أمي الحبيبة

خَطْبٌ أَلَمّ وعَمَّت الأحزانُ
وتعطلت لغةٌ وعزّ بيانُ
واهتزّت الدنيا لفقدِ حَبِيبتي
(أمِّ اليتامى) دأبها الإحسانُ
وتزاحمتْ غُصَصٌ بحلقيَ أفقدتْ نفسي توازنها وغاب جَنان
والدمعُ منهمرٌ وقلبيَ نازفٌ
قد أرهقتْهُ بوقعِها الأشجانُ
أمي الحبيبة والمواقفُ كلُّها شهدتْ بفضلٍ حقُّهُ العِرْفانُ
والذكرياتُ كأنها من حسنها
قطراتُ هتنٍ دائمٍ وجُمَانُ
وقلوبُ مَن عرفوكِ أمي قد بدتْ
مشدوهةً ولبيبُها حيرانُ
وجبتْ – بأمرِ الله – هذا ظنُّنا
شَهِدَ الخلائقُ كلُّهم وأبانُوا
واللهِ لو كانَ اليراعُ مِدادُهُ
بحرٌ يبوحُ ومنطقٌ ولسانُ
ما اسطاعَ حصرَ مناقبٍ وفضائلٍ
ولماجتْ الأقلامُ والأوزانُ
أمي ويندرُ أنْ يكونَ كمثلِها
هي والذي خلق الورى عنوانُ
للبرِّ والتقوى وحسنِ توكلٍ
في الفضلِ قد جُمِعتْ لها الأركانُ
ستظلُّ أمي مشعلًا لحياتِنا
تبقى ويبقى الودُّ والإيمانُ
الطيباتُ وإنْ رحلْنَ لهنَّ في
سجَّادةِ العملِ الجليلِ مكانُ
هي هكذا الدنيا محطةُ عابرٍ ومواقفٌ وإقامةٌ وأذانُ
هو هكذا هذا الفراقُ محتمٌ
حالٌ لدنيا طبعُها النقصانُ
آباؤُنا أجدادُنا ورعيلُهم
رحلوا ونرحلُ هكذا الإنسانُ
وعزاؤُنا
أن الجزاءَ برحمةٍ والمحسنونَ ينالُهم غُفرانُ
وزيادةٌ من فضلِ ربي إنّهُ
حقٌّ ومأوى الطيبينَ جِنانُ
ياربّ (أمي) في رحابِكَ ضَيفةٌ
أنت المضيفُ المنعمُ المنّانُ
وفدتْ إليكَ إلهَنا في جمعةٍ
والوعدُ منك بشارةٌ وعيانُ
قَدَرٌ رضيناهُ وكلُّ رجائِنا
صبرٌ يفرجُ همَّنا وأمانُ
مِن كلِّ ما يؤذي الفؤادَ وحسبُنا
عند المصابَ بفضلكم سلوان
يارب أكرمنا بحمدك دائما
فالحامدون جزاؤهم رضوان
واجعل لها الفردوس ربي رحمة
أنت الكريم وغافر رحمن
وكذا لكل المؤمنين تكرما
ما امتدّت الأيام والأزمان.
“””””””””””””””
* شعر
أحمد بن موسى الحامضي
الجمعة ١٤٤٦/١٠/٦هـ
٢٠٢٥/٤/٤ م