خرج الأزهر الشريف عن صمته، وأصدر مجمع البحوث الإسلامية التابع له بيانا، أمس، يدحض فيه الاتهامات الموجهة لمناهجه بأنها المتسبب الرئيس في موجات الإرهاب المتتالية.
وقال الأمين العام للمجمع محي الدين عفيفي إن هناك «حملة شرسة وممنهجة موجهة إلى الأزهر، وإمامه الأكبر، وهي حملة مختلفة الاتجاهات والأهداف، ممن رأوا أن لهم مكاسب في الهجوم على الأزهر، ومحاولة تقزيمه، واتهامه بمختلف الاتهامات». وأشار إلى أن «الهجوم على الأزهر ييسّر السبل أمام تيارات التعصّب والغلو والتطرّف لتحتل المساحات الخالية نتيجة التشكيك ونزع الثقة عن الأزهر، خاصة في ظل الخطاب العاطفي المغلف بالجنة والنار، الذي تقدمه تلك الجماعات»، مؤكدا أن «الأزهر لم يكن يوما مفرخة للإرهاب». وأضاف عفيفي: «هكذا تصوروا أن ادعاءاتهم بأن المناهج الأزهرية سببا في الإرهاب، وأنها سبب في كوارث العالم، وأن التخلص منها سيؤدي إلى استقرار العالم واستتباب الأمن وعيش الناس في سلام، ونسوا أمرا خطيرا وهو أن هز الأزهر وزعزعة الثقة بمناهجه ورؤيته الممتدة لأكثر من عشرة قرون في معالجة قضايا المسلمين وتعليم أبنائهم يعد تدميرا لدور مصر الحضاري». وقال: «اسألوا التاريخ واقرؤوا عن دور مصر الحضاري وإسهامات الأزهر داخلياً وخارجياً»، مشيراً إلى أن «الهجمة الخطيرة على الأزهر أثارت حفيظة العالم». وهاجم عفيفي في بيانه وسائل الإعلام، قائلا: «من الظلم اتهام الأزهر بأنه سبب في الإرهاب، في حين لا يوجه أي نقد ولا تقويم للفن في مسؤوليته عن القيم التي تراجعت بسبب تراجع التعليم بشكل عام، وإذا كنا نطالب بإصلاح مناهج الأزهر فأين المطالبة بإصلاح التعليم العام والثقافة والفن والإعلام والشباب والرياضة وغير ذلك من المؤسسات الفاعلة في حياة المواطنين؟»، مضيفا: «ماذا قدمت تلك الحملات الإعلامية على الأزهر لمشكلات المواطن الراهنة؟ وأين الفن والأعمال الدرامية من منظومة القيم بدلا من تقديم البلطجي نموذجا وقدوة للشباب؟».
من جانبه، قال وكيل الأزهر عباس شومان، إن «الأزهر ليس تعليما منغلقا، لكن ضمن التعليم المصري، ورغم رسوخه فلا نجد أحدا من المفكرين يتحدث إلا في الاتهامات ونسبة الإرهاب إليه»، مبينا: «يجب أن نفخر بالتعليم الأزهري.. الكثير من دول العالم تطالب كل يوم بالإشراف على تعليمها وتطبيق مناهج الأزهر فيها تحت قيادات قطاع المعاهد الأزهرية». وأضاف: «أؤمن بأن التعليم لا علاقة له بالإرهاب، بدليل أن العمليات الإرهابية تحدث في كثير من دول العالم».
