أنفال الدويسان: رفضوني.. فاقتحمت مجال الدراما

قالت الكاتبة أنفال الدويسان إنها لم تفكر يوما ما بدخول مجال الكتابة للدراما التلفزيونية، لكن ما دفعها لذلك رؤية أعمال طرحت في الساحة الفنية وكانت خاوية من أي فكر أو قصة ومحتوى، وكان قرارها اقتحام هذا المجال، الذي حققت فيه نجاحا لافتا من خلال عدة أعمال كان آخرها مسلسل «محطة انتظار» الذي عرض في رمضان الماضي.
وتناولت الدويسان مسألة فرض الرقابة ووصفته بالسير في الاتجاه المعاكس، مطالبة بعدم خضوعه للمزاجية والاعتبارات الشخصية للأفراد، كما تناولت الدويسان عدة قضايا فنية عبر حوارها مع القبس.
حدثينا عن البدايات وكيف اقتحمت التأليف الدرامي ومن شجعك؟
– لم تكن الدراما يوماً أحد أهدافي، فحلمي كان أن أكون روائية، لأن كتابة الروايات هي شغفي منذ الصغر، وفي عام 2007 شاهدت أحد الأعمال الدرامية الذي نال نجاحاً واستحساناً من الجمهور في الوقت الذي اعتبرت فيه قصة هذا العمل ليست بالتشويق المطلوب، ليشد المشاهد ويجعله مستمرا بمتابعة حلقاته، ومن وقتها قررت أن أكتب مسلسلا لإيماني بأنني أستطيع كتابة قصة أفضل، وأيضاً كنت اسمع أن هناك نقصاً في النصوص الدرامية الجيدة.
واعتقدت أن الطريق سيكون أمامي سهلاً، لكنني بصراحة لم أجد التشجيع في الوسط الفني، حيث كتبت مسلسل «في أمل»، ولم أجد أي تجاوب من المنتجين، وبعدها كتبت مسلسل «صديقات العمر»، وواصلت طرق أبواب المنتجين لسبع سنوات حتى استطعت إقناع أحدهم بإنتاج أحد أعمالي، والحمد لله الذي كتب لي النجاح والقبول عند المشاهد من بعد اليأس وكل الرفض الذي واجهته.
«محطة انتظار»
كان لك حضور في رمضان الماضي من خلال مسلسل «محطة انتظار»، كيف كانت هذه التجربة، وهل حققت الطموح المطلوب؟
– مسألة اختيار وقت عرض المسلسل في رمضان أو خارجه ترجع إلى شركة الإنتاج، وذلك وفق متطلبات القنوات ورغبتها في الشراء، ولو كان الأمر بيدي لاخترت أن يكون عرض أعمالي خارج رمضان، حيث يأخذ المسلسل حقه في المتابعة بنسبة أكبر، والناس بعد عشر حلقات يستطيعون التمييز بين العمل المكتوب بعناية والذي يحمل فكراً وهدفاً، والعمل التجاري الخالي من المضمون.
هل تتدخلين ككاتبة في اختيار الممثلين والمخرج؟ وهل تعارضين التدخل في نصك الدرامي إن حدث تغيير ما؟
– كل شخصية هي عمود البيت، ان اختل توازنه كانت النتيجة سيئة، والمؤكد أنني أشارك في اختيار المخرج، وهو حق لا يمكنني التنازل عنه، وبالنسبة للتغيير في النص فأنا اطلب من المخرج منذ البداية قراءة العمل وإعطائي كل ملاحظاته، وأقبل بإجراء التغيير الذي يراه مناسباً لأني أعتبر المخرج بمنزلة العين الثانية التي تقيم النص، أما التغيير الذي يحصل من دون علمي وأثناء التصوير فهذا الشيء لا أقبله بتاتاً، وللأسف حدث في بعض المشاهد من أعمالي السابقة.
حديثنا عن مشوارك في كتابة الرواية؟ وهل كانت هي الطريق لدخول آفاق فنية ككتابة الدراما؟
-كتبت رواية واحدة (مذكرات أنثى مختلفة) نشرت عام 2014، وهو العام الذي انتج فيه مسلسل «صديقات العمر»، وأسعدني جداً نجاح الرواية وبيع كل النسخ في معرض الكتاب، والرواية جمهورها محدود عكس جمهور المسلسلات، لكني رغم ذلك مازلت أحن للروايات، وهي عشقي القديم ولا بد من الرجوع إليه يوماً.
مقص الرقابة
كيف تنظرين إلى مقص الرقابة؟ وهل ترين هناك مرونة أم هناك عرقلة؟
– ما يؤلمني أن الكويت كانت مثالا في الحرية الإعلامية، أما الآن فنحن نسير في الاتجاه المعاكس، لست ضد الرقابة فكل عمل يجب أن يقرأ ويقيّم قبل عرضه، ولكن وفق قوانين محددة وثابتة لوزارة الإعلام، فإن تجاوزها الكاتب لا يجاز عمله والعكس صحيح، لكن لا يترك الأمر لتقييم شخصي من الرقيب، ولا يترك لمزاجية أو اعتبارات شخصيه للأفراد.
لماذا أصبحت أعمالنا الدرامية المحلية رهينة الثلاثين حلقة؟ متى نعود للثلاثيات والسباعيات الدرامية؟
– موضوع الثلاثين حلقة مرهق جداً بالنسبة للكاتب، فبسببه يحدث الملل أحيانا في القصة نتيجة المط، حيث تنتهي الأحداث والكاتب لا يزال في الحلقة الخامسة عشرة، ما يجعله أحيانا يضيف أحداثا غير منطقية، أو يقحم أمورا لا تخدم القصة، بل لحشو الحلقات فقط، والسبب طبعاً هو القنوات التلفزيونية التي تشترط على المنتج ثلاثين حلقة.
مشروع جديد
ما مشاريعك الدرامية الجديدة؟
– أحضّر لعمل درامي جديد وأفضل عدم التحدث عن تفاصيله إلا بعد الانتهاء منه، واستغرقت فترة طويلة من التحضير للقصة وجمع المعلومات الخاصة بالشخصيات، وأرجو أن أوفق في كتابته وينال قبولاً من الجمهور، وأعدهم أن أقدم كما عودتهم شيئا قريبا منهم يلمس واقعنا، ويطرح مشاكل حقيقية تواجه مجتمعنا.