قد تسقط دول أو تمحى حضارات، لكن يبقى التاريخ شاهداً على العراقة، التى لا تمحوها الصواريخ أو الطائرات، ومساء أمس، احتفلت دار الأوبرا المصرية بمرور 150 عاماً على افتتاح الأوبرا الخديوية التي كان مكانها ميدان العتبة، في وسط القاهرة، باحتفالية، أقيمت بالمسرح الكبير، في دار الأوبرا المصرية الحديثة في جزيرة الزمالك.
وقالت وزيرة الثقافة في الحكومة المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم: «مصر تعد أول دولة فى الشرق الأوسط وقارة أفريقيا تؤسس داراً للأوبرا (الأوبرا الخديوية)، والتى جاءت انعكاساً لريادة أقدم الحضارات الإنسانية، وظلت أرض الوطن على مر العصور ملتقى للتفاعل بين دول العالم ومنارة إشعاع للفكر والثقافة، وأن دار الأوبرا المصرية الحالية تعد امتــداداً لسابقتها، ونجحت من خلال ألوان فنـــية جادة فى جذب قاعدة جماهيرية كبيرة».
الاحتفالية شهدت تكريم 12 شخصية من رواد فنون الأوبرا، هم الجيل الأول من عارضات الباليه في مصر.
والأوبرا الخديوية، أسسها الخديوي إسماعيل العام 1869 للاحتفال بافتتاح قناة السويس، وفــــي قلب ميدان العتبة، وسط القاهرة، ولذلك أطلق عليها هذا الاسم، وتم بناؤها من الأخشاب واستغرق العمل فيها ستة أشهر، وكانت رغبته أن تفتتح بأوبرا عايدة، التى تروي قصة خالدة من التاريخ المصري، إلا أنه لم يقدر لها الظهور في حفل الافتتاح بسبب الحرب العالمية وحصار باريس واستحالة شحن الملابس والديكورات التى كانت تصنع هناك وقدمت بدلاً منها أوبرا ريجوليتو، وفي فجر 28 أكتوبر 1971، احترقت في مشهد مأسوي أصاب المصريين بالهلع والخوف على مستقبل الثقافة والفنون.