تتواصل فعاليات مهرجان «الموسيقى الدولي» بدورته الحادية والعشرين… وهذه المرة حط سفير موسيقي من بلاد الأناضول رحاله في مسرح عبدالحسين عبدالرضا، حيث أحيت فرقة إسطنبول الموسيقية، مساء أول من أمس، الحفل قبل الأخير للمهرجان بحضور كل من الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور بدر الدويش والسفيرة التركية لدى البلاد عائشة هلال سيان كويتاك، إلى جانب جمهور ملأ مدرجات المسرح.
الحفل الموسيقي الغنائي، الذي دام نحو ساعة ونصف الساعة، قدمته الإعلامية الدكتورة نورة عبدالله باللغة العربية مرحبة بالحضور الكريم. كما عرّفت عن هوية الحفل والمشاركين فيه، وشاركتها في التقديم متحدثة باللغة التركية المهندسة عبير الهديب التي تألقت بدورها بطلاقة لسانها وبراعتها في إتقان التركية، فكانت مثالاً مشرفاً للطاقات الشبابية الكويتية، ويحسب للمجلس استثمار قدرات إحدى موظفاته في الموقع الصحيح.
ومع انتهائهما، انطلقت الفرقة المكونة من ستة أعضاء على آلات مختلفة متنوعة «البيانو، الطبل، القانون، الكمان، التشيللو» محلقة من دون أجنحة في الفضاء الموسيقي وعالم الأحاسيس الجياشة بقيادة البروفيسور حمدي ديميرجي أوغلو الذي احتضن العود بادئاً التغريد كالعصفور، فقدموا 24 مقطوعة موسيقية تخللتها مجموعة من الأغاني المنبثقة من أعماق تركيا وحضارتها، حيث كانت البداية مع قطعة موسيقية «سماعي نهاوند»، أما الثانية فحملت عنوان «kalplerden dudaklara» ثم الثالثة التي كانت بعنوان «Ya Rab Klabimin Sahibi Nerde». ومع تفاعل الجمهور وتصفيقه، استمر الإبداع التركي في نثر فنه بأرجاء المسرح كالسحر الآسر للقلوب. فتارة وعلى نغم وتر القانون يصفق القلب جمالاً، وتارة أخرى مع بكاء صوت الكمان يلامس الفؤاد نغمها، وفجأة تقرع الطبلة معلنة عن الفرح، فتكوّن مزيجاً فنياً تغوص فيه من دون أن تشعر.
وفي ختام الأمسية الرائعة، ومع طلب الجمهور باستمرارها، لبى ديميرجي أوغلو رغبتهم وقدم أغنية «قدك المياس» المنبثقة من التراث السوري، باللغتين العربية والتركية، فنالت إعجاب وتصفيق الجمهور.
يذكر أن فرقة «اسطنبول الموسيقية» قد اشتهرت بعزف قوالب موسيقية مثل قالب السماعي واللونجا والبشرف وغيرها من الأعمال التركية القديمة والحديثة، ويقودها البروفيسور حمدي – في جامعة إسطنبول وفي الكونسرفتوار- الذي تخرج على يده العديد من الفنانين والعازفين في اسطنبول.
