المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار المملكة

إضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه بين التهوين والتهويل*  

*د.عزت عبدالعظيم استشاري الطب النفسي بمستشفيات الحمادي في حوار حول:*

*
 
الاحساء
زهير بن جمعه الغزال

يعاني كثير من الأطفال والكبار من مشكلة اضطراب فرط الحركة ونقص أو تشتت الإنتباه ولكن كثيراً من الآباء قد يهون من شأنها ولا يهتم بها ويعتبرها مجرد أمراً عادياً لايستحق زيارة الطبيب النفسي لتقييم الحالة ومدي احتياج الطفل للعلاج النفسي، وخصوصاً في مرحلة الطفولة ولكن في الفترة الأخيرة في المقابل نلاحظ زيادة الإهتمام بهذه المشكلة لدي البالغين وخصوصاً من الأشخاص الذين يعتقدون أنهم قد تأثروا سلبياً منها في عملية التعليم لتصبح هذه المشكلة هي الشماعة التي يرمون عليها مشكلة تأخرهم أوفشلهم الدراسي ولهذا نجد كثيراً منهم يهوّل من حجم المشكلة ليبرر تأخره وفشله الدراسي السابق والإستمرار في جعل هذه المشكلة شماعته التي يضع عليها ضعفه الوظيفي وقد بدأ كثير منهم اللجوء للطب النفسي في  محاولات متأخرة لعلاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الإنتباه مع خلال طلب الأدوية النفسية المخصصة لعلاج هذا الإضطراب أوحتي من خلال تعاطي بعض الحبوب المحظورة لأجل تحسين قدراته العملية ووضعه العلمي والعملي.
وحتى تتضح لنا كثير من هذه الأمور عن هذا الإضطراب النفسي وبعيداً عن التهوين أو التهويل وبكل صراحة ووضوح ومصداقية كان لنا هذا اللقاء مع أستاذ دكتور عزت عبدالعظيم أستاذ الطب النفسي جامعة الزقازيق واستشاري الطب النفسي بمستشفيات الحمادي بالرياض وذلك من خلال إلقاء الضوء على بعض جوانب هذه المشكلة من خلال الإجابة علي بعض التساؤلات التالية:
*ماذا يعني اضطراب فرط الحركة ونقص أو تشتت الإنتباه؟*
_كما هو واضح من التسمية يمكننا معرفة طبيعة وأعراض هذا المرض حيث يعاني الشخص من مشكلتين متلازمتين أحداهما زيادة مفرطة في النشاط الحركي والأخري هي نقص واضح أو تشتت في عملية الإنتباه والتركيز مع الأخذ في الإعتبار وجود تفاوت في نسبة تواجد هاتين المشكلتين بين الحالات فقد نجد بعض الحالات أغلب الأعراض لديها هو فرط حركة وبعض الحالات يكون أغلب الأعراض لديها هو نقص في الإنتباه أو ضعف في التركيز ولكن غالبا معظم الحالات تكون مشكلتها هي خليط من فرط الحركة وقلة الإنتباه معا. *ومتى يبدأ اضطراب فرط الحركة وتشتت أونقص الانتباه؟*
_هذه المشكلة غالباً ما تبدأ مع بداية الطفولة المبكرة ولكن لا يلتفت إليها كثير من الأهل لعدم اهتمام الناس بهذه المشكلة في الماضي ولكن مع زيادة الوعي النفسي لدى البالغين زادت معدلات تشخيص هذه الحالة لدى هؤلاء البالغين على الرغم من وجودها لديهم منذ الطفولة ولكنها كانت لا تلفت انتباه الناس حيث كان يتم وصف الطفل الذي يعاني من هذا الاضطراب بأنه طفل شقي زيادة عن اللزوم وكان لايهتم كثير من الآباء لوجود هذا الإضطراب والاعتراف بوجود مشكلة نفسية لدي الطفل باعتبار ذلك مجرد شقاوة زائدة،وأن كل الأطفال أشقياء وهذه الشقاوة تنم عن ذكاء الطفل ولاتحتاج زيارة أو استشارة طبيب نفسي إلا مرغمين ولا تحدث إلا بعد كثرة مشاكل الطفل وحتى الآن نلاحظ أن كثيراً من الأهل لايذهبون للطبيب النفسي إلا مرغمين ولتفادي طرد الطفل من المدرسة وربما بعد تكرار تنقله بين عدة مدارس. 
*وماأعراض هذا المرض، وكيف يمكن تشخيصه؟*   
_مثل كل الإضطرابات النفسية نحن نعتمد علي مجموعة من الأعراض التي تشكل أي اضطراب نفسي ويكون له تعريف وصفي ولهذا نقول أن أعراض هذه المشكلة واضحة تماماً وهو وجود حالة تململ أو زيادة غير مقبولة في النشاط والحركة لدى الطفل أو الشخص فلا يستطيع الجلوس في مكانه ولايمتثل للنظام والأوامر والتعليمات سواء في المدرسة أو في المنزل أو في أي مكان آخر ويتسبب في عمل شوشرة وإزعاج للآخرين وقد يصاحب ذلك تصرفات اندفاعية وتهور وربما سلوك أو تصرفات عدائية تجاه أقرانه في المدرسة مع وجود حالة تشتت وقلة في التركيز والانتباه وكثرة السرحان فيبدوا الطفل وكأنه سريع النسيان ويكون تحصيله الدراسي متدني ويواجه صعوبة في عملية التعلم واكتساب المهارات المعرفية والسلوكية..
ومن خلال وجود كل هذه الأعراض يتم تشخيص هذا الإضطراب ولكي يتم تقييم درجة هذا الإضطراب بصورة مقننة يتم عمل استبيان أو قياس مقنن لدي أخصائي قياسات سلوكية وخصوصاً
لوكان اضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه يصاحة تأخر في الذكاء أووجود سمات أو طيف توحد ولكن غالبية الأطفال قد يكفي مناظرة الطفل وفحصه من جانب الطبيب النفسي وبذلك يتم تشخيص الحالة وتقييم شدتها ونوعية العلاج المناسب وفي بعض الحالات قد نحتاج لعمل تخطيط مخ لاستبعاد وجود اضطراب في تناسق نشاط المخ الكهربائي.     
*وما التأثيرات  السلبية لاضطراب فرط الحركة؟*
_معلوم أن أي إنسان طبيعي يتمتع بقدر مقبول من النشاط والتركيز والتواصل والتفاعل مع باقي الناس ويؤدي كل متطلباته الحياتية بطريقة جيدة وخصوصاً في مجال التعليم واكتساب المهارات المعرفية والسلوكية ولأن عملية التعلم والدراسة تحتاج للتركيز لكي تتم عملية التعلم من خلال اكتساب وفهم واستيعاب المعلومات لدى الشخص،ومن المهم أيضاً أن يتمتع بمستوى ذكاء يمكنه من عملية الفهم والتعلم واكتساب وتنمية كل هذه المجموعة من المهارات مع وجود درجة جيدة من الإستيعاب للمعلومات التي يتلقاها من خلال حالة الهدوء والتركيز أيضاً،ومعظم هذه الأمور يفتقدها أي شخص يعاني من مشكلة فرط الحركة وتشتت الانتباه حتى وإن كان يتمتع بمستوى ذكاء طبيعي ولكن عدم قدرته علي التركيز والإنتباه تؤثر سلبياً على قدرته في التحصيل الدراسي والتقدم في المراحل الدراسية وبالتالي حدوث فشل دراسي مع حدوث اضطرابات سلوكية وعدائية مع أقرانه وزملائه والأسرة ومعظم المحيطين به داخل المجتمع وخصوصاً خلال مرحلة المراهقة والتي من المتوقع زيادةحدوث حالة عدم الإتزان الإنفعالي والإندفاعية الإنحرافات السلوكية من ذلك الشخص الغير طبيعي وقد يلجأ للتدخين أو تعاطي للمخدرات وقد يصاب الشخص بحالة اكتئاب نفسي وخصوصاً بعد الفشل الدراسي وتعاطي المخدرات.
*ومتى نقرر احتياج الشخص للعلاج النفسي،وما هو أفضل علاج لاضطراب فرط الحركة ونقص أو تشتت الإنتباه؟*
_معلوم إن كل مجالات السلوك الإنساني لها حدود وسطية مقبولة تتراوح خلالها بدون زيادة مفرطة أو نقصان واضح فلا إفراط ولا تفريط وخير الأمور الوسط ويتم تشخيص وجود اضطراب نفسي لو حدث زيادة أو نقصان غير طبيعيين لا يقبلها الشخص لنفسه ويستنكرها الأهل والمجتمع لتجاوزها الحدود الطبيعية ولايجب التغاضي عن مثل هذه السلوكيات التي تطال أي جانب من جوانب السلوك الإنساني والتي تسبب للشخص مشاكل مع نفسه ومع الآخرين وتؤثر سلبياً على حياته الشخصية والأسرية والإجتماعية وكل هذه الأمور يتم الانتباه اليها من جانب الشخص أو الأهل والاعتراف بوجود مشكلة مرضية تتطلب مشورة الطبيب النفسي ولذلك يجب القيام بزيارة الطبيب النفسي لأنه هو الوحيد الذي يستطيع تقييم الحالة النفسية للشخص على وجه الدقة وهو الشخص المختص المنوط له تحديد ما إذا كان الشخص يحتاج للعلاج النفسي أم لا وهو الذي يقرر أن يكون نوعية علاج الحالة النفسية إما أن يكون علاجاً لادوائياً من خلال عمل جلسات نفسية سلوكية والتي غالبا ما يقوم بها اخصائي علاج نفسي سلوكي أو من خلال العلاج الدوائي الذي يساعد في تحسين وظيفة الناقلات العصبية وإعادة نشاط المخ الكيميائي لحالة من التوازن والتناسق وبالتالي تحسين حالة الإضطراب النفسي.
*وما آخر نصيحة بخصوص مشكلة فرط الحركة وقلة الإنتباه؟* 
_من المؤكد أن كثيراً من الناس في معظم المجتمعات أصبح لديها الآن درجة عالية من الوعي الطبي وخصوصاً مع زيادة المشاكل النفسية بعد وباء كورونا حيث بات كثير من الناس في مجتمعاتنا الشرقية بالذات تتقبل طلب المساعدة أو العلاج النفسي حتى أن كثيراً من الناس صارت تلجأ للأستاذ جوجل وتسأله عن كثير من الحالات المرضية العامة والنفسية أيضاً ويستمعون لنصائح أشخاص مجهولين علي الشبكة العنكبوتية وهم الذين يعبثون في عقول الناس من خلال هذا الجوجل حتي بدأنا نلاحظ الآن كثيراً من الناس في منتصف العمر تقوم بتهويل هذه المشكلة وجعلها مبررا لضعف مستواهم التعليمي وقلة كفاءتهم العملية،ولهذا يلجأون لأخذ بعض العلاجات النفسية حتى بدون استشارة أي طبيب نفسي مع العلم أن عملية اختيار نوعية العلاج النفسي ومدة العلاج والجرعات العلاجية لايجب تركها مفتوحة لرأي أي شخص غير متخصص في الطب النفسي بل يجب أن تكون من خلال مراجعة أحد الأطباء النفسانيين فقط وهو الذي يستطيع بخبرته أن يساعد الشخص في عملية التشخيص الصحيح والتقييم الدقيق لدرجة الحالة المرضية وتحديد الجرعة العلاجية المناسبة لحالة الشخص ومدة العلاج والمتابعة معه بانتظام حتى يتم الشفاء بإذن الله.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى