الأسعار سترتفع.. في موجة تضخم قد تضرب قطر
![](https://www.shula.news/wp-content/uploads/2017/06/البنك-الدولي-644x330-1.jpg)
قالت محطة بي بي سي البريطانية في تقرير صدر عنها أمس إنه بالنسبة لدولة صغيرة مثل قطر يبلغ تعداد سكانها حوالي 2.7 مليون نسمة، تحاول أن تكبر أكثر من مستوى حجمها.
لكن قطر صنعت شهرة لنفسها بفضل شركة الطيران الوطنية (الخطوط الجوية القطرية) ومحطتها الإخبارية الدولية (الجزيرة) ومن خلال الرياضة (لا سيما فوزها باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، علاوة على أنها الراعي السابق لنادي برشلونة أحد أهم واشهر نوادي كرة القدم في العالم).
إضافة إلى ذلك، نجحت الدوحة في جذب الشركات متعددة الجنسيات لفتح مكاتب هناك.
لذا فإن هذه التطورات الأخيرة تعني أن هناك الكثير على المحك.
ولا شك أن الطيران القطري هو الخاسر الأكبر. فمن جهة، ستتوقف رحلاتها إلى أماكن مثل دبي وأبوظبي والرياض والقاهرة، ما يعني إيقاف العشرات من الرحلات يومياً.
عدا عن ذلك، سيسبب منعها من الطيران فوق جزء كبير من المجال الجوي لبعض دول المنطقة أيضا مشكلة خطيرة، ويجبرها على تغيير مسارات الطيران، مما يضيف حتماً وقتاً لبعض الرحلات الجوية. فضلاً عن أن زيادة فواتير الوقود يمكن أن تزعج الركاب.
وقد جاء نمو الخطوط الجوية القطرية من خلال وضع نفسها كشركة طيران محورية، تربط آسيا وأوروبا عبر الدوحة.
يقول غانم نسيبة، مدير شركة كورنرستون غلوبل الاستشارية: «الرحلة التي تستغرق عادة إلى أوروبا ست ساعات ستصبح الآن ثماني أو تسع ساعات لأن الشركة مضطرة إلى تغيير المسارات، وهو ما يجعلها أقل جاذبية، وسيبحث الركاب عن شركة طيران بديلة».
الأمن الغذائي
ويعتبر الأمن الغذائي قضية خاصة بالنسبة إلى قطر نظراً لأنه ليس لديها سوى معبر بري واحد هو حدودها مع المملكة العربية السعودية.
وتعبر يومياً مئات من الشاحنات عبر حدود البلدين، فيما يعد الغذاء من بين الإمدادات الرئيسية. وبحسب التقديرات نحو %40 من الأغذية القطرية تأتي عبر هذا الطريق.
وقالت السعودية إنها ستغلق تلك الحدود، وحال توقف الشاحنات ستتحول قطر نحو الاعتماد على الشحن الجوي والبحري.
في هذا الصدد صرح نسيبة: «هذه البدائل ستفضي على الفور إلى التضخم، ما سيؤثر بشكل مباشر على السكان القطريين العاديين».
وأشار إلى أن بعض القطريين يتوجهون يومياً أو أسبوعياً إلى السعودية للتسوق وشراء ما يحتاجونه بسبب رخص الأسعار بالمملكة. وإغلاق الحدود البرية يعني أن ذلك بات مستحيلاً أمام هؤلاء.
الإنشاء
ميناء جديد، ومنطقة طبية، ومشروع مترو، وثمانية ملاعب لكأس العالم 20222 تمثل بعض مشاريع البناء الرئيسية الجارية في قطر الآن.
المواد الرئيسية، بما في ذلك الخرسانة والصلب تأتي عبر الشحن البحري، وعن طريق البر أيضاً من السعودية. ويمكن لإغلاق تلك الحدود، أن يرفع الأسعار ويؤدي إلى التأخير في إنجاز مشروعات البناء.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن نقص المواد يشكل فعلياً تهديداً لصناعة البناء في قطر. وهذا يجعل الأمور أكثر سوءا ويزيدها تعقيداً.
تعليقاً على موضوع الإنشاءات، قال كريستيان أولريكسن، الخبير في الشؤون الخليجية في معهد بيكر ومقره الولايات المتحدة: «إن الإغلاق المطول للمجال الجوي والحدود البرية من شأنه أن يدمر الجدول الزمني والتسليم لكأس العالم».
المواطنون الخليجيون
قالت الحكومة السعودية إن هذه الخطوة تهدف إلى منع المواطنين السعوديين والإماراتيين والبحرينيين من السفر إلى قطر والعيش فيها أو المرور عبرها، ويتعين عليهم مغادرة البلاد في غضون 14 يوما. وهو ما ينطبق على القطريين أيضاً للخروج من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين.
والأهم من ذلك هو أن تصدر مصر حظرا مماثلا. ووفقاً لتقرير صدر مؤخراً هناك حوالي 1800 ألف مصري يعيشون في قطر، الكثير منهم يعملون في الهندسة والطب والقانون، فضلا عن البناء.
ومن شأن فقدان تلك القوة العاملة أن يشكل مشكلة بالنسبة للشركات المحلية والدولية العاملة في قطر.
التجارة والأعمال
يشهد الوضع الآن بالفعل بدء انهيار الصفقات التجارية، فالعديد من الشركات الخليجية لديها وجود في قطر، بما في ذلك في مجال التجزئة. ومن المرجح أن تغلق هذه المتاجر، على الأقل مؤقتاً، وفقاً ما يراه نسيبة. إضافة إلى ذلك، ألغى فريق الأهلي السعودي لكرة القدم عقد رعاية مع الخطوط الجوية القطرية.