المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

اقتصاد

استمرارك بوظيفتك يدعم نجاح مشروعك الناشئ!.. بقلم:د. نواف العبدالجادر – دكتور ريادة أعمال في جامعة الكويت

يقولون ان المبادر الناجح هو من يتخذ مخاطر كبيرة ولا يخشى الفشل. ولكنني أقول ان هذا اعتقاد خاطئ جدا، ففي عام 2014 كشفت دراسة راقبت آلاف المبادرين خلال 12 عاما عن أن نسبة فشل المبادر الذي ينشئ مشروعه ويتمسك في ذات الوقت بوظيفته اليومية 33%، وهي اقل من المبادر الذي يترك وظيفته ليتفرغ لإنشاء المشروع.

وعلى سبيل المثال، نجد أن فيل نايت صاحب المقولة الشهيرة «just do it!» لم يتبع هذه المقولة، بل استمر 5 سنوات في وظيفته كمحاسب بعد إنشاء شركة «Nike»، كما أن هناك مبادرين ناجحين مثل: بيير اوميديار مؤسس موقع «EBay»، وسارة بلاكلي صاحبة شركة «Spandex»، وستيف وزنياك من مؤسسي شركة «Apple»، جميعهم استمروا في وظيفتهم لسنوات بعد انشاء شركاتهم.

لذلك فإن الاستقرار الوظيفي يمنح عدة فوائد، منها دعم المشروع ماليا، أو حرية تغيير الفكرة وعدم الاستعجال في تنفيذها. وقد تسهل المميزات المتوافرة للمبادر في الكويت اتخاذ قرار ترك الوظيفة، وقد يكون هذا القرار مناسبا للبعض.

لكن ما هو غير صحيح هو الاعتقاد انه لا يمكن للمبادر النجاح ان لم يكن متفرغا، بل ان الوظيفة قد تمنح المبادر إمكانية اتخاذ مخاطر لا يمكنه اتخاذها دون الوظيفة، والشخص قليل المخاطرة مازال يمكنه النجاح كمبادر، وقد تكون فرصته للنجاح اكثر من شخص محب للمخاطرة المبالغة.

واذا كنت طالبا فلا تعتقد ان ترك الدراسة للتركيز على إنشاء مشروع هو قرار صائب (وذلك سيكون موضوع الأسبوع القبل). لكن فكرة هذا الأسبوع، هي ان المبادرة تتطلب بالفعل جهدا كبيرا، لكن التفرغ لإنشاء مشروع ليس شرطا ولا يزيد من نسبة نجاح المشروع، فالتفرغ للمشروع بعد إثبات نجاحه قد يكون افضل، لأن المبادر الناجح يتفهم الخطورة ويحللها ويعمل لتقليلها. فرغبة المبادر في تقليل نسبة المخاطرة لا تمنع النجاح، بل تساهم في تركيز المبادر لتحليل قراراته قبل اتخاذ خطوات متقدمة في مشروعه.

وفي دراسة أعددتها مؤخرا وشملت ١٨١ مبادرا في الكويت، تبين أن 52% من المبادرين الكويتيين ليسوا متفرغين، مما يدعو للتساؤل عن أهمية المادة الخامسة من القانون رقم ٩٨ لسنة ٢٠١٣ التي تنص على وجوب تفرغ صاحب المشروع تفرغا كاملا لإدارة المشروع، فرغم أن القرار رقم ٣٩ لسنة ٢٠١٦ يتيح للمبادر اجازة تفرغ مدفوعة لمدة ٣ سنوات، ورغم أهمية الشرط لتحقيق أهداف الدولة في تخفيض الضغط التوظيفي على الحكومة، هل يعتبر هذا الشرط صائبا في تشجيع المزيد من المبادرات؟ وهل تم وفق دراسات علمية؟ وهل ثبت ان هذا الشرط يزيد من فرصة نجاح المبادر؟

وفي الختام، أتذكر مقولة لأحد الأشخاص، تقول: «تبي تنجح بإنشاء مشروع جديد؟ اترك وظيفتك وجابل مشروعك فهو محتاج كل وقتك»، ولكن مع الأسف هذه النصيحة الدارجة ليست دقيقة بنسبة 100%.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى