تتوقع الكويت إنفاق حوالي 2.5 مليار دينار او نحو 8.3 مليارات دولار من ميزانيتها لعام 2018 على تطوير البنية التحتية وشبكات الطرق ومطار الكويت الدولي الجديد وتوليد الطاقة، ولكن الأيام المقبلة ستكشف ما إذا كانت الكويت قادرة على الاستمرار في وتيرة الإنفاق الرأسمالي القوي التي رأيناها قبل عام 2017.
جاء ذلك في سياق تقرير «ميد انسايت» الصادر عن المجلة المذكورة والذي تناول سوق الانشاءات الخليجية، وجاء فيه ان قطاع المشروعات الخليجية والبنية التحتية يستحوذ على أكبر نسبة من الإنفاق على المشاريع في المنطقة، لكن تخفيضات الإنفاق الرأسمالي من جانب الحكومات والقطاع الخاص من أصحاب المشاريع تمخضت عن انخفاض حاد في ترسيات العقود في دول مجلس التعاون الخليجي في العام 2017 لتصل الى 63 مليار دولار فقط مقارنة بذروتها التي بلغت 114.3 مليار دولار في عام 2013، والذي يمثل بدوره انخفاضا بنسبة 21% عن العقود التي ابرمت في العام الذي سبقه والبالغة 76.5 مليار دولار، ما يجعل عام 2017 أسوأ الاعوام بالنسبة لصناعة البناء والانشاءات في دول المجلس منذ العام 2012.
أزمة التدفقات النقدية
وقال التقرير ان الانخفاض في فرص المشاريع الجديدة اشعل المنافسة على العقود، واضطر المقاولون لخفض اسعار عروضهم بغية الفوز بالعقود في توجه أدى الى تآكل هوامش الربحية.
في الوقت نفسه، أدت التعديلات المالية التي أجرتها الحكومات إلى إطالة أمد التأخير في دفعات العقود.
وقال التقرير ان عدم توافر فرص جديدة وانخفاض هوامش الربحية والتأخير في المدفوعات أدت مجتمعة الى خلق صعوبات شديدة في التدفقات النقدية بالنسبة للمقاولين ومورديهم، وكان ابرزها الانكماش الشديد في صناعة البناء في دول المجلس حيث قامت بعض الشركات بتقليص وإعادة هيكلة حجم عملياتها في المنطقة، فيــــما اختار البعض الآخر مغادرة المنطقة، ناهيك عن ارتفاع في حالات الافلاس في اوساط الشركات.
نقطة تحول
لكن التقرير قال ان السوق تشهد تغيرا، حيث بدأت النظرة المستقبلية منذ مطلع 2018 بالتحسن بسرعة بالنسبة لهذا القطاع، وكان العامل الحافز للتغيير هو ارتفاع أسعار النفط منذ منتصف عام 2017 نتيجة للاتفاق بين «أوپيك» والدول غير المنتجة لتخفيض انتاج النفط حتى نهاية عام 2018.
وجاء في تقديرات النظرة المستقبلية لسوق لانشاءات الخليجية في العام 2018 تحليل فرص المشروعات الناشئة للمقاولين والاستشاريين والموردين في الأسواق الـ 6 في المنطقة على مدى العامين المقبلين، فضلا عن رصد التحديات والمخاطر التي تواجه شركات البناء في المنطقة.
