“استراتيجيات التعلم النشط: تجربة تحول في التعليم”
بقلم أ/ شيرين يحيى
متخصص تربوي
يعد التعلم النشط منهجًا تعليميًا مبتكرًا يشجع الطلاب على المشاركة الفعالة في عملية التعلم ويعزز تفاعلهم مع المعلومات بشكل أكبر. إنها استراتيجية تركز على دور الطالب كمتعلم نشط وشريك في عملية التعلم، بدلاً من الاعتماد الكلي على المعلم كمصدر للمعرفة.
فأحد التحديات التي تواجه المعلم هو التخطيط للدروس المُلهمة والمحفزة للطلاب وإيجاد بيئة تعليمية يشارك فيها الطلاب بشكل فعال ونافع. وواقع الحال أن التعلم التقليدي الذي يركز على التلقين لا يساعد دائمًا في تحفيز الطلاب وإلهامهم واندماجهم في العملية التعليمية. ومن هنا تبرز أهمية التعلم النشط واستراتيجيات التعلم النشط التي يمكنك استخدامها لتمكين الطلاب وإشراكهم وتحفيزهم من خلال جعل الطلاب في مركز العملية التعليمية.
فالتعلم النشط هو منهجية في التعليم تهدف إلى إشراك الطلاب بشكل فعال في العملية التعليمية بحيث يشارك الطلاب بتوظيف هذه المنهجية مثل القراءة أو الكتابة أو إلقاء جزء من الحصة الدراسية أو إجراء تجرِبة أو القيام بشيء معين خلال الدرس، و بالتالي هم مشاركون في العملية التعليمية وليسوا مجرد متعلمين سلبيين يستمعون إلى حديث المعلم.
ففي قلب استراتيجيات التعلم النشط تكمن مجموعة من المبادئ الأساسية التي تشجع على تحفيز التفكير النقدي وتعزز تجربة التعلم. تشمل هذه المبادئ:
مشاركة الطلاب: يتمثل الهدف الرئيسي للاستراتيجيات النشطة في جعل الطلاب يشعرون بأنهم شركاء في عملية التعلم، وذلك من خلال تشجيعهم على المشاركة الفعالة والتفاعل مع المحتوى الدراسي.
تحفيز التفكير: تعزز استراتيجيات التعلم النشط التفكير النقدي والإبداعي، حيث يتعين على الطلاب تحليل وتقييم المعلومات وتطبيقها على سياقات جديدة.
توجيه الذات: يتمحور التعلم النشط حول قدرة الطلاب على توجيه أنفسهم في عملية التعلم، مما يساعدهم على تطوير مهارات الاستقلالية والمبادرة.
التفاعل الاجتماعي: تشجع استراتيجيات التعلم النشط التعاون والتفاعل الاجتماعي بين الطلاب، مما يعزز بناء المعرفة والتعلم الاجتماعي.
ومن استراتيجيات التعلم النشط:
التعلم بالتجربة: يعزز هذا النهج التعلم من خلال الخبرات العملية والتجارب العملية، مما يسمح للطلاب ببناء مفاهيمهم بشكل أفضل.
التعلم التعاوني: يعتمد هذا النهج على التعاون بين الطلاب لحل المشكلات وتحقيق الأهداف التعليمية، مما يعزز التفاعل الاجتماعي والتعلم المتبادل.
التعلم الذاتي: يشجع هذا النهج الطلاب على تحمل مسؤولية تعلمهم وتوجيه أنفسهم في عملية التعلم، مما يساعدهم على تطوير مهارات الاستقلالية.
التعلم بالتدريس: يتمثل هذا النهج في تعزيز التعلم من خلال تدريس المحتوى للآخرين، مما يساعد في تعزيز فهم الطالب واستيعابه للمعلومات.
و لكن السؤال هل لاستراتيجيات التعلم أهمية للطالب ؟؟ بالتأكيد نعم حيث تكمن فائدة استراتيجيات التعلم النشط في :
تعزيز فهم أعمق للمفاهيم الدراسية.
تحفيز الفضول والاستكشاف.
تطوير مهارات التفكير النقدي والإبداعي.
تعزيز التعاون والتفاعل الاجتماعي.
تحفيز الطلاب على تحمل المسؤولية في عملية تعلمهم.
وبالتالي فإن استراتيجيات التعلم النشط تمثل جسرًا مهمًا يربط بين الطلاب والمعرفة، حيث تمنح الطلاب الفرصة ليكونوا بناة لمعرفتهم الخاصة بدلاً من مجرد استقبال المعرفة من المعلم فهي تعزز التفكير النقدي والابتكار وتطور مهارات التعاون والمسؤولية الشخصية.
في نهاية المطاف، يجب أن نتذكر أن التعلم ليس مجرد امتحانات ودروس، بل هو رحلة تشقها الأفكار والتجارب والتعلم المستمر. إن استخدام استراتيجيات التعلم النشط يمكن أن يكون العامل الذي يحدث تحولًا حقيقيًا في تجربة التعلم للطلاب والمعلمين على حد سواء.
لذا، دعونا نتبنى هذه الاستراتيجيات ونضعها في صميم مناهجنا التعليمية، لنكون على ثقة بأننا نسير في الطريق الصحيح نحو تحقيق تعليم يلبي احتياجات وتطلعات جيل اليوم وغدًا.
فلنكن معاً روادًا في عالم التعليم، نبني جسورًا من الفهم والتفاعل، ونمهد الطريق للأجيال القادمة نحو مستقبل أكثر إشراقًا وتفاؤلاً.