المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

أمريكا: لن نعترف بانتصار لروسيا أو النظام السوري

الخلاف الاميركي الروسي حول سوريا يتصاعد في ظل تقدم قوات النظام السوي في ادلب وامكانية سيطرتها على جميع المحافظات السورية، في وقت تسعى الفصائل المعارضة إلى اعادة تنظيم صفوفها رغم انحسار الدعم المقدم لها من جانب الدول الغربية والاقليمية.
وفي وقت اجتمعت قيادات في الجيش الحر مع مسؤولين في الادارة الاميركية مؤخراً لبلورة خطة للمرحلة المقبلة، عنوانها اخراج الميليشيات الايرانية، قال القائم بأعمال نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد ساترفيلد، أمام مجلس الشيوخ امس إن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لن يعترفا بانتصار لروسيا أو للنظام السوري في سوريا، ان المقاربة الأميركية لإيجاد حل في سوريا لاقت دعما دوليا، وهناك إجماع دولي يدعم ضرورة عدم الاعتراف بشرعية أي شيء قد يحدث في سوريا خارج الأمم المتحدة.
وأوضح ساترفيلد أن واشنطن والمجتمع الدولي يدعمان اجراء تغيير وإصلاح دستوري وانتخابات شفافة في سوريا تحت رقابة أممية. وان الولايات المتحدة لديها عدة وسائل وأدوات في تقليل تأثير روسيا في نتائج المحادثات السورية. وقال إنه لن يكون هناك أي انتصار عسكري دون تحقيق الانتقال السياسي، وشدد على ضرورة إعادة بناء سوريا، مشيرا إلى أن التقديرات تشير إلى الحاجة إلى مبلغ يتراوح بين 200 و300 مليار دولار، وهي مبالغ لا تتوفر للقوى الداعمة للنظام السوري، كروسيا وإيران. كما اكد أن بلاده تشعر بقلق بالغ حيال الأنشطة الإيرانية في سوريا، وأضاف: أينما كانت الأنشطة الإيرانية السيئة، سنتولى أمرها، وسنتابع عن كثب الدعم الذي ستقدمه إيران لحزب الله والذي سيشكل واحدا من التحديات الاستراتيجية التي ستواجهها أميركا.
في المقابل، اتهمت وزارة الخارجية الروسية واشنطن بمحاولتها إفشال «مؤتمر الحوار الوطني» السوري المقررة إقامته في مدينة سوتشي أواخر يناير. وقالت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا،ردا على تصريحات ساترفيلد إن تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين تؤثر سلبا في موقف المعارضة السورية من المؤتمر.
وكانت «الهيئة العليا للمفاوضات» حذرت من الخطر الذي يمكن أن يشكله مؤتمر «سوتشي»، على مسار مفاوضات جنيف كما رفض أكثر من 40 فصيلا في المعارضة المؤتمر الذي تروج له روسيا.
وكانت فرنسا انتقدت تفرد قوى دولية بالحل السياسي في سوريا، كالدول الضامنة لمحادثات «أستانة» (روسيا وفرنسا وتركيا).
وتشهد العلاقات الروسية- الأميركية خلال الفترة الحالية توترا، خاصة عقب اتهام ضمني من قبل موسكو لوشنطن بالوقوف وراء الهجوم على قاعدة حميميم العسكرية بطائرات مسيرة عن بعد السبت الماضي. وفي هذا السياق قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن روسيا تعرف من هاجم القاعدتين الروسيتين. وأضاف عقب اتصال بنظيره التركي رجب طيب اردوغان أن «كلا من العسكريين والقيادة والدولة في تركيا لا علاقة لهم بهذا الحادث». واعتبر أن هذه العمليات هدفها تدمير علاقات موسكو مع شركائها في تركيا وإيران، مؤكداً أن الهجوم «تم إعداده بشكل جيد للغاية، وتنفيذه باستخدام تكنولوجيا متطورة، وهذا يتعلق بمنظومة رادارات عبر الأقمار الصناعية وإلقاء القذائف». وأشار إلى أن «روسيا تعلم أين ومتى جرى تسليم هذه الطائرات المسيرة وكم بلغ عددها، وأن العمليات الاستفزازية تهدف إلى تقويض الاتفاقات، التي تم التوصل إليها سابقا، ولتدمير العلاقات مع تركيا».
هذا، وبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصالين هاتفيين مع نظيريه الايراني محمد جواد ظريف والتركي مولود جاويش اوغلو المسائل المتعلقة بالإعداد لعقد مؤتمر (سوتشي)، وأكد جاويش أوغلو أن بلاده تخطط لمواصلة التعاون مع روسيا وإيران من أجل إحياء مسار جنيف، مندداً في المقابل بالحملة العسكرية المتصاعدة في محافظة إدلب والتي ستسبب موجة نزوح جديدة.

معركة «أبو الظهور»
ميدانياً، تستمر قوات النظام السوري بمعركتها لاستعادة محافظة ادلب، ولو معنوياً، قبل موعد مؤتمر سوتشي، وفتحت امس مع الميليشيات المساندة لها محورين جديدين في ريف حلب الجنوبي للوصول إلى مطار أبو الظهور العسكري، بعد الهجوم الذي بدأته فصائل المعارضة ضدها أمس من شرقي إدلب. وسيطرت امس على كل من قرى أم علف، أم غراف، أم غبار، صبيحة، عيطة، أم سنابل جنوب غرب خناصر، في محاولة للوصول إلى المطار، إضافة إلى قرى العميرية، أبو جلوس، برج السما، تل عنبر، أبو عبده.
وينطلق المحور الأول من منطقة خناصر، بينما ينطلق المحور الثاني من المنطقة الجنوبية لمدينة السفيرة. ويضاف المحوران إلى التقدم الذي حققته قوات النظام من شمال حماة، ووصلت من خلاله إلى مشارف المطار.
ويعتبر المحوران خطوة لتخفيف الضغط عليها في محور قرية سنجار شرقي إدلب، ولإفشال الهدف الذي تسعى إليه الفصائل في حصار النظام في الجيب الذي تقدمت فيه. وخسرت فصائل المعارضة معظم النقاط التي استعادتها الخميس ضمن معركة «رد الطغيان» لاسيما عطشان والخوين، والقرى المجاورة لأبو دالي، في وقت قتل قائد عمليات قوات النظام العقيد الركن وسام جحجاح على جبهة معان في ريف حماة الشمالي، وهو من أبرز القياديين في إدارة المخابرات الجوية فرع المنطقة الشمالية. (ا ف ب، رويترز، الاناضول)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى