وصُمم هيكل المبنى المقبب، الذي كان يوماً دار عرض سينمائي، في ستينيات القرن الماضي، ولحقته أضرار بالغة في الحرب الأهلية بين 1975 و1990، ثم أصبح مهجوراً ليتحول إلى ملاذ للمراهقين الباحثين عن مكان سري للتدخين، أو شرب المسكرات.
وقبل أسبوعين، بدأ المحتجون يتدفقون على الشوارع للتعبير عن غضبهم من الطبقة السياسية الحاكمة وإصلاح المعالم المهجورة في عاصمتهم.
وحول المحتجون مبنى البيضة إلى مكان يجتمعون فيه لعقد جلسات لمناقشة مستقبل الاحتجاجات، وما يسعى الناس لتحقيقه.
وقالت فتاة من المحتجين تدعى ستيفاني خليل أثناء جلسة اجتماع يوم السبت الماضي، “بعد اليوم فيه كتير عالم ضايعة، ونحنا يعني كل العالم ضايعة وفيه عالم ما عم تعرف بقى شو عم بيصير وشو بده يصير، وفيه عالم خايفة، فنحنا هون تا حتى نحكي بشو معقول يصير، بشو لازم نعمل، شو واجباتنا هلق، ومن شو فينا نستفيد، وشو فينا نغير”.
وبعد ثلاثة أيام انصاع رئيس الوزراء سعد الحريري للاحتجاجات ووافق على استقالة الحكومة الائتلافية.
ورغم غموض الدور الذي سيلعبه المتظاهرون ومستقبل المكان المؤقت لاجتماعاتهم في النظام السياسي الجديد، فقد بدأت الأمور تتغير بالفعل.
وقال شاب قال إن اسمه حيدر “هو من الأماكن العامة التي تعود للناس يعني، تعرف، لم يعد معزولاً أو مهملاً، يعني كنا قبل نمرق من الشارع ونطّلع فيه أوكيه، مبنى ما بنعرف شو هو وهلق عم بيفوتوا عليه وعم بيشوفوا شو أجدادنا كان بيعيشوا هنا، إنه لطيف جداً بالفعل”.
أما المسنون من السكان فدخلوا مبنى البيضة لإلقاء نظرة أخرى على معلم رفضوه منذ زمن باعتباره لا يسر الناظرين.
وقال محتج يدعى سالم أديب، لم يسبق له دخول المبنى من قبل: “هذا المبنى أنا بأتذكر لما اتدشن، كان يمكن عمري 14أو15 سنة بكم سنة قبل ما تبلش الحرب الأهلية، ووقتها ما صار لي إنه أزوره لأنه كنت كتير صغير، ومن وقتها صار اللي صار، بمناسبة ها الثورة الشعبية 2019 صار لي إني أرجع أشوفه”.
وأضاف أديب “الحقيقة لما دشن ببيروت بالسبعينات صار فيه ردة فعل كتير سلبية وقتها لأنه كان شكله إنه ما كان مناسب مع باقي المدينة، طبعاً كانت فترة اختبار معماري فكان فها الشيء كان كتير مودرن بس مش مناسبنا”.
وعلق محتجون أعلاماً على المبنى بينما رش آخرون جدرانه بكتابات وشعارات تطالب بالثورة وبمشاركة النساء وبحقوق المثليين.