إستراتيجية ترامب الجديدة ستقيّم جميع سلوكيات طهران

أفادت ساندرا ساندرز الناطقة باسم البيت الأبيض، أمس، بأن الرئيس دونالد ترامب – في إطار تحديد إستراتيجية واشنطن الجديدة تجاه إيران – سينظر إلى جميع سلوكيات إيران السيئة، وليس سلوكا واحدا، في إشارة إلى الاتفاق النووي مع طهران الذي يطالب الرئيس الأميركي بإعادة النظر فيه أو إلغائه.
وأكدت أن «الاتفاق النووي ليس السلوك السيئ الوحيد لإيران، بل تجاربها الصاروخية وزعزعة الاستقرار في المنطقة ودعمها للإرهاب والهجمات الإلكترونية وامتلاكها برنامجا نوويا غير قانوني، أيضا يمكن اعتبارها من ضمن سلوكيات طهران السيئة»، مشيرة إلى أن فريقا في الحكومة يحاول تقديم خطة في الأيام المقبلة تتضمن الرد بشكل عام على جميع هذه القضايا.
من جهته، لم يقدم البيت الأبيض الكثير ليساعد في توضيح تصريح غامض لترامب، ترك الكثير من الناس في واشنطن يتساءلون عما إذا كان يعني أنه يخطط للقيام بعمل عسكري ضد إيران وكوريا الشمالية.
وجاء هذا الارتباك نتيجة لتصريح أدلى به ترامب، الخميس، خلال التقاط صورة في البيت الابيض مع القادة العسكريين وزوجاتهم، ورد فيه: «يا رفاق.. هل تعرفون ما يمثله هذا، ربما يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة.. لدينا أفضل قادة عسكريين في العالم هنا في هذه الغرفة». وعندما سئل ترامب عما كان يعني، قال: «ستعرفون».
وعن ذلك، أوضحت ساندرز: «أعتقد أنه يمكنكم أن تعرفوا أن الرئيس يتحدث بجدية، عندما يقول إن حماية الشعب الأميركي تأتي دائما أولا.. لقد كان واضحا جدا في أن هذه هي الاولوية الاولى له، وإذا كان يشعر أن العمل ضروري، فسيقوم به»، مشددة على أنها هي وترامب «لن يكشفا عن خطته لأعدائنا».
وقبيل تصريح ترامب، اتهم إيران – خلال اجتماع مع قادة عسكريين – بعدم احترام روح الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى الكبرى.
وهناك حالة من الترقب حتى 15 الجاري، حيث يتوجّب على الإدارة الأميركية أن تبلغ الكونغرس ما إذا كانت إيران ملتزمة مضمون الاتفاق أم لا، فإن قالت الإدارة إن إيران لا تلتزم فستتمكن الحكومة الأميركية آلياً من إعادة فرض عقوبات رفعتها أو جمّدتها عام 2015 على خلفية انشطة إيران لبناء مشاريع وسلاح نووي.
طهران تتحدّى
في المقابل، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الاتفاق النووي انتصار إيراني، لا يمكن سلبه من طرف ترامب أو غيره، ولا يمكن العودة عنه.
وخلال كلمة لمناسبة افتتاح السنة الدراسة الجديدة للجامعات الإيرانية، أكد روحاني أن طهران تمكنت من خلال المفاوضات النووية أن تظهر قدراتها السياسية على الصعيد العالمي، قائلا: «حققنا مكاسب من هذا الاتفاق لا يمكن العودة عنها حتى لو تسلم الدّفة 10 أمثال ترامب». وأضاف: «في حال انتهك ترامب الاتفاق النووي، فإنه سيواجه معارضة العالم.. ما يقوله ترامب عن أن إيران خدعت أميركا في المفاوضات ليس صحيحا.. وفي حال انتهكت أميركا الاتفاق النووي، فستفقد هيبتها ومصداقيتها في العالم».
بدوره، أفاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بأن بلاده لن توافق على أي شيء يقيد قدرتها الدفاعية والصاروخية، مضيفاً، نملك خيارات عدة في حال انتهاك الولايات المتحدة للاتفاق النووي.
وفي مقابلة مع مجلة نيوزويك الأميركية، أكد ظريف: «لم نتفق حول أي شيء لتقييد قدرتنا الدفاعية، والسبب الواضح هو أن الولايات المتحدة ترسل أنواع الأسلحة بكثرة إلى منطقتنا». وذكر أنه في حال انهيار الاتفاق النووي لن نسعى وراء السلاح النووي أبداً، لكن نملك خيارات عدة في اطار القوانين الدولية موجودة في الاتفاق، خيارات يمكن لإيران استخدامها إذا قررت الخروج من الاتفاق النووي رداً على انتهاك هذا الاتفاق من قبل أميركا. وتابع ظريف أن ايران لم تتخذ القرار بعد حول ردها في حال انتهاك الاتفاق النووي، وستتخذ القرارات الملائمة بعد تقييم رد الاطراف الاخرى ومنها الاوروبيون. (أ ف ب، رويترز