطاق التوجه نحو التنويع آخذ في الاتساع ليشمل شركات النفط الوطنية التي تملك أكبر الموارد المحلية، حيث يتوقع أن تسجل كل من مؤسسة البترول الكويتية وشركة روزنفت الروسية وشركة النفط السعودية أرامكو أعلى مستويات الانفاق الرأسمالي بين شركات النفط الوطنية على تطوير صناعات البتروكيماويات لديها على المستويين المحلي والخارجي.
ومضت غلوبل داتا انيرجي الى القول بأن شركات النفط الوطنية بدأت على نحو متزايد في خفض سلسلة قيمة النفط والغاز لخدمة اغراض وفرص التنويع.
وهناك العديد من شركات النفط الوطنية، ولا سيما تلك التي تلبي الطلب المحلي المرتفع في بلادها، كانت تضطلع دائما بعمليات تكرير كبيرة.
ومع ذلك، فان هذه الشركات تتطلع أيضا إلى الاستثمار في سوق البتروكيماويات المتنامي، في ظل توقعات ببقاء الطلب على المشتقات النفطية ذات القيمة العالية مرتفعا، حتى مع تحول الاقتصادات إلى مصادر جديدة للطاقة غير النفط والغاز.
وأوضحت أن توفير امدادات الطاقة وفقا لالتزاماتها من خلال تحول العديد من شركات النفط الوطنية عن النفط والغاز يعني أيضا ان التنويع سيتجاوز الهيدروكربون، حيث بدأ عدد من الشركات الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية.
وانتهت الشركة الى القول بأنه على الصعيد المحلي فقد يكون المبرر المنطقي وراء هذه الاستثمارات هو الحاجة إلى توفير الطاقة الكهربائية للسكان، وفي الأماكن النائية في كثير من الأحيان، مع جني فائدة إضافية تتمثل في تحرير إنتاج النفط والغاز لإمداد الأسواق ذات القيمة الأعلى.
وتتطلع ايكوينور النرويجية إلى أن تكون رائدة في هذا التحول، مع خطط نمو كبيرة بعد أن تم تنويعها بصورة كبيرة وبشكل ملحوظ دوليا ضمن محفظة نشاطاتها المتعلقة بالاستكشاف والانتاج، وتسخر الآن خبراتها الخارجية لخدمة تطوير أصولها من مرافق توليد الطاقة من الرياح ولديها حاليا طاقة توليد تصل الى 292 ميغاواط.