اذا طاحت البقره كثرت سكاكينها.
قلم : طارق محمود هلال
حكى لي أحدهم قائلا:
مررت في حياتي بالكثير من المواقف ووقفت على كثير من القضايا بين الناس لكني لم اشعر بغربة الدنيا وكأني في صحراء خالية من البشر الا عندما تحولت احوالي ونقص مالي .
يقول: كنت اكسب من تجارتي الملايين ولم اكن ابخل على احد بالمال فكنت اذا سؤلت اعطيت ولا ارد سائلا كائن من كان وبالاخص موظفين شركتي ،كنت تاجرا ناجحا حتى اتي اليوم الذي مرضت فيه واصبحت عاجز عن القيام باعمالي وليس لدي من يساعدني فخلفتي كانت ثلاث فتيات ، بدأت تجارتي في التراجع وبدأت المشاكل تحيط باعمالي بسبب عدم استطاعتي البدنيه وبدأت الديون تتراكم علي حتى وصلت لمرحلة التفكير في الاقتراض وفعلا حاولت الاقتراض من البنوك ولكن ايضا لم اوفق بسبب سمعة شركتي المنهاره فأضطررت الى الطلب من اصدقائي الذين وقفت معهم ذات يوم وساعدتهم في نكساتهم حتى وقفوا على ارجلهم ، كنت اطلبهم وانا بكامل انكساري وللأسف اغلقوا ابوابهم في وجهي دون خجل او تردد!!
يكمل حديثه قائلا : لم ادع بابا لم اطرقه ولكن لم اجد لي طريقا حتى من اقرب الناس ! استعنت بالله وراجعت نفسي واتكأت على عكازي وحاولت النهوض حملتني ارجلي بتثاقل فكنت اخطو الخطوة تلو الخطوة بصعوبة بالغه حتى وصلت مكتبي الذي كان يعج بالفوضى والهرج والمرج ، قابلني بعض الموظفون بوجوه لم اعهدها يطالبون بحقوقهم والبعض تقدم لي باستقالته ، والبعض يهدد بالشكوى واخرون تقدموا بالشكوى فعلا ، لم اسلم منهم فقد كان كل منهم يقتطع من جسدي قطعة يمزقها بشراهة الجائع ! كنت انظر اليهم وانا في اشد الغرابه اهولاء الذين كانوا يطبلون ويزمرون لي عندما كنت اقف على باب مكتبي ترحيبا بمقدمي ! اهولاء الذين احسنت الى كل واحد منهم انقلبوا علي ؟ كنت انظر اليهم في استغراب وذهول شديد لا يصدق تذكرت حينها المثل الذي يقول (اذا طاحت البقره كثرت سكاكينها) كنت اقرأ واسمع هذا المثل ولكن لم اشعر يوما بشعور البقره والسكاكين تقطع لحمها حتى وقعت مكانها .
طارق محمود هلال )