الإمارات تدين حادث إطلاق النار واحتجاز رهائن في فرنسا

دانت دولة الإمارات العربية المتحدة، حادث إطلاق النار الذي استهدف الشرطة الفرنسية وعملية احتجاز الرهائن بمدينة تريب واللذين أسفرا عن سقوط عدد من الأبرياء بين قتيل وجريح.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان، أمس، تضامنها الكامل مع الجمهورية الفرنسية الصديقة في مواجهة الإرهاب ووقوفها إلى جانبها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.
وجددت موقف الإمارات الثابت والرافض للإرهاب بأشكاله كافة، معبرة عن تعازيها للحكومة الفرنسية وأهالي وذوي الضحايا وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.
وقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأُصيب أشخاص عدة آخرون بجروح أمس في ثلاث هجمات تبناها «داعش» ونفذها مسلح تحرك «بمفرده» قبل أن ترديه قوات الأمن في جنوب فرنسا.
ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاعتداء بأنه هجوم «إرهابي» نفذه متشدد، لكنه قال إن أجهزة الأمن ما زالت تدرس إعلان «داعش» مسؤوليته عنه. مضيفاً أن فرنسا تواجه خطراً من الداخل منذ أشهر.
وقال «أود إبلاغ الأمة الليلة بتصميمي على قيادة هذه المعركة.. أحث المواطنين على أن يظلوا واعين بالتهديد الإرهابي وأن يدركوا القوة والمقاومة التي يظهرها شعبنا في كل مرة يتعرض فيها للهجوم».
وصرح وزير الداخلية جيرار كولومب في مكان الهجوم أن منفذ الهجمات في كركاسون وتريب يدعى رضوان لقديم (26 عاما) وأنه تحرك «بمفرده» وكان معروفا لدى قوات الأمن لارتكابه «جنحا بسيطة».
ومضى الوزير يقول إن الدركي «تطوع بالحلول محل رهينة مدني كان يحتجزه المهاجم»، وأنه «بقي معه»، مضيفا أن «الإرهابي فتح النار» وتدخلت قوات الأمن ثم أردت المهاجم.
وأُصيب الدركي بجروح خطيرة بالرصاص وأيضا عسكري خلال الهجوم.
وسرق المهاجم الذي قال إنه ينتمي إلى «داعش» سيارة بالقرب من مدينة كركاسون وقتل راكبا وأصاب السائق بجروح ثم أصاب شرطيا بالرصاص قبل أن يتوجه الى سوبرماركت في تريب على بعد 10 كيلومترات حيث قتل شخصين آخرين.
وتابع كولومب «كنا نتابعه وكنا لا نعتقد أنه دخل في دائرة التطرف، لكنه انتقل إلى التنفيذ فجأة بينما كان يخضع للمراقبة»، مضيفا أن الخطر الإرهابي لا يزال «قويا جدا» في فرنسا. وفي بروكسل، شدد الرئيس ايمانويل ماكرون على أن فرنسا «تواجه خطرا من الداخل منذ عدة أشهر».
ولا تزال البلاد تحت وطأة الصدمة بعد سلسلة من الاعتداءات في 2015 و2016 أوقعت 241 جريحا ومئات الجرحى.
ويعود الهجوم الأخير في فرنسا إلى الأول من أكتوبر 2017 عندما ذبح تونسي في الـ29 قريبتين في مرسيليا (جنوب شرق) قبل أن يقتل بأيدي الشرطة. وأعلن تنظيم «داعش» تبنيه لكن المحققين الفرنسيين لم يعثروا حتى الان على رابط بين المنفذ والتنظيم الإرهابي.
وبحسب العناصر الأولية للتحقيق، فقد دخل رجل عند الظهيرة محل سوبرماركت في تريب» وأنه «سُمع اطلاق نار»، مضيفا أن شاهدا قال إن مطلق النار هتف «الله أكبر» عند دخوله السوبرماركت.
وروت امرأة كانت في السوبرماركت لاذاعة «فرانس اينفو» أن «رجلا صرخ وأطلق النار مرات عدة»، مضيفة «لمحت باب ثلاجة وناديت على الناس للاحتماء. كنا عشرة أشخاص وبقيا قرابة ساعة. حصل إطلاق نار آخر وخرجا من باب الطوارئ في الخلف».
وقطعت السلطات كل الطرقات إلى تريب، بينما تمركز عناصر امن مدججون بالسلاح عند مخارج المدينة على الطريق السريع، بينما حلقت مروحية تابعة للدرك فوق المنطقة. وأعرب رئيس المفوضية الأوروبي جان كلود يونكر عن وقوف الاتحاد الأوروبي إلى جانب فرنسا. وقال مسؤول كبير في مكافحة الإرهاب مؤخرا «ليس من الممكن اليوم القول إن التهديد الإرهابي تراجع. فنحن نواجه خصوصاً تهديداً من الداخل وهو خطر سيستمر وسيكون من الأصعب كشفه».