المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

«أوج للكتاب» يدشن لقاءاته بـ«الكتب التي التهمت والدي»

دشنت عضوات نادي أوج الثقافي للكتاب لقاءهن الأول بمناقشة كتاب «الكتب التي التهمت والدي»، للروائي البرتغالي ومخرج الرسوم المتحركة أفونسو كروش.
اتسم اللقاء بالحميمية، حيث تقرر عقده في منزل القاصة الكويتية استبرق أحمد تضامنا مع حالتها الصحية، وقد أدارت الحوار الكاتبة جيهان عبدالعزيز، بادئة بالترحيب بعضوات النادي ومهنئة إياهن لبدء نشاطهن الثقافي.

المتاهة الكبرى
ثم كان البدء في الدخول إلى عالم رواية كروش، من خلال مشهد العلية الممتلئة بالكتب، حيث دفعت الجدة بحفيدها ليلجها مقتفيا أثر والده الراحل، إنه ذلك العالم الغريب والمتاهة الكبرى، كما وصفها بورخيس بقوله «ثمة عدة أماكن يمكن أن يتوه فيها المرء، لكن لا يوجد مكان أكثر تعقيداً من مكتبة. بل إن الكتاب الواحد يمكن أن يُمثّل مكاناً نضيع فيه ونتوه»، وذلك من خلال شخصية المراهق إلياس بونفين الذي يقتفي أثر والده الغائب بين طيات الكتب والروايات، ليقوم برحلته الشخصية ملتقيا بشخوص روائية شهيرة كمثل راسكولينكوف القاتل الشهير في رواية «الجريمة والعقاب»، ومستر هايد، الوجه المظلم لدكتور جيكل الذي ابتكره ستيفنسون، مصاحبا في رحلته برنديك الرجل الذي تحول إلى كلب في رواية «دكتور مورو»، بالإضافة إلى ذكر بعض أحداث رواية «452 فهرنهيت» التي كان يقوم فيها الإطفائيون بحرق الكتب.
هذه الرحلة كانت مقصودة بهدف الإجابة عن تساؤلات ربما راودت الأب الغائب وهي الآن تراود ابنه بطل الرحلة الجديدة في متاهة الكتب، وهنا كان دور الأسئلة التي تطرحها فكرة الرواية كأساس للنقاش، فالرواية نفسها قصيرة جدا، موجزة في شخوصها وأحداثها وحتى أفكارها.
لكنها تحمل تلك الغواية في نفس كل كاتب وقارئ للالتقاء بشخوص رواياته المفضلة أو أكثرها تأثيرا.

حوار حول الرواية
في هذا السياق، تحدثت الشاعرة مي الشراد عن تأثرها الشديد بشخصيتَي «أنا كارنينا» بطلة الرواية الروسية الشهيرة، ثم «فيرمينا داثا» الفتاة العاشقة والمعشوقة في أيقونة ماركيز «الحب في زمن الكوليرا». لكنها أبدت خيبة أملها الواضحة من رواية كروز، حيث ان تلك الأفكار التي تناولها قد قتلت بحثا ومناقشة في الأدب والعقل الأوروبي حتى تم تجاوزها لأفكار فلسفية أخرى جديدة، وهذا ما أكدته أسماء العوضي من خلال مداخلة لها. حيث أبدت شعورها بالانزعاج من قصر الرواية ونهايتها المبتورة وعدم جدة أفكارها.
لكن القاصة هبة بوخمسين، صاحبة فكرة الملتقى، دافعت عن حق كل كاتب في التجريب بما يراه مناسبا لطرح أفكاره، وأن «الكتب التي التهمت والدي» ربما كان الهدف منها تحفيز الناشئة على القراءة والولوج في عوالم الكتب المثيرة والغامضة في الآن نفسه.

محطات متقطعة
تحدثت القاصة استبرق أحمد عن ولعها في صغرها بشخصيات «ألف ليلة وليلة»، أما عن هذه الرواية فلم تجد رابطا حقيقيا بين الروايات التي اختارها الكاتب لعرض فكرته، كما أن شخصية صديق البطل وهو المراهق البدين «بومبو» الذي ينطق دائما بحِكَم صينية تفوق عمره كثيرا تعد تحميلا للشخصيات بأكثر مما تحتمل. بينما أشارت الكاتبة نورا بوغيث إلى إحساسها بأن الرواية كانت أشبه بمحطات متقطعة بلا عمق حقيقي في الطرح، مما يدفع القارئ إلى عدم التعاطف مع البطل الذي تم تصويره بشخصية سطحية تنتقل بين الصفحات ببعض الحوارات مع شخصيات روائية، القاسم الوحيد بينها هو الصراع بين الخير والشر، ثم تلك النهاية الصادمة المبتسرة والتي تشعرك بأن هناك صفحات سقطت من الرواية.
الجدير بالذكر أن عضوات النادي، وفق ما صرحن، هن عشر كاتبات ومعنيات بالأدب جمعتهن أرض الكويت وحبهن المشترك للفنون الأدبية بأنواعها، وقد كان اللقاء نتيجة مناقشات سابقة واختيارات لعشرة كتب تتم قراءتها ومناقشتها على مدار عشرة شهور، تدير الجلسات فيها إحدى عضوات النادي بالتتابع في كل مرة كتاب جديد ومديرة جلسة جديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى