المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

افرح فاليوم يوم عيد

✒️ صَالِح الرِّيمِي

من الغرابة بدل أن تصلك رسالة معايدة عن العيد، تصلك رسالة هم ونكد وضيق وشكوى وتذمر وتضجر من الحياة، يقول صاحب الرسالة كيف تريد مني أن أفرح وابتسم وأضحك لكي اكذب على نفسي أنني سعيد وادعي الفرح والسرور وأنا مهموم بمشكلاتي،
فأنا اسكن في شقة صغيرة وعليّ إيجارها ستة أشهر، وفاتورة الكهرباء لم تدفع منذ أشهر، وأعباء الحياة لها دور كبير جعلتني أن أكون بهذه النفسية السيئة، فمن ليس لديه المال الكثير ولديه ضغوطات اجتماعية وأسرية كيف تريده أن يستمتع بالعيد؟” انتهت رسالته..
وكان ردي برسالة مبسطة جدًا قلت فيها:
تفائل بالخير تجده، والبلاء موكل بالمنطق، أسأل الله أن يشرح صدرك وييسر أموك ويقضي يدينك ويرزقك من حيث لاتحتسب، وتذكر أن الأمر لله من قبل ومن بعد، وحسن من علاقتك مع الله وسترى العجب، وعند الله كل خير.

رسالة إلى الذين يرغبون في الاستمتاع بأجواء العيد السعيدة ويستثمرونها بشكل جيد تحفزهم على الإنطلاق للحياة الجميلة، في يوم العيد عليهم أن يبتعدوا عن النكديين والمتشائمين والمحبطين من الحياة، والذين يتحدثون عن معاناتهم وتجاربهم الفاشلة في أجمل لحظات الفرح..
فالعيد يوم الفرح، لذلك افرح فاليوم يوم عيد، افرح فاليوم يوم الزينة، افرح فاليوم يوم شكر النعمة، افرح فالحزن لن يحي ميتًا ولن يشفي مريضًا ولن يرد غائبًا، افرح فالفرح فيه الرضا، والفرح فيه حسن الظن بالله، والفرح معه عريض اﻷمل، والفرح عنوان كل مؤمن برب حكيم في شرعه خبير في شؤون خلقه.

والعيد ليس مجرد فرح لا أساس له، بل هو مناسبة دينية راسخة الجذور وثيقة الصلة الخالق سبحانه وتعالى، فالسرور والفرح بالعيد مبدأ ديني أصيل أسعد الله به البشرية جمعاء، فالعيد جاء لتجديد العلاقات بين الناس، نجدد ما بليَ منها وما انفتق، فنصل ما انقطع فتسمو النفوس وتصفو القلوب ويحل الصفاء محل الجفاء والتقارب محل التباعد وتغتسل القلوب بماء النقاء فتتخلص من أحقادها..
العيد يعطينا درسًا اجتماعيًّا عظيم النفع، فالفرح العام أعمق أثرًا في النفس من الفرح الخاص الذي لا يشارك فيه الآخرون؛ ففي العيد تدخل الفرحة كل قلب حتى المحزونين والمرضى والمثقلين بالأعباء، وهي فرحة ليست نابعة من نفوسهم بل من مجتمعهم ومحيطهم، ففرحة المجتمع تطغى على آلام الفرد، ولكنَّ فرحة الأفراد لا تغطي آلام المجتمع، ولذلك كان العيد تنمية للشعور الاجتماعي في أفراد الأمة.

*ترويقة:*
العيد سمو أخلاقي وديني تتجلى فيه الإنسانية فترقي بتبادل التهاني والأماني والابتسامات ومسح رؤوس اليتامى واحتواء البراءة المحرومة بالحنان والعطف، وجبر قلب الكسير وزيارة المريض ومسح دمعة أرملة وسد حاجة فقير محتاج ليشاركوا ويفرحوا في العيد وتقديم الجود والكرم بكل أشكاله المعنوية والمادية عيد يحتضن الجميع ويحقق التكافل الاجتماعي.

*ومضة:*
أهم مافي العيد صلة الرحم من وصلها وصله الله، يقول الله تعالى في الحديث القدسي «أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرَّحِم، وشققت لها اسما من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتَتُّه».

*رابط:*

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى