إرهابي لندن.. «المثالي» الذي تحول إلى قاتل
الهجوم الأخير في لندن الذي نفّذه البريطاني خالد مسعود، كشف كيف تحول ذلك المهاجم من مواطن عادي إلى متطرف يقتل آخرين في الشارع.
وقال وزير الأمن ومكافحة الإرهاب البريطاني السابق آلان ويست إن اللافت للنظر هو سن خالد (52 عامًا)، مضيفًا: «من الغريب أن يكون في ذلك العمر، للأسف اكتشفنا منذ أحداث تفجيرات لندن أن الجيل الثاني، بل والثالث أيضًا، وهم مواطنون بريطانيون، إن تطرفوا فهم مستعدون لقتل مواطني دولتهم، وهذا مؤسف للغاية».
وفي حديث مع شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية، أمس، تساءل ويست: «كيف لمواطن ولد في المملكة المتحدة ووصل إلى هذا العمر أن يقوم بمثل هذا العمل؟».
«وكشفت الشرطة البريطانية أن المهاجم الذي دهس عددًا من الأشخاص بسيارة على جسر ويسمنستر ثم طعن شرطيًا أمام البرلمان، وُلد في مقاطعة كينت جنوب لندن باسم أدريان راسل أجاو، ثم أسلم بعدها وتحول إلى خالد مسعود. وأشير سابقًا إلى اسمه باعتباره أدريان إلمز، لكن إلمز هو اسم العائلة لوالدته جانيت، التي تزوجت فيليب أجاو، عندما كان أدريان طفلاً صغيرًا.
ووفق «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، فقد أفادت شرطة اسكوتلاند يارد بأن اسم مسعود لم يرد ضمن التحقيقات بأنه قد يشن هجومًا إرهابيًا، غير أنها ذكرت أنه أدين للمرة الأولى في عام 1983 للتسبب بضررٍ عام، كما أُدين في 2003 لحيازة سكين.
وأفادت رئيسة الوزراء تريزا ماي، بأن مسعود «منذ سنوات خضع لتحقيق في شأن التطرف العنيف»، غير أنها لفتت إلى أنه كان هامشيًا في التحقيقات.
خط العملية
وأوضحت «بي بي سي» خط سير العملية التي بدأت من جسر ويستمنستر واقتحام الرصيف، حيث أطاح مسعود بعدد من المارة وأصاب العشرات، لافتة إلى أنه ترجَّل من سيارته وتوجَّه إلى مبنى البرلمان وطعن شرطيًا فقتله، ثم تمكنت الشرطة من إطلاق النار عليه وقتله على الأرض داخل البرلمان. وأفادت أن السيارة المستخدمة في الهجوم استؤجرت من فرع شركة إنتر برايز في مدينة برمنغهام، حيث أبلغ مسعود مسؤولي الشركة أنه يعمل معلّمًا عندما استأجرها، لكن وزارة التعليم أوضحت أنه لا معلومات تثبت تسجيل مسعود كمعلّم معتمد في أي من مدارس إنكلترا.
على صعيد متصل، اهتمت صحف بريطانيا بظاهرة مسعود، فقد حاولت «فايننشال تايمز» فهم السبب الذي جعله يتحول من رب أسرة إلى قاتل، حيث أوضحت أنه كان رب أسرة مثاليًا كما قال جيرانه الذين عرفوه عن قرب، ونقلت الصحيفة عن جيران مسعود أنه كان ملتزمًا شؤون عائلته اليومية وكان رجلاً هادئًا لم يزعج أحدًا هو وعائلته، كما كان يعتني بمدخل بيته وينظفه من الأعشاب دائمًا.
ونقلت الصحيفة أيضًا عن عائشة حسين التي كانت تمر من شارع هيغلي الذي عاش فيه مسعود في بيرمنغهام: «من الفظيع أن تعرف أن شخصًا كان يعيش هنا وفعل كل ذلك»، ونقلت الصحيفة عن آخر كان يسير بدراجته الهوائية، إن بيرمنغهام كانت مركز النشاطات الإسلامية، لكن ليس المنطقة التي عاش فيها مسعود.
أما صحيفة التايمز، فلفتت إلى أن تبنّي تنظيم داعش للعملية لا يجزم بأن مسعود على صلة به، فالتنظيم عادة ما يربط بين نفسه وكل من ينفذ أي عملية بأي وسيلة كانت.
من جهتها، نشرت صحيفة التلغراف أول صورة لمسعود وهو في سن المراهقة، في إحدى صالات الرياضة، حيث أوضحت أنه كان من محبي رياضة كرة القدم، ولم يكن يبدو عليه وقتها أنه سيتجه إلى هذا الطريق.
بدورهم، شعر الخبراء بالحيرة من الطريقة التي تحول فيها مسعود، مشيرين إلى أنه ربما كان على هامش التطرف، إذ ورد اسمه في مؤامرة إرهابية واحدة أحبطت في بيرمنغهام.
ويرى رافائيلو بانوتشي، مدير الدراسات الدولية في معهد الدراسات المتحدة: «أنت تتعامل مع شخص كان في شبكة الجهاديين المعروفة، لكنه لم يكن جزءًا منها، ولم يكن أولوية أو موضوعًا للتحقيق، بل كان على هامشها، وإعطاء الأولوية لشخص كهذا واتخاذ القرار للتدخل يعتبر مشكلة كبيرة للأجهزة الأمنية اليوم». (لندن – أ.ف.ب، رويترز)